تزداد نسبة إصابة الأطفال بالحساسيّة الغذائيّة في كلّ أنحاء العالم. وتشير الدراسات إلى وفاة مراهقين بريطانيين بعد تناول السمسم والفول السوداني، ما يعني أن العواقب قد تكون مأساوية أحياناً. واليوم، تؤثّر الحساسيّة على سبعة في المائة من أطفال المملكة المتحدة وتسعة في المائة من أطفال أستراليا. وفي أوروبا، يعاني اثنان في المائة من البالغين من الحساسيّة الغذائية.
والأشخاص الذين يعانون من الحساسية يعيشون في جوّ من الخوف والقلق، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وفي وقت يعجز الباحثون عن تأكيد أسباب ارتفاع معدّلات الحساسية الغذائية في مختلف أنحاء العالم، يعملون بجهد لإيجاد وسائل لمكافحة الأمر.
والحساسية الغذائية ردة فعل مناعية غير طبيعية تجاه الطعام. والأعراض قد تكون احمراراً في الجلد والتورّم والقيء في حالات شديدة والإسهال وصعوبة في التنفّس. والأطعمة الأكثر شيوعاً التي تسبّب حساسيّة للأطفال هي الحليب والبيض والفول السوداني والمكسرات (مثل الجوز واللوز والصنوبر) والسمسم والسمك والمحار.
وزادت معدّلات الحساسية الغذائية خلال الثلاثين سنة الماضية، خصوصاً في المجتمعات الصناعية. مثلاً، زادت الحساسية من الفول السوداني خمسة أضعاف في المملكة المتحدة بين عامي 1995 و2016.
وبحسب دراسة أعدّت في جامعة كينغز كوليدج في لندن شملت 1300 طفل في الثالثة من العمر، تبيّن أنّ 2.5 في المائة يعانون من حساسية من الفول السوداني. ويبدو أنّ أستراليا تسجّل أعلى معدّل حساسية غذائية في العالم، إذ أظهرت إحدى الدراسات أنّ تسعة في المائة من الأطفال الأستراليين يعانون من حساسية من البيض في عامهم الأول، في حين أنّ ثلاثة في المائة لديهم حساسية من الفول السوداني.
هذه الزيادة في حساسية الطعام ليست نتيجة نقص في وعي المجتمع، بل يعتقد أنّها ترتبط باختلاف أنماط الحياة. ومن المعلوم أنّ الحساسية الغذائية تنخفض في البلدان النامية، على عكس المناطق الحضرية، بسبب التلوث والتغييرات الغذائية والتعرّض للجراثيم بشكل أقل، ما يؤثّر على كيفية استجابة أجهزة المناعة. وتكثر الحساسية الغذائية بين المهاجرين في البلاد التي يهاجرون إليها، ما يؤكد على العوامل البيئية.
في هذا الإطار، تقول المتخصصة في مجال التغذية ديزي أسطفان، من مستشفى جامعة ميدلسكس في لندن، لـ "العربي الجديد": "يمكن أن تكون الآثار الناتجة عن الحساسية الغذائية مهدّدة للحياة. لذلك، من المهم أن تتحمّل كل الشركات سواء الصغيرة أو الكبيرة، مسؤولية ضمان وجود ملصقات واضحة ودقيقة عن المكونات الموجودة في الأطعمة. كما ينبغي على الموظفين في المطاعم والمقاهي وغيرها، توفير معلومات عن الأمر". تتابع: "علينا تشجيع الأطفال الصغار والناس بشكل عام على قراءة الملصقات لمعرفة المكونات وكيفية البحث عن المعلومات للحفاظ على الصحة والسلامة".