13 فبراير 2022
ارتباك دول الحصار
كما كان متوقعاً، خرج اجتماع وزراء خارجية الدول المقاطعة والمحاصرِة لقطر، منذ حوالي شهر، بقدرٍ لا تخطئه العين من الارتباك والتخبط. وأكد الاجتماع ما قلناه مراتٍ إن الأزمة الحالية التي افتعلتها السعودية والإمارات والبحرين، ومعها مصر، لا تستند إلى أرضيةٍ صلبة يمكنها أن تفضي إلى حوار حقيقي أو جاد حول كيفية إنهائها، فقد كرّر الوزراء الأربعة الاتهامات نفسها المرسلة إلى الدوحة من دون أن يقدّموا دليلاً متماسكاً حولها. كما لم يوضح البيان الصادر عن الاجتماع الرباعي إلى متى سوف تستمر الأزمة، وما هي طرق حلها.
وفي وقتٍ لم يربط فيه الوزراء الأربعة بيانهم بالرد الذي أرسلته قطر قبل يومين، عبر الكويت، على قائمة المطالب التي رفعتها الدول الأربع قبل أسبوعين، كان واضحاً أن هذه البلدان أصبحت في ورطةٍ كبيرةٍ، بعد أن رفعت من سقف مطالبها، اعتقاداً منها بإذعان الدوحة لها، وكأنها كمن طلع الشجرة، ولا يعرف كيف ينزل عنها.
وإذا صحّ ما نقلته صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر دبلوماسية مصرية أن كلاً من الإمارات ومصر كانتا تدفعان باتجاه الحل العسكري للأزمة، وتراجعتا بفعل ضغط أميركي، وهو ما لا يمكن استبعاده، فهذا يعني أن الأزمة سوف تطول، وليس هناك أفق واضح لنهايتها أو حلها قريباً، فالأمر تجاوز المعقول والمقبول ووصل إلى درجة تهديد سلامة دولة جارة وأمنها. ولربما يتماشى هذا الطرح مع ما تردّد، قبل أيام، عن سعي الإمارات ومصر إلى بناء قاعدة عسكرية في البحرين قريباً من قطر، لتهديد أمنها القومي، وإن كان بعضهم يرى في ذلك مجرد ضغط إعلامي على الدوحة، من أجل دفعها إلى الاستجابة للمطالب التي رفعتها البلدان الأربعة.
وحقيقة الأمر، لا تملك الدول الأربع التي تحاصر الدوحة براً وبحراً وجواً استراتيجية واضحة ومحدّدة بشأن التعاطي مع الأزمة الخليجية، وذلك على الرغم من أن هذه الدول هي التي بدأتها وافتعلتها بشكل فاجأ الجميع. ويبدو أنه كلما تعاطت الدوحة بهدوء مع تحرّكات هذه الأطراف، ازداد جنونهم وتخبطهم وارتباكهم، وهو ما يحدث منذ بدء الأزمة. ففي الوقت الذي اتسم فيه تعاطي قطر بقدرٍ من الهدوء والتحكّم في خطابها وتحرّكاتها، صعّدت هذه البلدان، وإعلامها، من هجومهم عليها، ما يزيد أخطاءهم، ويكشفهم بشكل أكبر أمام الرأي العام العربي والعالمي.
الأكثر من ذلك، أنه كلما تحرّكت الدوحة خارجياً ووسعت من شبكة اتصالاتها في أوروبا وأميركا، قلت فرص الأطراف الأخرى في تشويه الدوحة والتحريض عليها، فقد سعت الدبلوماسية القطرية، منذ بدء الأزمة، إلى محاولة تحييد الأطراف الدولية، وتقديم صورة حقيقية عن طبيعة الأزمة، والتي لا علاقة لها بالمطالب التي رفعتها الدول الأربع إلى الدوحة. ويبدو أن الخبرة القطرية في التعاطي مع الأزمات والصراعات، طوال العقد الماضي، أكسبتها ثباتاً وزخماً في أثناء الأزمة الحالية.
ويمكن القول، بقدر من اليقين، إن الدوحة كسبت الجولة الأولى من المعركة مع البلدان الأربع، سياسياً وأخلاقياً وشعبياً. ربما تكون هناك تداعيات اقتصادية واجتماعية للأزمة علي المديين المتوسط والطويل، بيد أن المعركة السياسية تبدو محسومةً للدوحة، وذلك ما لم تتهور الأطراف الأخرى، وتقدم على عمل عدائي تجاهها. وهو أمر، وإن كانت فرصه تقلّ كلما طالت الأزمة، إلا أنه مع التصريحات والمواقف التي تخرج عن الأطراف الحالية التي افتعلت الأزمة، فإن الأمور قد تزداد سوءاً بشكل مفاجئ في المرحلة المقبلة، وهو ما قد يعقد الأزمة ويطيل أمدها إلى أجلٍ غير مسمّى.
وفي وقتٍ لم يربط فيه الوزراء الأربعة بيانهم بالرد الذي أرسلته قطر قبل يومين، عبر الكويت، على قائمة المطالب التي رفعتها الدول الأربع قبل أسبوعين، كان واضحاً أن هذه البلدان أصبحت في ورطةٍ كبيرةٍ، بعد أن رفعت من سقف مطالبها، اعتقاداً منها بإذعان الدوحة لها، وكأنها كمن طلع الشجرة، ولا يعرف كيف ينزل عنها.
وإذا صحّ ما نقلته صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر دبلوماسية مصرية أن كلاً من الإمارات ومصر كانتا تدفعان باتجاه الحل العسكري للأزمة، وتراجعتا بفعل ضغط أميركي، وهو ما لا يمكن استبعاده، فهذا يعني أن الأزمة سوف تطول، وليس هناك أفق واضح لنهايتها أو حلها قريباً، فالأمر تجاوز المعقول والمقبول ووصل إلى درجة تهديد سلامة دولة جارة وأمنها. ولربما يتماشى هذا الطرح مع ما تردّد، قبل أيام، عن سعي الإمارات ومصر إلى بناء قاعدة عسكرية في البحرين قريباً من قطر، لتهديد أمنها القومي، وإن كان بعضهم يرى في ذلك مجرد ضغط إعلامي على الدوحة، من أجل دفعها إلى الاستجابة للمطالب التي رفعتها البلدان الأربعة.
وحقيقة الأمر، لا تملك الدول الأربع التي تحاصر الدوحة براً وبحراً وجواً استراتيجية واضحة ومحدّدة بشأن التعاطي مع الأزمة الخليجية، وذلك على الرغم من أن هذه الدول هي التي بدأتها وافتعلتها بشكل فاجأ الجميع. ويبدو أنه كلما تعاطت الدوحة بهدوء مع تحرّكات هذه الأطراف، ازداد جنونهم وتخبطهم وارتباكهم، وهو ما يحدث منذ بدء الأزمة. ففي الوقت الذي اتسم فيه تعاطي قطر بقدرٍ من الهدوء والتحكّم في خطابها وتحرّكاتها، صعّدت هذه البلدان، وإعلامها، من هجومهم عليها، ما يزيد أخطاءهم، ويكشفهم بشكل أكبر أمام الرأي العام العربي والعالمي.
الأكثر من ذلك، أنه كلما تحرّكت الدوحة خارجياً ووسعت من شبكة اتصالاتها في أوروبا وأميركا، قلت فرص الأطراف الأخرى في تشويه الدوحة والتحريض عليها، فقد سعت الدبلوماسية القطرية، منذ بدء الأزمة، إلى محاولة تحييد الأطراف الدولية، وتقديم صورة حقيقية عن طبيعة الأزمة، والتي لا علاقة لها بالمطالب التي رفعتها الدول الأربع إلى الدوحة. ويبدو أن الخبرة القطرية في التعاطي مع الأزمات والصراعات، طوال العقد الماضي، أكسبتها ثباتاً وزخماً في أثناء الأزمة الحالية.
ويمكن القول، بقدر من اليقين، إن الدوحة كسبت الجولة الأولى من المعركة مع البلدان الأربع، سياسياً وأخلاقياً وشعبياً. ربما تكون هناك تداعيات اقتصادية واجتماعية للأزمة علي المديين المتوسط والطويل، بيد أن المعركة السياسية تبدو محسومةً للدوحة، وذلك ما لم تتهور الأطراف الأخرى، وتقدم على عمل عدائي تجاهها. وهو أمر، وإن كانت فرصه تقلّ كلما طالت الأزمة، إلا أنه مع التصريحات والمواقف التي تخرج عن الأطراف الحالية التي افتعلت الأزمة، فإن الأمور قد تزداد سوءاً بشكل مفاجئ في المرحلة المقبلة، وهو ما قد يعقد الأزمة ويطيل أمدها إلى أجلٍ غير مسمّى.