على مدى الأيام القليلة الماضية، ترددت أنباء كثيرة حول تدهور حالة أقدم رؤساء بلدان "رابطة الدول المستقلة"، الرئيس الأوزبكي، إسلام كريموف (78 عاما)، ووصل الأمر حدّ ورود أنباء عن وفاته أيضاً، إلا أن الغموض لا يزال سيد الموقف حتى الآن.
وكشفت حكومة جمهورية أوزبكستان، يوم الأحد الماضي، عن نقل كريموف إلى المستشفى، قبل أن تؤكد ابنته، لولا كريموفا-تيليايفا، في اليوم التالي، إصابته بسكتة دماغية.
وفي مساء يوم الإثنين، أفادت وكالة "فيرغانا" بوفاة كريموف، إلا أن مصدراً بالرئاسة الأوزبكية نفى لوكالة "نوفوستي" ذلك.
ورغم أن الشائعات عن تدهور حالة كريموف ليست بأمر جديد في أوزبكستان، وقد سبق له أن "اختفى" لبضعة أسابيع أكثر من مرة؛ إلا أن الوضع هذه المرة يختلف عن المرات السابقة، نظراً لوجود تأكيد رسمي، مما يفتح مجالاً للتساؤلات حول مستقبل البلاد في حال رحيله.
ويرتبط تاريخ أوزبكستان المستقلة باسم كريموف منذ بدايته، إذ إنه تولى قيادة الجمهورية حتى قبل تفكك الاتحاد السوفييتي، بشغله منصب السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأوزبكي في عام 1989.
وعلى الرغم من أن الدستور الأوزبكي يحظر شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين؛ إلا أن كريموف تمكن من الالتفاف على هذا الشرط عن طريق بدء العد من جديد بعد التعديلات الدستورية، وكانت نسبة المصوّتين له تصل إلى 90%.
وسيواجه خليفة كريموف تحديات كثيرة، بما فيها توترات مع جمهورية طاجيكستان المجاورة، وخطر التطرف الإسلامي، ومعدلات البطالة العالية التي تصل إلى 40% في المناطق الريفية، بحسب تقديرات غير رسمية، حيث كان نظام الحكم المتسلط يساعد في السيطرة على الوضع حتى الآن.
ومن نقاط ضعف الاقتصاد الأوزبكي، أيضاً، اعتماده على تحويلات المغتربين، وبصفة خاصة من روسيا التي يقيم فيها أكثر من مليوني أوزبكي، وقد بلغت التحويلات ذروتها في عام 2013، بما يزيد عن 6 مليارات دولار، أو 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، حرص كريموف على تنويع علاقات بلاده بين الانضمام إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والتي تضمّ بضع جمهوريات سوفييتية سابقة، والخروج منها، وفي موازاة ذلك؛ منح الرئيس الأوزبكي قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في بلاده خلال الفترة من عام 2001 إلى عام 2005، كما عمل في السنوات الماضية على الدفع بالتعاون مع الصين.
وعلى الرغم من عقد لقاءات منتظمة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يسع كريموف، على المستوى الرسمي، للانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تم تأسيسه على قاعدة الاتحاد الجمركي بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان، قبل أن تنضم إليه أرمينيا وقرغيزيا.
وأسفرت زيارة بوتين إلى طشقند، في نهاية عام 2014، عن شطب ديون أوزبكستان أمام روسيا بواقع 865 مليون دولار، كما عقد كريموف محادثات مع بوتين في موسكو في أبريل/نيسان الماضي، واستضافت أوزبكستان قمة منظمة شنغهاي للتعاون في يونيو/حزيران من العام الجاري.