قُتل شخصان على الأقل، بحسب المعارضة، وأصيب آخرون بجروح، في الهجوم الذي شنته قوات الأمن في ليبرفيل، اليوم الخميس، على مقر المعارض جان بينغ، الذي أثار إعلان هزيمته في الانتخابات الرئاسية أعمال عنف في عاصمة الغابون.
وفي تعليقه على أحداث العنف، قال وزير داخلية الغابون في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، إن السلطات اعتقلت 1100 شخص خلال يومين شهدا أعمال عنف بعد فوز الرئيس علي بونغو بولاية جديدة في انتخابات رفضت المعارضة نتائجها باعتبارها مزورة.
وقال الوزير باكوم موبيليه بوبيا، إن ما بين 600 و800 شخص اعتقلوا في العاصمة ليبرفيل واعتقل ما بين 200 و300 شخص في أماكن أخرى في الغابون.
وأضاف أن المحتجين استخدموا قنابل يدوية، وأن الشرطة صادرت بنادق كلاشينكوف.
كما اتهم مكتب رئيس الغابون، اليوم، معسكر منافسه في الانتخابات المتنازع عليها، جان بينغ، بالتخطيط "لهجمات منسقة على رموز الدولة".
وقال في بيان: "لم تكن هناك احتجاجات، بل أعمال منسقة تستهدف إثارة الخوف بين المواطنين الذين صوتوا للطريق الخطأ"، مضيفاً أن قوات الأمن ردت على ذلك بتطويق مقر بينغ واشتبكت مع أنصاره، ما أدى إلى مقتل شخص واحد.
وكان وسط ليبرفيل مقفراً في الصباح الباكر وتطوقه الشرطة ومدرعات الدرك. وتحدثت تقارير عن أعمال نهب لم تتخللها أعمال عنف في الضواحي، وقطعت الاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت.
وقال جان بينغ، لوكالة فرانس برس: "شنوا هجوما في حوالى الساعة 1.00 (بالتوقيتين المحلي وغرينيتش). إنه الحرس الجمهوري. قصفوا بالمروحيات ثم شنوا هجوما على الأرض. سقط 19 جريحا يعاني بعض منهم من إصابات خطرة".
وكانت اللجنة الانتخابية أعلنت إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته لولاية ثانية من سبع سنوات بحصوله على 49.80% من الأصوات، مقابل 48.23% لمنافسه جان بينع.
ويشكل هذا الفارق الضئيل 5594 صوتا من إجمالي 627805 ناخبين مسجلين في هذا البلد النفطي الصغير الذي بالكاد يبلغ عدد سكانه 1.8 مليون نسمة.
ويدين بونغو أونديمبا (57 عاما)، بإعادة انتخابه لنتيجته الساحقة في معقله العائلي في أوغوي العليا، حيث حصل على 95.46% من الأصوات، وقد فاقت نسبة المشاركة 99%.
وطالبت المعارضة بإعادة فرز الأصوات في كل مكاتب التصويت، ونزل أنصارها بأعداد غفيرة إلى الشارع.
وفور الإعلان عن فوز بونغو، المثير للخلاف، اندلعت اضطرابات في الشوارع الرئيسية بين قوات الأمن والمعارضين.
وهتف المتظاهرون "سرقوا منا الانتخابات"، واتهموا علي بونغو باتباع النهج السياسي الذي رسمه والده طوال رئاسته التي استمرت 41 عاما حتى وفاته في 2009، وأعيد ترسيخه بانتخاب نجله في السنة ذاتها.
(فرانس برس، رويترز)