استمرار التوتر في الأقصى... وفصائل وجهات فلسطينية تدعو إلى التصعيد

القدس المحتلة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
18 يوليو 2017
E370D8D3-E70F-4B30-8055-D0DBB4126497
+ الخط -


شجبت مجموعة من الأحزاب والمؤسسات الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، الإجراءات التعسفية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، وسياساتها الأخيرة تجاه مقدسات المدينة، فيما استمر التوتر في محيط المسجد الأقصى، رفضاً لتثبيت إسرائيل بوابات فحص إلكترونية عند مداخل المسجد، خاصة أن مستوطنين يهوداً جددوا اقتحامهم له تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.

واعتبرت مجموعة من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، خلال مؤتمر صحافي مساء اليوم، أن المسجد الأقصى يمر بمحنة غير مسبوقة منذ عشرات السنين. فيما دعت إلى التصعيد، ووعدت بأنها لن تسمح لإسرائيل بـ"التغول" على المسجد الأقصى وأهالي القدس، وأن "تكون لنا كلمتنا القوية إذا استمر مخطط الاحتلال".

وتلا متحدث بياناً مشتركاً باسم ست أجنحة عسكرية، قال فيه "إن الاحتلال يستغل حالة التشرذم والانشغال العربي والإسلامي، في التغوّل على المسجد الأقصى، ضاربًا عرض الحائط بمشاعر الأمة الإسلامية". 

وأضاف، حسب تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول": "لن نسمح بأي حال من الأحوال للعدو الجبان أن يتغول على أقصانا وأهلنا في القدس". 



‎وأكد المتحدث أن "الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة سيكون لها كلمتها القوية والعليا في حال استمر المخطط الإجرامي بحق المسجد الأقصى"، من دون تفاصيل عن إجراءات بعينها. 

وأشار إلى أن "المسجد الاقصى أمانة ومسؤولية لكل المسلمين، وأن التخلي عنه في هذه الظروف سيكون له انعكاسات خطيرة، وشرارة لتفجير الأوضاع في كل المنطقة". ودعا "الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده لشد الرحال للمسجد الأقصى". 

من جهتها، أعلنت الحكومة الفلسطينية، أنها ستعد لخطة طوارئ بخصوص ما يجري في القدس، من أجل تقديمها إلى جميع الدول المعنية والصناديق العربية والإسلامية، فيما أكدت مجموعة من الفصائل الفلسطينية أن ما يقوم به الاحتلال تجاه المسجد الأقصى يساهم في توتر الأوضاع، ودعت إلى التصعيد ومواجهة هذه الإجراءات.

ودعت الحكومة الفلسطينية في بيان لها أعقب جلستها الأسبوعية، والتي عقدت في مدينة رام الله، إلى تبني خطة طوارئ لصالح مدينة القدس الشرقية تغطي احتياجات المدينة في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والإسكانية والثقافية والاجتماعية والشبابية، مشددة على أن أبسط ما يمكن أن يقدمه العالم والعرب والمسلمون هو مد يد العون إلى الفلسطينيين في مدينة القدس لمساعدتهم على الصمود على أرضهم. 

وأكدت الحكومة على أنه في مواجهة المخططات الإسرائيلية الحكومية والخاصة لتهويد مدينة القدس باستثمار مليارات الدولارات، فإن على المسلمين والعرب أن يثبتوا تمسكهم بمدينة القدس. 

في غضون ذلك، رفضت الحكومة الفلسطينية واستنكرت المغالطات والادعاءات المتكررة التي يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تمريرها، حول حرص الحكومة الإسرائيلية للحفاظ على الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى المبارك، بما يعني رفضها قرارات الشرعية الدولية بعدم الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويعني إصرارها على تكريس احتلالها للمدينة المقدسة مع كل ما يصاحب ذلك من مخططات وإجراءات احتلالية وقرارات عنصرية لفرض سياسة الأمر الواقع. 

من جهة ثانية، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجماهير الفلسطينية، في كل مناطق الوطن، بالتصعيد من أجل الرد على سياسات الاحتلال، وقالت إن العملية التي نفذها شاب فلسطيني في مدينة الخليل اليوم، هي مقدمة لرد طبيعي على إجراءات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى. 


وبارك القيادي في الحركة، عبد الرحمن شديد، العملية التي نفذها الشهيد رأفت نظمي حرباوي بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، معتبرا أنها مقدمة للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة بحق المسجد الأقصى المبارك، والمقدسيين المدافعين عنه.

وقال شديد في تصريح صحافي له، إن "المقاومة حق طبيعي لشعبنا رداً على ما تمارسه حكومة الاحتلال بحق شعبنا ومقدساتنا في الضفة المحتلة والقدس من انتهاكات صارخة على مرأى العالم أجمع".

ودعا شديد إلى مزيد من التصعيد في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل تضامناً مع الأقصى وما يتعرض له من إجراءات لبسط الاحتلال السيطرة الكاملة عليه وفرض وقائع جديدة، مطالباً المقاومة بكافة أفرعها وفصائلها بالتأهب والرد على جرائم الاحتلال، والدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته.

في السياق، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد اشتية، اليوم الثلاثاء، بضرورة توفير حماية دولية على كامل المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، مشيراً إلى أن الاحتلال بإغلاقه المسجد الأقصى أمام المصلين ينتهك كافة التشريعات الدولية ويستفز مشاعر كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين حول العالم.

وأضاف اشتية في تصريحات له، خلال لقائه بممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين، رالف تراف، اليوم، في مكتبه برام الله، أن الإجراءات الإسرائيلية ترمي إلى منع تدفق الفلسطينيين للبلدة القديمة في القدس، وبالتالي ضرب وجود الفلسطينيين في عاصمتهم المستقبلية.

وأكد اشتية على ضرورة وجود ضغط أوروبي ودولي من أجل أن تعود إسرائيل عن إجراءاتها غير القانونية.

وقال إن "الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى مرفوضة، من إغلاق الأبواب ووضع البوابات الإلكترونية وتركيب كاميرات المراقبة"، مشيراً إلى مساعي الاحتلال إلى استغلال الأحداث لتنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وكذلك مساعيه إلى إعادة صياغة منطقة باب العمود.

ودعا اشتية الجامعة العربية إلى ضرورة لعب دورها وتنفيذ قرارات القمم العربية السابقة بضرورة حماية القدس والدفاع عن مقدساتها، كواجب ومسؤولية كل العرب، وكذلك توفير الإمكانات التي تعهدت بها القمم العربية تجاه القدس.