وجاءت هذه الاستشارة قبل زيارة الرئيس الكازاخستاني إلى جامعة كامبريدج البريطانية، منذ عامين، علماً بأن الشركة التي يمتلكها بلير (توني بلير اسوشيتس)، مموّلة من قِبل الحكومة الكازاخستانية من أجل "برنامج إصلاحي" في الدولة السوفييتية السابقة، يقوده نزارباييف منذ ما قبل الاستقلال، لكنّ بلير ذاته لا يتقاضى أجراً على ذلك.
وشهدت كازاخستان، وفقاً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، حالات تعذيب وسجن لمنتقدي الحكومة، وتضييق الخناق على وسائل الإعلام والحريّات الدينية، فضلاً عن انتهاكات لحقوق العمال.
وجاء خطاب الرئيس الكازاخستاني بعد مقتل ما لا يقل عن أربعة عشر متظاهراً، وإصابة أكثر من ثمانين شخصاً، واعتقال عدد من الشخصيات المعارضة في ديسمبر/كانون الأول عام 2011 في مدينة جاناوزين.
وقال بلير في استشارته: "في الحقيقة، أنت قمت بتغييرات بعد هذا الحدث، ورغم أنه كان حدثاً مأساوياً، لكنّ هذا لا ينبغي أن يلغي التقدم الهائل، الذي قامت به كازاخستان".
ووردت في الاستشارة، وفقا لصحيفة "تلغراف"، فقرة جاء فيها: "هناك قضايا متعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، لا بدّ من معالجتها. أنا أتفهّم وأسمع ما يقوله منتقدونا، ومع ذلك، أودّ أن أقول لهم ببساطة: دوّنوا نقاطكم وأؤكد لكم أننا نستمع".
وأضاف بلير في فقرته هذه: "ولكن يجب أن تثنوا علينا في هذا التغيير الإيجابي الكبير، الذي أتينا به إلى بلادنا خلال العشرين عاماً الماضية... وسنمضي خطوة خطوة". وردّ نزارباييف لاحقاً على بلير قائلاً: "أنا أتفهم وأستمع إلى النقّاد، ولكن يجب أن يكون هذا بتوازن معين، وإجراء تقييم موضوعي لإنجازات بلدي".
ووعد نزارباييف بالقيام ببرامج إصلاحية على نطاق واسع، بما في ذلك إصلاحات قانونية، واللامركزية ومكافحة الفساد.
يذكر أن الرئيس الكازاخستاني كان يُطلق عليه لقب "ديكتاتور"من قِبل بعض الناقدين، وذلك عقب زيارته للندن في عام 2012 لحضور أولمبياد لندن. وحضر، خلال إقامته في لندن، حفل استقبال مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وكشف تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" عن أن سجل كازاخستان السيىء في مجال حقوق الإنسان، في ظل حكم نزارباييف، استمر في التدهور. وأفاد بأنّ السلطات في البلاد ما زالت تضع قيوداً على الحريات والدين، والتعذيب مستمر في أماكن الاحتجاز.
وعلّقت متحدثة باسم بلير على هذا الأمر قائلة إنه يرى أن كازاخستان مهمة استراتيجياً بالنسبة إلى العالم الغربي، وسيستمر في دعمها. وأوضحت أن الخطاب المشار إليه كان ببساطة يوضح هذه النقاط، وأن أحداث جاناوزين كانت مأساوية فعلا،ً ولكن كان يجب التطرق إليها في الخطاب وليس تجاهلها.