كأن المشاكل المحيطة بأهالي مناطق ريف حماة الشمالي، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، من تراجع المواسم الزراعية في الريف الشمالي، وانتشار الأمراض بمزارع الأسماك في منطقة سهل الغاب، وصعوبة تأمين الأدوية لعلاجها غير كافية، لتضاف إليها مشكلة ارتفاع أسعار الوقود، بالتزامن مع التهديدات التركية بعملية عسكرية ضد "قوات سورية الديموقراطية"(قسد) شرق الفرات.
"الاحتكار والخوف من انقطاع الوقود هو السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار المحرقات هنا"، هذا ما قاله صائب ياسين، من بلدة كفرنبودة لـ"العربي الجديد". وأضاف "من الجيد أن الحطب متوفر هذا العام إضافة لقشر الفستق الحلبي الذي أصبح بديلا لنا عن المازوت في التدفئة".
وأشار إلى أنه "في ظل ارتفاع أسعار المحروقات، من المؤكد أن الجميع سيتأثر، لكن لا يوجد مبرر حقيقي لدى التجار لرفع السعر، وما زالت المحروقات تأتي من مناطق سيطرة قسد إلى مناطق درع الفرات التي تعتبر المورد الرئيسي للمحروقات باتجاه مناطق إدلب وعفرين وحتى ريف حماة، إلى جانب شركة وتد التي تعمل على توريد الغاز وأنواع أخرى من المحروقات إلى إدلب، الأمر الذي سهل علينا كثيرا مسألة الحصول على الغاز المنزلي".
وارتفع سعر برميل المازوت من 45 ألف ليرة سورية إلى 52 ألف ليرة سورية في مناطق من ريف حماه الشمالي، مع ثبات سعره في مناطق درع الفرات وإدلب.
وانتقد أحمد السعد تصرف التجار برفع السعر وسعيهم لخلق مشكلة في المنطقة، كون ارتفاع سعر المازوت سيؤثر على المزارعين وعلى ملاك السيارات إضافة للأهالي الذين يعتمدون عليه في التدفئة، خصوصاً مع الحاجة الملحة للوقود للآلات الزراعية في المنطقة.
وقال السعد لـ"العربي الجديد": "في كل عام نواجه مشكلة مع قرب الحصاد، العام الماضي شهدت هذه المناطق قصفا مكثفا من قبل قوات النظام تسبب بتلف المواسم الزراعية، أما هذا العام فلدينا مشكلة المحروقات".
واتهم أحد تجار بلدة كفرزيتا، رافضاً الإفصاح عن اسمه، في حديث مع "العربي الجديد"، جهات عديدة بالوقوف خلف رفع أسعار المازوت وحتى البنزين القادم من مناطق سيطرة "قسد"، مؤكدا أن "ما يجري الآن هو استغلال للناس، وللظرف الحالي، فالمعركة حتى الآن ضد قسد لم تبدأ ولم يتوقف توريد النفط والمحروقات من مناطق سيطرتها"، متسائلاً: في حال بدأت المعركة وتوقف إمداد مناطق المعارضة بالوقود، فهل سيكون الحل بالاحتكار من دون البحث عن سبل لتأمين الوقود؟