وقال شهود عيان في البلدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "البلدة اليوم تشهد انتشارا أمنيّا كثيفا من قبل القوات الأمنيّة والحشد الشعبي"، مبينين أنّ "تلك القوات نصبت حواجز أمنية في أغلب شوارع المنطقة، ومنعت أيّا من المواطنين من الخروج أو التنقل أو التبضّع".
وأشاروا إلى أن "مشاهد الدمار والخراب مازالت مستمرّة في سايلو خان ضاري وأغلب شوارع البلدة، بينما تنشغل القوات بنصب سواتر ترابيّة ونقاط للمراقبة والرصد في محيط السايلو".
من جهته، قال المقدّم في الفوج الثالث في الجيش العراقي، حردان الخالدي، إنّ "دخول قوات الحشد الشعبي إلى البلدة وانتشارها أربكا المشهد الأمني فيها".
وأوضح الخالدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "عودة الحشد الشعبي من جديد للبلدة تسبب في ارتباك قيادة القوات الأمنيّة، إذ إنّ قيادة الحشد منفصلة عن قيادة القوات الأمنيّة، ولا تنقاد للخطط العسكريّة التي توضع من قبل قيادة العمليّات، كما أنّ هناك أزمة ثقة بين الطرفين؛ فالحشد لا يثق في القوات الأمنيّة والعكس صحيح أيضا".
وأشار إلى "وجود معلومات تؤكّد أنّ داعش يعتزم شنّ هجوم ثانٍ على البلدة، الأمر الذي استدعى طلب تعزيزات عسكريّة وقد تحرّكت من بغداد نحو البلدة، فيما تم نشر أغلبها عند المناطق المحاذية لأبو غريب في الغزاليّة والعامريّة"، مؤكّدا أنّ "الوضع الأمني في المنطقة لا يساعد، وأنّ حالة التخبط تنذر بفشل أمني في حماية بغداد وسور بغداد الغربي، ما يتطلّب حزما من رئيس الوزراء باتخاذ إجراءات قويّة، من خلال توحيد القيادة الأمنيّة في المنطقة".
إلى ذلك، عقد التحالف الوطني الحاكم في البلاد اجتماعا لبحث التطورات الأمنيّة في الساحة العراقيّة.
وقال نائب في التحالف، لـ"العربي الجديد"، إنّ المجتمعين بحثوا التطورات الأمنيّة الأخيرة ومخاطر اختراق داعش لبغداد من الجانب الغربي، مبيّنا أنّ "قادة التحالف أكّدوا على أن يكون هناك دور للحشد الشعبي في المنطقة، وأن تتم إعادة انتشاره فيها".
وأشار إلى أنّ "العبادي، الذي حضر الاجتماع، لم يكن راغبا في عودة انتشار الحشد، لكن قادة التحالف أجبروه على القبول بهذا الإجراء الذي أجمعوا عليه".
يشار إلى أنّ تنظيم "داعش" اخترق، أمس، أسوار بغداد من الجانب الغربي، ودخل بهجوم غير مسبوق إلى عمق بلدة أبو غريب، واحتل سايلو الحبوب فيها وأحرقه، كما صادر كميّات كبيرة من الحبوب، وانسحب ليلا بعد أن أضرم النار في السايلو.
اقرأ أيضا: الطيران الأميركي يراقب أجواء بغداد خوفا من اختراق لـ"داعش"