استطلاع "الجزيرة للدراسات": قلق الحرب بين العرب وإيران

الدوحة
أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
18 يناير 2016
20E59A3C-C6A7-4CF1-BC32-C8848DE5884D
+ الخط -
أظهرت نتائج استطلاع أجراه مركز "الجزيرة للدراسات"، انقساما حادا في أوساط النخبة العربية، تجاه التقارب الإيراني - الأميركي، بين مؤيِّد ومعارض، لكن 70 في المائة من المستجيبين (مؤيدين ومعارضين)، كانت لديهم مخاوف من هذا التقارب. وأهم هذه المخاوف زيادة الهيمنة الإيرانية على المنطقة وعودة إيران لممارسة دور الشرطي.

وعبَّرت غالبية كبيرة بلغت نسبتها 83 في المائة عن مخاوفها من اتساع رقعة المواجهات الطائفية بين السنَّة والشيعة عقب الاتفاق النووي، فيما أجاب 15 في المائة منهم بأن لا مخاوف لديه بهذا الخصوص. وكانت نسبة من لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 2 في المائة.

كما بين الاستطلاع الذي شمل 860 مستجيباً أُجريت معهم مقابلات تليفونية ضمن عيِّناتٍ ممثِّلة للنخبة العربية في 21 دولة عربية، ونُفِّذ الاستطلاع خلال الفترة 30 سبتمبر/أيلول إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015. بواقع 100 مشاهدة لكل دولة، تقريباً وبهامش خطأ يتراوح بين  3%. و2.5%

وكشف الاستطلاع أن أكثر من نصف المستجيبين (54 في المائة) قلقون من دخول المنطقة في حرب بين العرب وإيران، مقابل 44 في المائة لا يرون أن ذلك مصدر قلق. وكانت نسبة من لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 2 في المائة. كما عبر 69 في المائة من المستجيبين عن قلقهم من بروز إيران كقوة إقليمية عقب الاتفاق النووي، مقابل 30 في المائة منهم غير قلقين من هذه المسألة.  

ويهدف الاستطلاع الذي يعد الأول من نوعه، والذي يتناول العلاقات العربية - الإيرانية والموقف من الدور الإيراني في المنطقة العربية وتوجهات النخبة العربية نحوها، الوقوف على اتّجاهات النخبة (الفكرية والسياسية والاجتماعية والأكاديمية والشبابية) في الوطن تجاه عدد من القضايا المتعلقة بموضوع العلاقات العربية - الإيرانية، وأهمها، تقييم مستوى "العلاقات العربية - الإيرانية" في الوقت الحالي من عدة جوانب اقتصادية، واجتماعية، وسياسية وأمنية وثقافية، وكيف ستكون مستقبلًا؟

وتخوَّف 59 في المائة من المستجيبين من احتمالات تعاظم مقدرة إيران الاقتصادية عقب توقيع الاتفاق، فيما لا تحمل 39 في المائة منهم أية مخاوف بهذا الاتجاه.

وعبَّر 70% في المائة من المستجيبين عن قلقهم من اتساع رقعة النفوذ الإيراني عقب توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، في حين قال 29 في المائة منهم إنهم غير قلقين على هذا الصعيد.

وعارضت غالبیة وصلت إلى 82 في المائة من المستجيبين مطالَبَة البعض بعمل عسكري من قِبل دول الخليج ضد إيران (أعارض 32% في المائة، وأعارض بشدة 50 في المائة )، فيما أيَّد هذا 14 في المائة منهم، وكانت نسبة من لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة، 4 في المائة.

 إسرائيل تمثِّل التهديد الأول للوطن العربي

وأظهرت النتائج أن إسرائيل تمثِّل التهديد الأول للوطن العربي بنسبة وصلت إلى 62 في المائة، مع ملاحظة أن الكثيرين ممن استُطلعت آراؤهم كانوا يتحفظون على استخدام كلمة إسرائيل ويستعيضون عنها بـ"الكيان الصهيوني"، تلتها إيران بنسبة 23 في المائة، ثم الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 5 في المائة، ثم الأنظمة العربية الحاكمة بنسبة 3 في المائة، وقوى إقليمية ودولية 1 في المائة، وكانت نسبة من لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة، 6 في المائة.

وأظهرت النتائج أن النخبة في الوطن العربي تنظر بسلبية عالية إلى المستوى الذي وصلت إليه العلاقات العربية - الإيرانية، وتنظر بتشاؤم إلى مستقبل هذه العلاقات، حيث يرى 61 في المائة من المستجيبين أن العلاقات السياسية العربية-الإيرانية سيئة، و28 في المائة سيئة جدًّا، كما كشفت النتائج أن غالبية النخبة في الوطن العربي لا تتوقع تحسنًا في العلاقات العربية-الإيرانية على مختلف الصُّعد خلال السنوات الخمس القادمة.

ورأى 90 في المائة من المستجيبين أن العلاقات العربية - الإيرانية أسوأ مما ينبغي أن تكون عليه، فيما قال 4 في المائة منهم: إنها أفضل مما هي عليه، و5 في المائة، بأنها كما ينبغي أن تكون. في حين أيد 84 في المائة قيام علاقات اقتصادية قوية بين الدول العربية وإيران، وعارض ذلك 14 في المائة من المستجيبين. وكانت نسبة الذين لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 2 في المائة.

وأيَّد 69 في المائة من المستجيبين، بناء نظام أمن إقليمي مشترك بين دول الخليج وإيران، فيما عارض ذلك 28 في المائة منهم. وكانت نسبة الذين لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة 3 في المائة.

اقرأ أيضاً:استطلاع: تراجع قوة نتنياهو الانتخابية

وفي إجابتهم على السؤال المتعلق بأهم المشكلات التي تواجه العلاقات العربية - الإيرانية بيَّن 39 في المائة من المستجيبين أن الصراع على الدور السياسي والنفوذ هي أهم مشكلة تواجه العلاقات، تلاها التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية بنسبة 29 في المائة، ثم المشكلة الطائفية بنسبة 25 في المائة، فالتدخل الخارجي الغربي بنسبة 7 في المائة.

كما أظهرت النتائج أن 58 في المائة من المستجيبين يعتقدون أن إيران غير جادَّة على الإطلاق في بناء علاقات جيدة مع العالم العربي، واعتبر 39 في المائة منهم أنها (جادَّة جدًّا 9 في المائة، وجادَّة إلى حدٍّ ما 30 في المائة) في بناء علاقات جيدة مع العالم العربي.

وبمقارنة ذلك مع تقييم النخبة العربية لمدى جدية الدول العربية عموماً في بناء علاقات جيدة مع إيران، كشفت النتائج أن أكثر من نصف المستجيبين (61 في المائة) يعتقدون أن الدول العربية جادَّة في بناء علاقات جيدة مع إيران، وإن كانوا رجَّحوا خيار الجدية إلى حدٍّ ما (جادَّة جدًّا 6 في المائة وجادَّة إلى حدٍّ ما 55 في المائة، فيما رأى أكثر من الثلث 35 في المائة  أنها غير جادَّة في بناء علاقات جيدة مع إيران (غير جادَّة 32 في المائة وغير جادَّة على الإطلاق 3في المائة).

وبيَّنت النتائج أن ما يزيد عن النصف 59 في المائة من المستجيبين يؤيدون إنشاء قوات عسكرية عربية مشتركة لردع إيران عن التدخل في المنطقة، وعارض ذلك أكثر من ثلث المستجيبين 37 في المائة، أمَّا الذين لم يُبدوا رأيًا أو رفضوا الإجابة فكانت نسبتهم 4 في المائة.

ويعارض غالبية كبيرة من المستجيبين، 85 في المائة الاستعانة بقوات خارجية لمواجهة إيران، فيما أيَّد ذلك 13 في المائة، ورفض الإجابة 2في المائة منهم.

ولا تنظر النخبة في الوطن العربي بتفاؤل إلى مستقبل العلاقات العربية - الإيرانية، حيث ايد 84 في المائة  من المستجيبين القول بأن هذه العلاقات تتجه إلى مزيد من التوتر، فيما عارض ذلك 14 في المائة منهم.

ورأت غالبية كبيرة، 92 في المائة، يعتقدون أن إيران لا تمثِّل نموذجًا يُحتذَى في الحكم، في حين يعتقد 6 في المائة من المستجيبين أنها كذلك. وتبعًا لذلك، رأى 66 في المائة من المستجيبين أن إيران بلد غير ديمقراطي، و31 في المائة أنها بلد ديمقراطي إلى حدٍّ ما، فيما قال 3 في المائة من المستجيبين إنها بلد ديمقراطي.

القضية الفلسطينية ما زالت قضية جوهرية

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كشفت النتائج بوضوح أن تعويل إيران على دعمها السابق للقضية الفلسطينية وصل نهاية الطريق، وأن أغلبية المستجيبين، ترى أن إيران تستغل القضية الفلسطينية، ولم يعد لحديثها عن فلسطين من مصداقية؛ فقد وافق 88 في المائة من المستجيبين على أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية لتعزيز نفوذها في العالم العربي (أوافق بشدة 51 في المائة، وأوافق 37 في المائة )، فيما عارض المقولة 11في المائة (أعارض 10 في المائة، وأعارض بشدة 1 في المائة).

وكشفت النتائج أن القضية الفلسطينية ما زالت قضية جوهرية لدى الرأي العام العربي، وأنه يقيس الكثير من القضايا بالاحتكام إليها، وأوضحت النتائج أن 90 في المائة من المستجيبين يرون أن تقاعس الأنظمة العربية عن دعم القضية الفلسطينية عزَّز من النفوذ الإيراني في المنطقة.

وقال 78 في المائة من المستجيبين أن مواقف إيران من ثورات الربيع العربي كانت سلبية (44 في المائة سلبية جدًّا، و34 في المائة سلبية إلى حدٍّ ما)، مقابل 16 في المائة يرون أنها إيجابية "3 في المائة إيجابية جدًّا، و13 في المائة  إيجابية إلى حدٍّ ما". وفيما يتعلق بالمصالح الإيرانية في سورية وارتباطها بنظام بشار الأسد، أيدت غالبية كبيرة وصلت إلى 90 في المائة مقولة: إن سقوط نظام بشار الأسد يهدِّد المصالح الإيرانية في المنطقة، فيما عارض ذلك 9 في المائة فقط.

وعارض 85 في المائة من المستجيبين التدخل الإيراني في سورية بذريعة المصالح والأمن القومي، فيما أيد هذا التدخل 13 في المائة. كما عارضت نسبة كبيرة وصلت إلى 86 في المائة من المستجيبين التدخل الإيراني في العراق، وأيَّد هذا التدخل 12 في المائة. كما عارض 87 في المائة من المستجيبين التدخل الإيراني في اليمن في مقابل 11 في المائة أيَّدوا ذلك.

ذات صلة

الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
المساهمون