نشرت الجامعة الأميركية في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، اليوم الأحد، نتائج استطلاع للرأي، قالت إنها أجرته مؤخراً، يظهر تأييد المستطلَعين لانفصال الإقليم عن العراق، وتشكيل دولة مستقلة.
وأجرى الاستطلاع، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، مركزُ "السلام والحماية الإنسانية"، ومعهد "الأبحاث الإعلامية والسياسية" في الجامعة الأميركية بدهوك.
ووفقاً لبيان الجامعة؛ فإن الهدف من هذا الاستطلاع هو "قياس معدلات الدعم الشعبي لإجراء الاستفتاء بشأن انفصال إقليم كردستان عن العراق"، والذي تقول سلطات الإقليم إنها ستجريه قبل نهاية العام الحالي 2016.
وتم إشراك عيّنةٍ من 6065 شخصاً من جميع مناطق إقليم كردستان العراق، وكذلك المناطق المتنازع عليها، للإدلاء بآرائهم، وأظهرت النتائج أن 83.1% من مواطني كردستان المشاركين يؤيدون انفصال الإقليم، وسيصوّتون لصالح ذلك في حال نُظّم الاستفتاء العام، في حين وصلت نسبة مؤيدي الانفصال بين المشاركين من المناطق المتنازع عليها في محافظات كركوك وديالى ونينوى وصلاح الدين، إلى 82.8%.
ومن النتائج اللافتة في الاستطلاع؛ تصويت 90% من المسيحيين، الساكنين بناحية عنكاوا غرب أربيل، لصالح انفصال الإقليم والدولة المستقلة، وعلى هذا النحو أيضاً؛ أبدى 87% ممن تم استطلاع آرائهم من سكان المناطق المتنازع عليها، وتضم خليطاً من الأكراد والمسيحيين، تأييداً للانفصال.
وأيّد نحو 80% من المستطلَعين فكرة انفصال إقليم كردستان، وتحوله إلى دولة مستقلة، بغضّ النظر عن موقف الأحزاب السياسية، سواء أكانت مع الفكرة أم ضدها.
وإلى جانب الأكراد، شارك 595 شخصاً من المسيحيين والتركمان والعرب، في كركوك ونينوى، في الاستطلاع، وكانت آراء نسبة كبيرة منهم مع الانضمام الى "الدولة الجديدة".
وبالرغم من النتيجة المرتفعة لتأييد انفصال إقليم كردستان عن العراق، والتي وصلت إلى 84%؛ إلّا أن ذلك ثمّة مؤشّرات على وجود تراجع نسبيّ في معدّلات التأييد، مقارنة باستطلاع سابق نظم مع الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2005، وبلغت نسبة مؤيدي "الدولة المستقلة" فيه 96%، مع العلم أنّ ذلك الاستطلاع لم يشمل سكّان المناطق المتنازع عليها، وكان محصوراً بمحافظات الإقليم الثلاث؛ أربيل والسليمانية ودهوك.
ويؤيد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، منذ سنوات عديدة الدعوة لانفصال الإقليم عن العراق، وقد تلقّت دعوته زخماً كبيراً في أعقاب الهجمات التي أخذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يشنها على المناطق الكردية ابتداءً من يوليو/ تموز 2014، وقد أدت محاربة التنظيم إلى تقوية القوّات المسلّحة في الإقليم، وحصولها على أسلحة حديثة، غير أنّ ذلك جاء مترافقاً مع أزمة اقتصادية ومالية خانقة داخلها، بسبب الإنفاق الكبير على الحرب، والذي يبتلع نسبة كبيرة من الإيرادات الآتية من قطاع النفط بشكل رئيسي.
في المقابل؛ ثمّة أحزاب سياسية كردية في الإقليم لا تدعم انفصاله عن العراق، وهي لا تزال تدعو إلى استمرار محاورة بغداد لحل المشاكل العالقة بينهما.