استراتيجية واشنطن لمواجهة "داعش": محاصرة التنظيم والتفاهم مع "السنّة"

11 سبتمبر 2014
تعزيز التعاون مع الأطراف العراقية ركيزة الاستراتجية الأميركية(فرانس برس/Getty)
+ الخط -
كشف المتحدث الرسمي الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، جوشوا بيكر، لـ"العربي الجديد"، ملامح الاستراتيجية التي تعتزم إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اتباعها في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتي يسعى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال زيارته إلى الشرق الأوسط إلى إقناع حلفاء واشنطن في المنطقة بها.

وأفاد بيكر بأن الاستراتيجية المذكورة تقوم على "اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف تدفّق المقاتلين الأجانب، ومكافحة تمويل داعش وتحريضه الإعلامي، والتأكيد على أهمية اتخاذ موقف قوي في التحالف الدولي الذي تطور ضد داعش".

وقال: "شجعتنا التصريحات الصادرة عن اجتماعات جامعة الدول العربية أن الدول الأعضاء ستتخذ التدابير اللازمة لمواجهة داعش، والتعاون على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية في هذا الجهد، بما في ذلك قمع تدفّق المقاتلين الأجانب، وتمويل الإرهاب ودعم الجماعات الإسلامية المتطرفة في العراق وسورية". وأضاف: "كما أننا نرحب بتصريحات الدعم الفردية العديدة من شركائنا الإقليميين في هذا الصدد".

وأوضح المتحدث الأميركي أن كيري سيجري لقاءات ثنائية مع نظرائه لبحث مكافحة التهديد الذي يشكله "داعش". وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي، خلال "وجوده في المنطقة، سيتشاور مع شركائنا الرئيسيين وحلفائنا بشأن كيفية مواصلة دعم أمن واستقرار الحكومة العراقية وأمنها واستقرارها، ومواجهة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط". وأضاف: "وجود هذا التفاهم يعطينا القدرة على العمل مع دول المنطقة، لتكون أكثر نشاطاً وأكثر انخراطاً".

ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد"، بشأن التحرك الأميركي في ما يتعلق بالعراق، بعد إعلان الحكومة الجديدة فيه، قال بيكر إن كيري في زيارته للعراق، أكد على حرص واشنطن على تقديم كل أشكال الدعم العسكري والسياسي لبغداد، وتعزيز العلاقات مع جميع القادة هناك.

وأوضح أن الدعم والتحرك الأميركي يشمل أيضاً "التواصل مع القبائل السنية في العراق، وتحديداً التي يمكن العمل معها لتمكينها من خوض معاركها الخاصة لتحرير القرى والمناطق الأخرى".

ولفت المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية إلى أن إدارة أوباما تسعى أيضاً إلى حث شركائها وحلفائها على مكافحة "رسائل داعش" التحريضية على وسائل الإعلام الاجتماعية، وقال إنه يمكن لدول المنطقة أن تساعد في ذلك أيضاً.

وأفاد بأن كيري سيشدد على أن الجانب العسكري جزء من الجهد الذي سيبذل لمواجهة تهديد "داعش"، وأن القضاء على التهديد الذي يشكله هذا التنظيم يتطلّب اتّباع نهج شامل على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، ويجمع بين "الحل العسكري" وتطبيق القانون والاستخبارات والأدوات الاقتصادية والدبلوماسية.

وأعرب بيكر عن ثقته بأنه من خلال عمل واشنطن مع شركائها المحليين، وبدعم كامل من الائتلاف الإقليمي والدولي، سيكون التحالف الدولي قادراً على القضاء على زخم "داعش"، وإضعاف قدراته بشكل منهجي، وأنه، مع مرور الوقت، سينجح في تقليص الأراضي التي يسيطر عليها، وفي نهاية المطاف الانتصار عليه. وقال: "سيستغرق هذا وقتاً طويلاً، ولن يحدث بين عشية وضحاها، لكنه سينجح مع الجهد الدؤوب والجماعي".