استئناف الرحلات بين القاهرة وروسيا بعد توقف 30 شهراً

12 ابريل 2018
ستسيّر وزارة الطيران المصرية 3 رحلات أسبوعياً إلى موسكو(Getty)
+ الخط -
قالت وزارة الطيران المدني المصرية، اليوم الخميس، إن شركتها الوطنية "مصر للطيران" استأنفت رحلاتها إلى روسيا من "مطار القاهرة الدولي"، بعد توقف دام لأكثر من عامين ونصف العام.

كما استقبل "مطار القاهرة الدولي"، في وقت مبكر من اليوم، أولى الرحلات الروسية إلى مصر، بعد استئناف حركة الطيران. وذكرت وزارة الطيران المصرية، في بيان صحافي أنها "ستسيّر ثلاث رحلات أسبوعياً إلى موسكو".

ووقّعت مصر وروسيا اتفاقاً بشأن التعاون في أمن الطيران المدني، في ديسمبر/كانون الأول، في أول خطوة نحو استئناف الرحلات الجوية الروسية المنتظمة إلى القاهرة.

وجاء تسيير شركة "إيروفلوت" الروسية رحلة من موسكو إلى القاهرة، أمس الأربعاء، بداية لاستئناف الرحلات المباشرة بين البلدين، بعد تعليق حركة الملاحة الجوية إثر تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء نهاية عام 2015، الأمر الذي كانت له انعكاسات جسيمة على الاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة.

وأقلعت الرحلة "إس يو 0400" في الساعة 17.50 من مطار موسكو شيريميتييفو، لتكون خطوة أولى قبل استئناف الرحلات السياحية إلى البحر الأحمر.

وقال المرشد السياحي الروسي من أصل مصري، محمد، البالغ من العمر 41، عاماً، لوكالة "فرانس برس" قبل صعوده إلى الطائرة، "أنتظر هذا منذ وقت طويل. أكثر من عامين. أنا سعيد جداً".

وقال إنه يأمل في استئناف الرحلات المباشرة إلى الغردقة وشرم الشيخ في سيناء، لأن ذلك "سينعش المنطقة، حيث يعمل 40 إلى 50% من الناس في القطاع السياحي".

وقالت ايرينا، 40 عاماً، إن "كثيرين ينتظرون استئناف الرحلات المباشرة إلى منتجعات البحر الأحمر. أعتقد أن ذلك قريب"، مشيرة إلى أنها "واصلت السفر إلى مصر رغم طول الرحلة"، بحسب "فرانس برس".

واستأنفت شركة مصر للطيران رحلاتها بين العاصمتين اليوم، على أن تسيِّر الشركتان معاً خمس رحلات ذهاباً وإيابا في الأسبوع بين القاهرة وموسكو.

لكن مسؤولين روسيين استبعدوا أن ينعكس هذا القرار إيجابا بشكل فوري على قطاع السياحة المتأزم في مصر.

وقالت الناطقة باسم صناعة السياحة الروسية، ايرينا تيورينا، لوكالة "فرانس برس"، إن "السياح لا يحتاجون لرحلات مباشرة إلى القاهرة. لأن الانتقال من القاهرة إلى المنتجعات البحرية طويل وغير مريح، ولن يذهب أحد إلى هناك طالما الأمر على هذه الحال".

واضافت أنه "عمليا، الوضع سيبقى على ما كان عليه في السابق عندما كان الناس يصلون إلى هناك بأنفسهم عبر مينسك أو إسطنبول"، مشيرة إلى أن المستفيدين من هذه الرحلات سيكونون إما "الذين يحبون مصر كثيرا، وإما الروس الذين يعيشون هناك"، وأضافت أن "مصر لم تعد بعد وجهة سياحية بالنسبة للسوق الروسي".

ويتطلب السفر من القاهرة إلى المنتجعات المصرية استخدام الحافلات لمدة ست أو سبع ساعات، أو الذهاب على متن رحلة داخلية بعد الوصول إلى العاصمة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، في معرض ترحيبه باستئناف الرحلات المباشرة، أن "العمل سيتواصل من أجل تسيير رحلات إلى وجهات أخرى".

وتوقفت حركة الملاحة الجوية بين روسيا ومصر إثر الاعتداء الذي استهدف، في أكتوبر/تشرين الأول 2015، طائرة "إيرباص" تابعة لشركة روسية بعيد إقلاعها من شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها، معظمهم سياح روس.

وانخفض عدد السياح الأجانب في مصر من 14.7 مليونا في 2010 إلى 5.4 ملايين في 2016، على خلفية تعليق الرحلات والاضطرابات التي أعقبت الثورة التي دفعت الرئيس السابق حسني مبارك إلى التنحي. وتحسن هذا العدد في 2017 فبلغ 8.3 ملايين زائر، وفق الأرقام الرسمية.

وانخفضت عائدات السياحة، في الوقت ذاته، بنسبة الثلثين، من 11.6 مليار دولار في 2010 إلى 3.8 مليارات دولار في 2016، وفق المصرف المركزي المصري.

وكانت "إيروفلوت" أعلنت، في آذار/مارس، استئناف رحلاتها، موضحة أنه "لاستئناف الرحلات كان لا بد من تكثيف الإجراءات الأمنية. وقد التزم الطرف المصري بهذا المطلب".

وأضاف البيان أنه "في الرابع من كانون الثاني/يناير 2018، وقّع الرئيس بوتين مرسوما حول استئناف الحركة الجوية المنتظمة" بين البلدين.

من جهتهم، لم يخف المسؤولون الروس قلقهم بشأن إعادة إطلاق الرحلات المباشرة. وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، قال مدير الهيئة الروسية الفدرالية للملاحة الجوية، الكساندر نيرادكو، إن "استئناف الرحلات المباشرة إلى مصر، تحديدا إلى مناطق المنتجعات، يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة إلينا".

(العربي الجديد)

المساهمون