اختطاف الكرواتي لإحراج السيسي

07 اغسطس 2015
تشييع جندي مصري قتل في اعتداء للتنظيم (فرانس برس)
+ الخط -
في رسالة تُحرج النظام المصري والأجهزة الأمنية، عشيّة افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس، أصدر تنظيم "ولاية سيناء"، تسجيلاً مصوراً يُعلن فيه احتجاز رهينة كرواتي، ويطالب بمبادلته بمعتقلات داخل السجون المصرية.
وتبدو رسالة الإحراج للنظام المصري واضحة في تسجيل التنظيم، الذي حمل عنوان "رسالة إلى الحكومة المصرية"، خصوصاً من حيث التوقيت، الذي جاء في ظل مشاركة وفود دولية في افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة

اقرأ أيضاً: السيسي يظهر بالبدلة العسكرية "ليرمم ما تآكل من شرعيته" 

ويقول الرهينة الكرواتي في الشريط إنه اختطف من قبل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في 22 يوليو/تموز الماضي. ويُعلن عن "إعطاء الحكومة المصرية مهلة 48 ساعة للإفراج عن الأسيرات المسلمات من السجون المصرية، وإلا سيتم قتلي"، على حدّ تعبيره.

وكانت وزارة الخارجية الكرواتية، قد أعلنت في 24 يوليو/تموز الماضي أنّ مسلحين خطفوا مواطناً كرواتياً في القاهرة الكبرى، دون تفاصيل أكثر، باستثناء الأحرف الأولى من اسمه. وتبين من الشريط أنّ اسم الرهينة توميسلاف سلوبك (30 عاماً)، وكان يقف خلفه أحد عناصر التنظيم، وهو ملثم ويرتدي زياً عسكرياً ويمسك بسكين، وعلم "داعش" خلف الرهينة، في إشارة إلى الاستعداد لذبحه.
وعلى الرغم من العمليات التي نفذتها تنظيمات وجماعات مسلّحة ضدّ قوات الجيش والشرطة ومؤسسات في الدولة، إلا أنّها المرّة الأولى التي يتم اختطاف رهينة والمطالبة بمبادلته بأشخاص آخرين.
ووفقاً للمقطع المصور، فإن تنظيم "ولاية سيناء" اختطف الرهينة الكرواتي منذ 22 يوليو/تموز الماضي. لكن يبدو أنه كان يحضّر لهذا الأمر، وقرر تأجيل الإعلان عنه إلى عشية الافتتاح.
ولا يتضح من الفيديو وجود الرهينة داخل سيناء أم لا. لكن إن صح وجوده هناك، فإن هذا يثير تساؤلات حول تمكن التنظيم من اختطاف الرهينة من قلب القاهرة ونقله إلى سيناء، وهو ما يعكس فشلاً كبيراً من قبل الأجهزة الأمنية في التحقيق في اختفاء الرهينة بشكل عاجل، وفي فشل الجيش والشرطة في السيطرة على مداخل سيناء أو الطرق المؤدية لها، وهو ما سمح بنقل الرهينة إلى شبه الجزيرة.
لكن ذلك لا ينفي عدم وجود الرهينة في سيناء. وقد يكون تم وضعه في مكان صحراوي، بحسب ما يُظهر الفيديو.
وبغض النظر عن مكان تواجد الرهينة في سيناء أم خارجها، فإن عملية الاختطاف في ذاتها، تؤكد وجود عناصر وخلايا تابعة لـ"ولاية سيناء" في القاهرة ومحافظات أخرى، بخلاف التواجد الرئيسي في سيناء.
وحول مهلة الـ48 ساعة، التي منحها التنظيم للحكومة المصرية لإطلاق سراح المعتقلات من السجون المصرية، تقول مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إن "التنظيم يعلم جيدا عدم تنفيذ الحكومة طلبه، وحتى لو نفذت فالأمر سيستغرق أكثر من 48 ساعة".

وتضيف المصادر، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن المقطع المصور برمته هو لزيادة الضغط على النظام المصري بشكل كبير خلال الفترة المقبلة أكثر وأكثر، واستقطاب عدد كبير من الشباب. وتشير المصادر نفسها إلى أن "التنظيم المسلح يدرك أن عمليات التبادل لا تتم بشكل جيد ودقيق، خصوصاً أنهم لا يريدون شخصاً أو مجموعة بعينها، وإنما السيدات بالجملة من داخل السجون". وتذهب إلى أن الأزمة في أن الرهينة أجنبي، وهو ما يجذب أنظار العالم إليه، وتحديداً الاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن كرواتيا مشاركة في عمليات التحالف الأخير ضدّ "داعش".

من جهته، يقول الخبير الأمني، العميد حسن حمودة، إن التنظيم استغل الفشل الأمني واختطف رهينة لمبادلته بالسيدات في السجون المصرية، وهو أمر صعب للغاية تحقيقه. ويضيف حمودة لـ"العربي الجديد"، أن قتل الرهينة بات مؤكداً لا محالة، لا سيما في ظل عدم الاستجابة من قبل السلطات المصرية، وعدم معرفة مكان تواجده، وصعوبة تحديد موقعه خلال 48 ساعة شارفت على النهاية.