ادعموا الشباب العرب وخذوا المعجزات

15 يونيو 2015
لا بد من منح الشباب فرصتهم (Getty)
+ الخط -
ادعموا الشباب العرب وخذوا المعجزات في المجال التكنولوجي، خلاصة قد يخرج منها كل من يطلع على المبادرات الشبابية العربية في جميع القطاعات الاقتصادية، ليصل إلى قناعة مفادها أن العالم العربي يضج بالعديد من الشباب من أمثال بيل غيتس، وستيف جوبز، ومارك زوكربيرغ، وغيرهم من العباقرة، الذين يشغلون العالم ويسيطرون على أنظمة الشركات والمؤسسات الاقتصادية.

مبادرات عديدة في قطاعات تجارة التجزئة والصحة والدفع الإلكتروني والألعاب، بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، القاسم المشترك بينها أنها مبادرات فردية عمل عليها فريق لا يتجاوز عدد أعضائه 3 من طلبة الجامعات في الدول العربية وخلال فترة تتراوح بين شهرين و6 أشهر. وتظهر أن الشباب العربي قادر على نقل المنطقة من حيز إلى حيّز بشرط تأمين الرعاية الكاملة وبعض الدعم المادي لتحويل أفكاره إلى واقع ملموس.

اقرأ أيضا: أساسيات ومقاصد التعليم الإلكتروني

ومن البارز اليوم أن الدول العربية تعاني من نقص الدعم والتشجيع لرواد الجامعات، إذ تكاد عبارة "لا أحد يثق بنا ويمنحنا القدرة على تنفيذ مشاريع جديدة" تصبح عاملاً مشتركاً بين الشباب في المنطقة، مع بروز علامات الإحباط واليأس من إمكانية تغيير الواقع في فترة قريبة مقبلة. مع تشبّث أصحاب السلطة بنظرية "الأقربون أولى بالمعروف" وقيامهم بتوظيف مناصريهم وأقربائهم وأفراد عائلاتهم في الشركات والمؤسسات والمناصب العليا في الشركات التكنولوجية، ومنع الشباب من الاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم للمساعدة في تنويع النشاط الاقتصادي في الدول.

ومن الملفت أيضاً أن المشاريع الشبابية العربية تتوزع على جميع القطاعات، فتساعد على ابتكار منتجات ذكية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وإطلاق تطبيقات ذكية للألعاب لجميع فئات الأعمار، وزيادة الإمكانية للاستعاضة عن حمل عدد كبير من مفاتيح الأبواب بحساب على تطبيق يتيح فتح أبواب المنزل والغرف والمكتب والسيارة خلال ثوان.

اقرأ أيضا: التكنولوجيا ترسم معالم مستقبل السياحة

ولعل المطلع على عمل الشباب يقتنع بمقولة "المستحيل ليس عربياً" مع رؤيته للكم الهائل من المبادرين العرب، الذين يستفيدون من بعض الدروس النظرية في جامعاتهم، لإيجاد منتجات ذكية واختراع آلات تتسابق الشركات في الكثير من دول منطقتنا إلى شرائها واستيرادها من الخارج لقاء مبالغ طائلة، ليتساءل الجميع "ما سبب غياب الثقة بقدرات الشباب العربي على تطوير الأعمال؟ و "ما المانع من منح المبادرين العرب بعض الاهتمام والدعم المادي؟".

ويرى أي مطلع في المنطقة العربية أن الشباب العربي قادر بشكل دائم على تحقيق التميّز في جميع القطاعات، وسط اتفاق الجميع على أن هذه الفئة مظلومة من قبل حكام ورؤساء الدول في العالم العربي، الذين يرصدون ميزانيات ضخمة سنوياً على التقنيات الذكية وشراء الأنظمة لتسيير الأعمال في المرافق العامة والخاصة في جميع المدن.

ويشير مسؤولون في شركات إلكترونية وتقنية إلى أن الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي واعتماد الحكومة الذكية والتراسل الإلكتروني بين وزارت الدول العربية، يجب أن يواكبه منح الفرصة للمبدعين الشباب في جميع المجالات التكنولوجية، للمساهمة في توفير أنظمة عمل بتكاليف منخفضة في فترة أولى، مما يساهم في تقليص مصروفات الشركات من جهة، ويرفع أرباحها وإيراداتها من جهة أخرى، ويعزّز عوائد المساهمين وحملة أسهمها.

اقرأ أيضا: مروان هرماش... "قنّاص" المعلومة الاقتصاديّة أصبح مستثمراً 

ومن الأهمية بمكان أيضاً العمل على دعم الشباب في تأسيس مشاريعهم وشركاتهم الخاصة، من خلال توفير صناديق لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنح المبادرين الشباب التمويل اللازم مع فوائد منخفضة تساعدهم على الانطلاق في عالم الاقتصاد، ويجعل منهم من المساهمين الرئيسيين في النشاط الاقتصادي.

ويرى مسؤولو الشركات أن المبادرات التي تقوم بها شركات أجنبية، تساهم سنوياً في حصول آلاف الشباب على فرص تدريب وعمل فيها وفي جميع الأقسام، كما تساهم في تحفيزهم على تشغيل محصولهم العلمي في ابتكارات والاشتراك في المنافسات المحلية والإقليمية والعالمية التي تجريها.

ومن هنا، تبرز أهمية دعم المبادرات الشبابية والاستفادة من العقول المميزة، التي تملكها جميع الدول العربية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي تطمح إليه العديد من دول المنطقة بحلول السنوات الخمس عشرة المقبلة، والذي ترصد له مليارات الدولارات بهدف تقليص البطالة، وزيادة النمو وتحقيق الفوائض المالية.

اقرأ أيضا: تكنولوجيا إدارة المشاريع
المساهمون