شهدت خطوط التماس بين "الجيش الوطني السوري" و"قوات سورية الديمقراطية"(قسد)، اليوم الأربعاء، توتراً في محاور عدّة شمال سورية، فيما واصل النظام السوري تدعيم قواته المتمركزة في محافظتي الرقة والحسكة، بالتزامن مع شن "قسد" حملات اعتقال بهدف التجنيد الإجباري.
وقالت مصادر مقرّبة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ نقاطاً عدّة في ريف حلب والرقة شهدت، ليل أمس الثلاثاء، اشتباكات وقصفاً متبادلاً بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري"، تزامنت مع قيام النظام السوري بجلب مزيد من التعزيزات إلى محور عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي.
وأشارت المصادر إلى أن التوتر تركز في محاور غرب تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي وبخاصة قرية قزعلي ومنطقة صوامع الحبوب وفي محاور قرية ياشلي في ناحية منبج شمال شرقي حلب، حيث شهدت اشتباكات وقصفاً مدفعياً متبادلاً، أدت إلى أضرار مادية فقط.
وذكرت المصادر أن "الجيش الوطني" تقدّم إلى نقاط عدّة في غرب تل أبيض لكنه تراجع عنها لاحقاً، وذلك بالتزامن مع استقدام النظام السوري مزيداً من القوات إلى ناحية عين عيسى حيث تضمنت القوات الجديدة مشاة وآليات مدرعة وراجمات صواريخ ومدفعية ميدان.
قوات النظام زادت عدد عناصرها في عين عيسى
وقالت المصادر إن التعزيزات من قبل النظام في عين عيسى قابلها سحب قوات من منطقة الزركان، وهي قوات تابعة لـ"الفيلق الخامس"، وتم نقلها مجدداً إلى درعا جنوب البلاد، مرجحةً أن النظام يحاول التمركز في المنطقة قبل الوصول إلى تفاهمات جديدة حولها.
وأوردت المصادر معلومات عن أن قوات النظام التي تتمركز إلى جانب "قسد" في عين عيسى، زادت، أمس، عدد عناصرها في المنطقة كما زادت عدد عناصرها في ناحية أبو راسين بريف الحسكة المجاور، إذ تم نقل قرابة أربعمائة عنصر إلى المنطقة وتمركز أيضاً جزء منهم في ناحية تل تمر.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات الأمن التابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد" انتشرت اليوم الأربعاء، بشكل مكثّف في مدينة القامشلي وفي عموم المناطق الخاضعة لها في الحسكة، وذلك بهدف إلقاء القبض على الشباب المطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوفها.
وذكرت المصادر أن ذلك جاء بالتزامن مع نشر ما يسمى "مكتب الدفاع الذاتي" بلاغاً في عموم المناطق الخاضعة لـ"قسد" وخاصة في دير الزور، بضرورة قيام الشباب "المكلفين" بتسليم أنفسهم، حيث اعتبر البلاغ العام "بلاغا شخصيا" لكل "مكلف" وعليه ستتم "محاسبة" من لا يقوم بتسليم نفسه.
وأكدت المصادر اعتقال "قسد" عشرات الشبان في مدينة القامشلي، بهدف سوقهم إلى مراكز التجنيد الإجباري التابعة لها.
وتشهد منطقة شمال شرقي سورية الخاضعة لـ"قسد" عموماً تنافساً على التجنيد بين "قسد" والنظام السوري، حيث يعتقل الطرفان الشباب بهدف التجنيد إجبارياً في صفوفهما والقتال ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة.