واقترح رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2015 للمتفاوضين، وقالت الدول الكبرى التي أبرمت الاتفاق مع إيران إنها تأمل في أن تغتنم طهران الفرصة للعودة إلى الأسرة الدولية.
وقال أوباما إن الاتفاق يؤكد نجاح الجهود الدبلوماسية المضنية ويوفر الفرصة لتطبيع العلاقات مع إيران، مضيفاً "لقد أوقفنا انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، وتم قطع جميع الطرق المؤدية إلى السلاح النووي"، مشيراً إلى أن "هذا الاتفاق يوفر فرصة للمضي في اتجاه جديد علينا أن نغتنمها".
لكن رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري، جون باينر، ندّد بالاتفاق النووي، مؤكداً أنه سيسعى مع أعضاء آخرين في الكونغرس بكل الوسائل إلى عرقلته.
من جهته، قال بوتين إن الاتفاق هو "خيار قوي من أجل الاستقرار والتعاون، ولقد تنفّس العالم الصعداء"، موضحاً أن موسكو "ستفعل كل ما بوسعها" لضمان نجاح الاتفاق، بينما لفت وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في فيينا، إلى أن روسيا "ستساهم في خطوات عملية من أجل تطبيق الاتفاق".
وأشار لافروف إلى أن "الاتفاق سيسهم في تحسين الوضع في الشرق الأوسط"، مضيفاً "لدينا خطط كبيرة لتطوير قطاع الطاقة الإيراني".
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالاتفاق، وقال "آمل وأعتقد فعلاً أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى مزيد من التفاهم والتعاون حول العديد من التحديات الأمنية الخطيرة في الشرق الأوسط".
وتابع أنه "على هذا النحو، فيمكنه (الاتفاق) أن يكون بمثابة مساهمة حيوية للسلام والاستقرار في كل المنطقة وخارجها".
وأوضح بان كي مون المتواجد في إثيوبيا لحضور قمة حول الفقر، أن الأمم المتحدة "تقف على أهبة الاستعداد للتعاون الكامل مع الطرفين في عملية تنفيذ هذا الاتفاق التاريخي والمهم".
من جهته، رحّب وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، في بيان، بالاتفاق، مؤكداً أنه "بعد أكثر من عقد من المفاوضات الصعبة أبرمنا اتفاقاً تاريخياً يفرض قيوداً صارمة وعمليات تفتيش للبرنامج النووي الإيراني"، مضيفاً "نأمل، ونتوقع أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تغيير كبير في العلاقات بين إيران وجيرانها والمجتمع الدولي".
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إن العالم "يمضي قدماً"، وحثّ طهران على مساعدة القوى الكبرى على إنهاء النزاع السوري، لافتاً إلى أنه "الآن ستكون لدى إيران قدرات أكبر على الصعيد المالي، بما أنه لن تكون هناك عقوبات، وعلينا أن نكون يقظين جداً بشأن ما ستكون عليه إيران".
وأكد هولاند أنه "اتفاق بالغ الأهمية ويدل على أن العالم يتقدّم"، مشيراً إلى أن "فرنسا كانت حازمة جداً في هذه المفاوضات ووزير الخارجية لوران فابيوس قادها بصرامة وحزم كبيرين"، مضيفاً "لن تحصل إيران على السلاح النووي وسنكون قادرين على التحقق مما إذا كان هناك تقصير، فيمكننا إعادة العقوبات".
وفي أول رد فعل من منطقة الخليج، قال مصدر إماراتي مسؤول في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن الاتفاق "يمثل فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة في العلاقات الإقليمية والدور الإيراني في المنطقة، ويتطلب ذلك إعادة مراجعة طهران لسياساتها الإقليمية بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة".
كذلك رحّب الرئيس السوري، بشار الأسد، بالاتفاق، مؤكداً في برقيتي تهنئة أرسلهما إلى قائد الثورة الإسلامية، علي خامنئي، ونظيره الإيراني، حسن روحاني، أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت الانتصار العظيم بالتوصل إلى الاتفاق النهائي بشأن الملف النووي".
ورأى في البرقية التي وجهها إلى خامنئي أن "توقيع هذا الاتفاق يعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ إيران والمنطقة والعالم، واعترافاً لا لبس فيه من دول العالم بسلمية البرنامج النووي الإيراني".
ورحب بالاتفاق كذلك جيران إيران، فقد أشادت أفغانستان بالجهود الرامية إلى "تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة"، في حين قالت باكستان إن تدابير بناء الثقة بشأن البرنامج النووي الإيراني "نذير خير للسلام والأمن في منطقتنا".
أما المعارضة الإيرانية في المنفى، فعبّرت عن أسفها إزاء السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وقالت رئيسة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، مريم رجوي، "لو أبدت دول خمسة زائد واحد حزماً لما كان أمام النظام الإيراني من خيار غير التراجع التام والتخلي النهائي عن السباق إلى التسلح النووي".
ولكنها اعتبرت أنه "على الرغم من كل ثغراته والتنازلات غير المبررة للدكتاتورية الدينية" يمثل الاتفاق "تراجعاً" فرض على طهران.
اقرأ أيضاً: اتفاق نووي "تاريخي" بين إيران والغرب .. والسعودية تنتقد