ارتفع عدد قتلى إعصار ماثيو إلى 102 على الأقل، منهم 98 شخصاً في هايتي وحدها مع اتجاه الإعصار شمالاً، اليوم الخميس، ليضرب جزر الباهاماس في الطريق إلى فلوريدا. بحسب ما أعلن مسؤولون محليون.
وقُتل الكثيرون من جراء سقوط أشجار أو تطاير الحطام أو فيضان الأنهار. وكان جنوبي وغربي هايتي الأشد تضرراً، وألحق الإعصار أضراراً بغالبية المنازل في جنوب هايتي، ما دفع لتأجيل انتخابات رئاسية طال انتظارها.
وحلق الرئيس الهايتي المؤقت، جوسوليرم بريفير، في طائرة لخفر السواحل الأميركي فوق جنوبي هايتي برفقة السفير الأميركي، بيتر مالرين، ومديرة الدفاع المدني، ألتا جان-باتيست، لتقييم الأضرار التي تسبب بها أعنف إعصار اجتاح المنطقة منذ عقد.
وقال بريفير إن "الوضع في المدن الكبرى التي حلقنا فوقها كارثي"، مضيفا في بيان صحافي نشر مساء الأربعاء، أن هذه المدن "بحاجة إلى كل التدخل الممكن بدون إبطاء".
وأدت الفيضانات، التي تسبب بها الإعصار إلى عودة الكوليرا مع إحصاء ثماني إصابات جديدة حتى الآن، وهو ما حذرت منه السلطات والمنظمات الإنسانية.
وتفيد البيانات المتوافرة عن إجلاء أكثر من 21 ألف شخص إلى ملاجئ مؤقتة. وقال إدغار سيلستان "إننا نبذل كل ما في وسعنا للتكفل بهؤلاء الأشخاص. والأولوية هي لتأمين مياه الشرب والطعام".
واجتاحت رياح عاتية وأمطار غزيرة نحو ألفي منزل وألحقت أضرارا بعشر مدارس، بحسب آخر حصيلة جزئية أعلنتها السلطات. ومن المرجح أن ترتفع الحصيلة في الساعات المقبلة مع تمكن فرق الدفاع المدني من الوصول إلى المناطق التي قطعت الاتصالات معها منذ أكثر من 24 ساعة.
واجتاح الإعصار القوي المصنف من الفئة الثالثة، وهو أقوى عاصفة في الكاريبي منذ نحو عشر سنوات، كوبا وهايتي؛ برياح بلغت سرعتها 230 كيلومترا في الساعة وأمطار غزيرة يوم الثلاثاء، ليضرب البلدات ويفتك بالماشية والمحاصيل ويدمر المنازل.
وفي الولايات المتحدة، جرى توجيه الدعوة لملايين الأشخاص لإخلاء الساحل الجنوبي الشرقي، وحذر حاكم ولاية فلوريدا، ريك سكوت، السكان من احتمال تعرضهم لضربة مباشرة ربما تكون كارثية.
وتم إجلاء مئات الآلاف بسبب العاصفة، التي سببت فيضانات عارمة وقتلت أربعة أشخاص في جمهورية الدومينكان، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 22 في هايتي، وهما البلدان اللذان يتقاسمان جزيرة هيسبانيولا.
وشكلت العاصفة مسارا من الدمار في جنوب غرب هايتي، وقذفت بالقوارب والحطام على الطرق الساحلية التي اجتاحتها مياه البحار والمناطق السكنية التي غمرتها المياه بشدة.
وقال مسؤول حكومي في اجتماع مع مسؤولين بالأمم المتحدة إن الأضرار لحقت بنحو 80 في المائة من المنازل، في منطقة سود بهايتي، وهي المنطقة التي يقطنها أكثر من 700 ألف شخص.
ويعيش نحو 11 ألف شخص في خيام ومساكن مؤقتة. وكان من المقرر أن تجري هايتي الانتخابات الرئاسية يوم الأحد، لكن المجلس الانتخابي بالبلاد أرجأ الانتخابات مرة أخرى بسبب الإعصار ماثيو. ولم يتم تحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات.
وقال المركز الوطني للأعاصير الذي مقره ميامي، إن الإعصار ماثيو الذي كان مصنفا إعصارا من الفئة الرابعة خلال يوم الثلاثاء، تم تخفيض قوته إلى الفئة الثالثة في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء.
وبلغت شدة الرياح نحو 195 كيلومترا في الساعة بعد ظهر الأربعاء، لكن المركز الوطني للأعاصير قال إن العاصفة قد تشتد فوق المياه الدافئة لدى اقترابها من فلوريدا. وقال المركز إن بؤرة الإعصار أصبحت على بعد نحو 325 كيلومترا جنوب شرقي ناسو في جزر البهاماس، ومن المتوقع أن يصبح قريبا جدا من الساحل الشرقي لفلوريدا، بحلول مساء الخميس.
وقال حاكم فلوريدا في مؤتمر صحافي في تالاهاسي: "على الجميع في ولايتنا الاستعداد الآن لضربة مباشرة. إذا ضرب ماثيو فلوريدا مباشرة ربما يكون حجم الدمار كارثيا. وعليكم الاستعداد لذلك".
ومن الصعب تقييم المدى الكامل لتأثير ماثيو في هايتي لأنه ضرب وسائل الاتصال في الكثير من المناطق المتضررة بشدة، بما في ذلك الجسر الرئيسي الذي يربط أجزاء كثيرة من البلاد بشبه الجزيرة الجنوبي الغربي.
وهناك قلق بشكل خاص بشأن هايتي، لأن عشرات الآلاف ما زالوا يقيمون في خيام ومساكن مؤقتة بسبب الزلزال الذي وقع في 2010، والذي قتل أكثر من 200 ألف شخص.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن حكومة هايتي تقول إن 350 ألف شخص في حاجة إلى مساعدات عاجلة. وقال مراد وهبة نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لهايتي إن العاصفة تسببت في "أكبر حدث إنساني" تشهده هايتي منذ الزلزال الذي وقع قبل ست سنوات.
ولم ترد تقارير فورية عن عدد القتلى في كوبا، لكن ماثيو دمر بلدة باراكوا السياحية في منطقة غوانتانمو. ومرت العاصفة في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء، بالقرب من القاعدة البحرية والسجن العسكري الأميركي في غوانتانمو.
وحث المسؤولون في البهاماس السكان على اللجوء إلى المناطق المرتفعة. وصدرت تحذيرات على امتداد قطاع كبير من الساحل الشرقي لفلوريدا قبل الوصول المتوقع للإعصار ماثيو إلى هناك اليوم الخميس.
(رويترز، فرانس برس)