ارتياح جزائري لتدابير حكومة الوفاق الأمنية وسط وجنوبي ليبيا

04 يناير 2019
مساهل وصف التدابير الليبية بالإيجابية (Getty)
+ الخط -
عبّرت الحكومة الجزائرية عن ارتياحها لجملة التدابير الأمنية التي اتخذتها حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، في المنطقة الوسطى والجنوبية المحاذية للحدود مع الجزائر، ما سيسمح بزيادة التنسيق الأمني بين البلدين.

ووصف وزير الشؤون الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، في تغريدة نشرها على "تويتر"، هذه التدابير بالإيجابية، وأكد أن "الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الليبيون للتنسيق الأمني تعد خطوة إيجابية لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية"، وجدد حث الجزائر لـ"الفرقاء الليبيين على المثابرة على طريق الحوار، السبيل الوحيد للسماح بعودة الاستقرار في ليبيا".

وكان مساهل يشير إلى قرار وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية بتشكيل غرفة أمنية مشتركة للمنطقة الوسطى وجنوب ليبيا، وتوحيد القوى الأمنية العاملة في هذه المناطق، ووضع خطة موحدة لمتابعة الخروقات الأمنية في الجنوب، تشمل المناطق والمدن القريبة من الحدود مع الجزائر، كغدامس التي تقع في مقابل مدينة الدبداب الجزائرية.

ومنذ أغسطس/آب 2014 قررت الجزائر إغلاق حدودها البرية مع ليبيا، وتعزيز تمركز القوات العسكرية على طول الحدود بين البلدين، والتي تمتد على مسافة 980 كيلومترا، وتتخوف الجزائر من تسلل المسلحين المتشددين وتجار الأسلحة الذين يقومون بتهريب السلاح من ليبيا إلى شمالي مالي والنيجر عبر الصحراء الجزائرية.

ويرى الباحث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة ورقلة، جنوبي الجزائر، مبروك كاهي، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أن "الجزائر بقيت محتاطة من التهديدات المتأتية من الحدود الجنوبية والشرقية مع ليبيا منذ عام 2012، وزادت المخاوف بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشأة الغاز بتيقنتورين في منطقة عين اميناس، حيث أثبتت التحقيقات أن جزءًا من الأسلحة والمعدات للمسلحين جاءت من ليبيا، ومسارات التخطيط للهجوم شملت المناطق الليبية المتاخمة للحدود مع الجزائر".



ولفت إلى أن الجزائر بحاجة ماسة إلى وجود مؤسسات الدولة الليبية في الجهة المقابلة من الحدود للتعامل والتنسيق معها في القضايا الأمنية، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب.

وفي الوقت الحالي، تعمل الجزائر على التنسيق مع قادة القبائل والمجموعات الأمنية المرتبطة بالحكومة الليبية، لضبط الأمن على الحدود ومراقبتها ومنع تحرك المجموعات الإرهابية في المناطق الحدودية. وفي هذا السياق تقوم الجزائر بمد البلدات والمدن الليبية بمساعدات غذائية وأدوية لصالح سكان هذه المناطق.