استشهد، عصر اليوم الأحد، الأسير الفلسطيني رائد الصالحي (21 عاماً)، متأثراً بجروحه التي أصيب بها في 7 أغسطس/ آب الماضي، أثناء عملية اعتقاله من منزله في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، جنوبي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأصيب الصالحي في الكبد والفخذ بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال الذين اقتحموا منزله، بعد أن جرى تهديده أكثر من مرة من قبل ضباط مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد وزير هيئة شؤون الجدار والاستيطان عيسى قراقع لـ"العربي الجديد" استشهاد الصالحي متأثراً بجروحه الخطرة التي أصيب بها في منطقة البطن والكبد، وبقي يعاني في مستشفى هداسا عين كارم بمدينة القدس المحتلة بوضع صحي خطر حتى أعلن عن استشهاده اليوم.
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجناحها العسكري كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الأسير الجريح المقاتل رائد أسعد الصالحي.
وتقدمت الجبهة في بيان صدر عنها اليوم، "من عائلة ورفاق وأصدقاء الشهيد في مخيم الدهيشة شعلة الانتفاضة وسنديانة المقاومة بخالص عزائها باستشهاد هذا الرفيق المغوار، والذي انضم إلى قافلة شهداء شعبنا بعد أن أرهق الاحتلال طويلاً، حيث كان حاضراً دائماً في جميع ساحات الاشتباك مع الاحتلال في مدينة بيت لحم، وخاض ضد الاحتلال وثكناته العديد من المواجهات والاشتباكات البطولية"، وفق ما جاء في البيان.
وقالت الجبهة: "لقد فقدت فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومخيم الدهيشة رفيقاً مناضلاً شجاعاً ومقداماً آمن بالعنف الثوري والمقاومة طريقاً رئيسياً واستراتيجياً للتحرر من الاحتلال الصهيوني، وكان شاباً متواضعاً خلوقاً سرت في عروقه معاني الانتماء والعطاء والوفاء لفلسطين، مشبعاً بحب الوطن والمخيم الذي ترعرع وكبر فيه مناضلاً فمقاتلاً فجريحاً فأسيراً فشهيداً".
وعاهدت الشعبية الشهيد الذي وصفته بالمقاتل، وكل الشهداء "أن تبقى على ذات الدرب الذي قضى شهيداً من أجله... درب المقاومة والعودة والتحرير، وهي على ثقة بأن رفاقها في مخيم الدهيشة والذين يتقدمون الصفوف ويدفعون ضريبة المقاومة، سيستمرون في حمل راية المقاومة خفاقة وسيكونون دائماً شوكة في حلق الاحتلال الصهيوني، رغم الاستهداف المتواصل لهم وللمخيم".
في ذات السياق، نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني والحركة الوطنية الأسيرة والمحررون في الوطن والشتات، مساء اليوم، الشهيد الأسير رائد الصالحي.
وأوضح نادي الأسير في بيانه، أن سلطات الاحتلال أبقت على اعتقال الصالحي رغم خطورة وضعه الصحي، ولم تكتف بذلك بل أقدمت على اعتقال شقيقه.
هذا وحملت كل من هيئة الأسرى ونادي الأسير سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاده، مؤكدين على أن ما تعرض له الأسير الصالحي هي جريمة جديدة تُضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم الذي يُنفذها الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، وأن استمرارها ما هو إلا نتاج استمرار الصمت الدولي حيال ما يقوم به الاحتلال.