استعراض عسكري إيراني على وقع مفاوضات نيويورك

22 سبتمبر 2014
روحاني خلال الاستعراض العسكري (بهروز مهري/فرانس برس)
+ الخط -

مع بداية أسبوع (الدفاع المقدس) في إيران، وهو ما يطلق على الأسبوع الذي يحيي ذكرى الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي والتي استمرت لثماني سنوات، استعرضت القوات المسلّحة الإيرانية منظومتها وترسانتها العسكرية في عرض حضره الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وقال روحاني في كلمته الافتتاحية، إنّ ما يمتلكه الجيش وكل القوات المسلّحة الإيرانية يثبت قدرة البلاد على تجاوز سنوات الحرب الثماني التي كبدت إيران كثيراً في ذاك الوقت، فضلاً عن تجاوز العزلة والحظر المفروضين على إيران منذ سنوات.

واعتبر الرئيس الإيراني أنّ جيش بلاده من أقوى الجيوش في المنطقة، معتمداً في ذلك على التجهيزات العسكرية التي تمتلكها القوات البرية والبحرية، إذ إنّ كثيراً من هذه الأسلحة الإيرانية محلية الصنع، ولكن معظمها بتكنولوجيا روسية.

وأضاف روحاني أنّ هذا لا يعني تهديداً لدول المنطقة بقدر ما يحقق قوة ردع لإيران تساعدها في مواجهة أيّ تهديد تتعرض له، مشيراً إلى عدم الاستقرار في المنطقة بسبب تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب فيها. واعتبر أنّ الجيش الإيراني سيكون في خدمة البلاد وخدمة المنطقة لدرء أيّ خطر من هذا النوع.

وعرضت القوات المسلّحة الإيرانية منظومات صاروخية قصيرة ومتوسطة المدى، دبابات، منظومات رادار واتصالات، فضلاً عن عرض طائرة من دون طيار بتصنيع محلي.

من جهتها، نشرت صحيفة "إطلاعات" الإيرانية لقاءً مع قائد القوات البحرية الإيرانية أمير سياري، وقد أعلن أنّ إيران بصدد الكشف عن مدمرة بحرية جديدة، تدعى (دماوند)، بعد الكشف عن مدمرة (جماران) عام 2009، فضلاً عن الكشف عن غواصات من طراز (فاتح)، وكل هذا سيعرض خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وبحسب سياري، فإن القوات البحرية الإيرانية تعمل على تأمين حدود البلاد البحرية، وستكون جاهزة لمواجهة أيّ تهديد قد يعترضها مستقبلاً.

تزاحم الملفات في نيويورك

بموازاة هذا العرض العسكري، يتوجه روحاني إلى نيويورك في وقت لاحق اليوم الإثنين، للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأشارت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم، إلى لقاء روحاني بالمرشد الأعلى علي خامنئي أمس الأحد، لكنها لم تنقل تفاصيل هذا اللقاء، باستثناء التركيز على أنّ خامنئي تمنى التوفيق لروحاني في رحلته هذه.

وتتزاحم المواضيع ويمتلأ جدول أعمال الإيرانيين في نيويورك؛ ففي الوقت الذي بدأت التوقعات في الخارج تتحدث عن لقاء إيراني أميركي مرتقب بين روحاني ونظيره باراك أوباما، نفت الإدارة الإيرانية أيّ تخطيط مسبق لبرنامج من هذا النوع.

غير أن استئناف المحادثات النووية بين إيران ودول 5+1 في نيويورك، والتي ستستمر على مستوى وزراء الخارجية على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قد يفتح المجال أكثر للحوار مع إيران حول قضايا إقليمية أخرى.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد التقى أمس الأحد في نيويورك نظيره السعودي سعود الفيصل، وانتهى اللقاء بتصريحات إيجابية من الطرف الإيراني، عبر من خلالها ظريف عن الأمل في أن يكون اللقاء مثمرا للمستقبل، في وقت يشوب فيه العلاقات الثنائية بين البلدين توتر كبير.

من جهة ثانية، بحث ظريف مع ووزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأحد العديد من القضايا المتعلقة بالملف النووي ومحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب تصريحات الخارجية الأميركية التي نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية. اللقاء طرح توقعات حول إمكانية عقد طاولة حوار إيرانية أميركية حول (داعش)، رغم الرفض الإيراني السابق، حسب تصريحات خامنئي، للعرض الأميركي بأن تكون طهران جزءاً من التحالفات الدولية لمحاربة التنظيم في العراق.

أما على طاولة النووي، فقد نقلت وكالة أنباء "فارس" أن الولايات المتحدة طرحت عرضاً جديداً على إيران يتضمن الإبقاء على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران، ولكن مع تغيير آلية عملها، وتغيير طريقة حقن اليورانيوم فيها، وهو ما سيحدد كمية ونسبة اليورانيوم المخصب.

ورغم أن المسؤولين الإيرانيين لم يتحدثوا بوضوح عن تفاصيل مقترح من هذا النوع حتى الآن، غير أن صحيفة "لوس انجلوس تايمز"، نقلت رفض الوفد المفاوض الإيراني لهذا العرض، ولاسيّما أنّ البلاد تصر على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها والذي يبلغ عشرين ألف جهاز. مع أنّ تصريحات مسؤولين غربيين وإيرانيين نقلت تفاؤلاً بمسار المحادثات دون ذكر التفاصيل.

المساهمون