ارتفاع ملحوظ في أعداد الولادات القيصرية في تونس

وأفادت الدراسة التي اطلع "العربي الجديد" عليها، بأنّ "الولادات القيصرية أكثر تواترا في المدن والوسط الحضري بنسبة 46.6 في المائة مقابل 37.7 في المائة في الأوساط الريفية، وأن 46.2% من الحوامل في الفئة العمرية بين 35 و49 سنة خضعن لعمليات ولادة قيصرية، و50 في المائة منهن يملكن مؤهلات علمية، كما أن 58 في المائة من الأثرياء".

وأكدت المختصة في طب النساء والتوليد، هالة الشلي، أن تلك الزيادة الكبيرة في الولادات القيصرية تشمل كل الشرائح العمرية، مشيرة إلى أن "النسبة تتراوح بين 30 و35 في المائة من مجموع الولادات، وأحيانا ترتفع إلى 70 في المائة في بعض الجهات".
وقالت الشلي لـ"العربي الجديد"، إن "زيادة الولادات القيصرية في تونس سببها زيادة الوعي الطبي نحو الممارسات الطبية التي تحفظ صحة الأم والوليد، فالعمليات القيصرية تخفض المخاطر التي يمكن أن تهدد المواليد الجدد رغم كلفتها العالية نسبيا، كما أن الطب الحديث يعطي عناية أكبر لصحة المواليد".

وأضافت أن "هناك ثلاثة أسباب رئیسیة تفسر تزايد الإقبال على العملیات القیصرية، وهي تأخر سن الزواج الذي يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري وضغط الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحمل، إضافة إلى تفشي السمنة عند النساء التي تفاقم من صعوبة الولادة الطبيعية، ما يفسر زيادة نسب الولادات القيصرية في الأوساط الحضرية مقارنة بالوسط الريفي".

وأوضحت الشلي أن ارتفاع نسب الولادات القيصرية ليس قاصرا على تونس، وأن النسب في ارتفاع في أغلب دول العالم بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتجرى أكثر من 80 في المائة من الولادات في تونس في المستشفیات العمومیة، ووفقا لأحدث مؤشرات المعهد الوطني للإحصاء، فإن نسبة الخصوبة بلغت 2.46 في المائة في 2016 مقابل 2.1 في المائة خلال 2009.

ويبرز تحليل البيانات أن ارتفاع نسب الخصوبة مرتكز على ارتفاع عدد الزيجات التي بلغت 200 ألف زيجة في 2016 مقابل 160 ألف زيجة في 2010، مما أدى إلى ارتفاع عدد الولادات.