استثمار المدارس في محو الأمية

27 يوليو 2016
القضاء على الأمية يحتاج لحلول مبتكرة (Getty)
+ الخط -
في الإجازة الصيفية، يقترح خبراء وتربويون عرب، استثمار المدارس الحكومية والخاصة، في مبادرات ومشروعات لمحو الأمية وتعليم الكبار، تطلقها وتتبناها الحكومات العربية، ومؤسسات المجتمع المدني، في محاولة للقضاء على، أو تقليل نسب الأمية التي تفشت بشكل ملحوظ في معظم بلدان العالم العربي.

واحد من كل خمسة عرب أميّ
يقول الخبير التربوي الدكتور أحمد محمود: "لا تزال آفة الأمية تعصف بالعالم العربي، ووفقًا لتقديرات صادرة عن منظمة اليونسكو، فإن واحدا من كل خمسة بالغين، في العالم العربي، يعاني من الأمية، بنسبة بلغت 20%"؛ مطالبًا وزارات التعليم في العالم العربي باستثمار المدارس في محو الأمية، خلال الإجازة الصيفية.

ويضيف "محمود"، المتخصص في علم نفس التربية، لـ"العربي الجديد": "يمكننا عمل حملات توعوية، يقوم بها الطلاب، بالاشتراك مع المعلمين، كنوع من تفريغ النشاط لهم، وبناء الذات، والمساهمة في خدمة المجتمع المحلي، ومساعدة الآخرين".

ويتابع: "وبعد ذلك يقوم كل فرد من أفراد المجموعة، بتدريب مجموعة أخرى، وبهذا نكون أنتجنا مدربًا صغيرًا"؛ مشيرا إلى أهمية "عمل مجموعات من المعلمات لنشر الثقافة الأسرية لدى الأمهات".


محو أمية 10 شرطًا للتخرج
ومن جانبه، يشير نائب مدير مركز الإرشاد للحوار الفكري بالصومال عبد العزيز أحمد علي، إلى أنه "في السبعينيات نجحت الحملة الوطنية الي أطلقتها الحكومة لمحو الأمية في تقليل
النسبة من 95 إلى 20%؛ وفي عام 1991، انتشرت الأمية مجددًا، واقتصرت الجهود المبذولة لمحوها، على دورات قصيرة ومتوسطة، تنظمها بعض منظمات المجتمع المدني، واليوم صارت الأمية ظاهرة مقلقة، تتراوح نسبتها بين 60- 70%".

ويقول علي لـ "العربي الجديد": "أقترح للحد من الأمية وضع استراتيجية تعليمية وواقعية، تقوم على تركيز إعادة هيكل التعليم الحكومي الفعال، وتوثيق التعاون بين القطاع الحكومي والخاص لمحو الأمية في المدارس، خلال الدراسة وأيام العطلة، وتفعيل دور وأداء المدارس تجاه خدمة المجتمع، بما فيها توفير مهارات التعليم لهم كالكتابة والقراءة".

ويضيف، كما تعتمد على "بناء فصول داخل أي مدرسة خاصة، لتعليم الكبار ومحو الأمية مجانًا، وتخصيص مدرسين للعمل بها أيام الدراسة، مع جعل "تعليم الكتابة والقراءة لعشرة أشخاص أمييّن، شرطًا للتخرج من الثانويات، لأي طالب أو طالبة على مستوى البلاد، خاصة في الريف، حيث تنتشر الأمية".



"لدينا تجهيل باهظ التكاليف"
وفي تعليقه على الموضوع؛ يرى الباحث المهتم بملف الأمية في العالم العربي أحمد طه، أن "هناك العديد من الخطط التي تطالعنا بها الصحف يومياً، في مختلف المحافظات، في هذا
الصدد، إلا أنها تظل ضجيجاً بلا طحن، بسبب العديد من المعوقات، منها: حالة الترهلّ المؤسسي، والفشل الوظيفي للمنظومة التعليمية نفسها، وحاجتها الشديدة إلى إصلاحات عاجلة"؛ مضيفًا "كلنا نرى مستوى خريجي الجامعات، ووقوعهم في أخطاء إملائية فاحشة".

ويشير طه إلى تصريح للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو)، قالت فيه إن عدد الأميين في المنطقة العربية، في عام 2013، بلغ 97.2 مليون شخص، من أصل 340 مليون نسمة، أي بنسبة 27.9%، من مجموع السكان، وإن نسبة النساء من الأميين العرب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15- 45 عامًا، تبلغ 60%.

ويتابع قائلا: "هناك مقولة بديعة للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، ينتقد فيها حال المنظومة التعليمية، ملخصاً الأمر بقوله: "لدينا تجهيل باهظ التكاليف، وليس تعليماً مجانياً"، مستطردًا بأنه "منذ عقود طويلة ونحن نتحدث عن محو الأمية، ونضع العديد من الخطط للقضاء عليها، ولم تتغيّر نسبة الأمية، ولو كنا قصرنا جهدنا على تعليم الأجيال الجديدة، ومنع التسرّب من التعليم، لقضينا على الأمية".
المساهمون