الحب يحمل الحب
كان يجب ألّا أخبر الشرطي الذي يقف مبتسما للمسافات "أنا عاشقة... أنا لاجئة"، كان يجب أن أخدع طوله بجواز مزور مختوم وأحلام مزورة وأفكار مزورة، وأن أحرق لمعة عيني بكبريت اللامبالاة وأن أصلب قلبي على البوابات الماكرات كأي خطيئة تستحق الغفران.
كان يجب أن أخيط ثقوب جيوب جلدي وأطوي الأخضر كأي سر لا يصلح للإعلان، كان يجب أن أجلد العطر كي لا تشاغب شياطين حبك إشارات المرور الحمراء وعند عثرة طيش حمقاء يعتقل بتهم اختراق الحدود سرا.
أريدكَ أن تعرف أن الحواجز في بلدي بألوان كثيرة وأن قلبي الطائرة، الطائرة التي حلقت وهي تظن أن الغيوم أسرة من حرير قد قصف، قصّف بمسدسات ماء قبيحة النية وأن الوطن ينبت في الحديقة الخلفية للبيوت المهجورة أين شربنا كؤوس القبل قبل جلد وعبث ورسما طريقا ليعود العائدون.
إلى شبيهتي تونس
بين ظلي وبياض زهر المشمش رائحة أمي وبين رائحة أمي وتونس (أنتَ).. لستُ آلهة لأحمل قيء روحي وأقول كل الأنبياء الذين سبقوني حملوا النار والماء، لست آلهة لأضرب في الأرض فتمطر السماء حجارة الغضب، لست آلهة لأنطق خرساء اللغة حين نديتَ تونس وفتاتها المائلة كسطر لأقول "أنا الشاهد" وكانعطاف حزين "أنا القتيلة الآن".
لست شيئا مما يقال ولا يقال في العجز اللئيم والغضب الحارق، فقط روح تسللت هاربة لمدائن الأمنيات والألوان لتشعل طرقاتها بنيران اللهفة وفتنة الاشتهاء ناثرة الأبيض والأخضر وما بينهما من تضاريس وجهكَ وتفاصيل البلاد والعبور وأحلام النهر بالارتواء الكبير وعرق المسافات من الطابق السابع إلى حديقة الأطفال.
لستُ سوى تمرد الرمال في انحناءات العطش والجوع وجشع عيني الشمس وهي تبتلع حياء الفصول، لستُ سوى قلب الصحراء وهو يلتصق بجسد الريح ليعيد للاتجاهات ذاكرة الغناء وحرثه الـ(غيمة)، لستُ سوى انعكاس الأخضر في ذاكرة الماء يشهق (أنا تونس)، لستُ سوى رعشة الأبيض يمر بجسد المنافي والأوطان وما بينهما، تطرق الأبواب فتجيب القصيدة (أنا سورية).
في الخيبات الكبيرة كما في الانتصارات الصغيرة لا يفوتني أن أقول، للصقيع ذاكرة الدفء وللدفء ذاكرة الصقيع ولي منهما رهان القلب أودعه وجع التعثر ومرارة المسافات وجمرة الحدود.
لا يفوتني أن أقول.. نعاس ملح خدعة المخدوعين وعمر الواهمين، وأن أثواب الندوب كشراب النخيل بين سكَر وسكِر وأن صعودي الغيمة السوداء ليس سوى مغسل الحقول من عبث الغبار.
وهم المسافات
يضحك وجهك ويسخر من أخطاء المسافات، يعبأ السقوط الفاخر وبحركة واحدة نصف دائرية يفجر جسد الطريق بالغابات الخضراء، يقلم أظافر البكاء، البكاء الذي تعلق بحبال رهان المتاهات وكأي رهان بين فكي الربح والخسارة، الخسارة والربح يفك أزرار النهر لينساب عائدا، للشهقة المشتعلة بحمى (الذوبان).
الماء قلب النار والنار قلب الماء ولفرط العطش والجوع يطعن الماء النار والنار الماء وبخنجر القبل تسقط أثواب الاشتهاء، تتعرى الرعشة، يئن النداء وكأي حتف مدرك ينثر القلب اختصاراته.
(تونس)
كان يجب ألّا أخبر الشرطي الذي يقف مبتسما للمسافات "أنا عاشقة... أنا لاجئة"، كان يجب أن أخدع طوله بجواز مزور مختوم وأحلام مزورة وأفكار مزورة، وأن أحرق لمعة عيني بكبريت اللامبالاة وأن أصلب قلبي على البوابات الماكرات كأي خطيئة تستحق الغفران.
كان يجب أن أخيط ثقوب جيوب جلدي وأطوي الأخضر كأي سر لا يصلح للإعلان، كان يجب أن أجلد العطر كي لا تشاغب شياطين حبك إشارات المرور الحمراء وعند عثرة طيش حمقاء يعتقل بتهم اختراق الحدود سرا.
أريدكَ أن تعرف أن الحواجز في بلدي بألوان كثيرة وأن قلبي الطائرة، الطائرة التي حلقت وهي تظن أن الغيوم أسرة من حرير قد قصف، قصّف بمسدسات ماء قبيحة النية وأن الوطن ينبت في الحديقة الخلفية للبيوت المهجورة أين شربنا كؤوس القبل قبل جلد وعبث ورسما طريقا ليعود العائدون.
إلى شبيهتي تونس
بين ظلي وبياض زهر المشمش رائحة أمي وبين رائحة أمي وتونس (أنتَ).. لستُ آلهة لأحمل قيء روحي وأقول كل الأنبياء الذين سبقوني حملوا النار والماء، لست آلهة لأضرب في الأرض فتمطر السماء حجارة الغضب، لست آلهة لأنطق خرساء اللغة حين نديتَ تونس وفتاتها المائلة كسطر لأقول "أنا الشاهد" وكانعطاف حزين "أنا القتيلة الآن".
لست شيئا مما يقال ولا يقال في العجز اللئيم والغضب الحارق، فقط روح تسللت هاربة لمدائن الأمنيات والألوان لتشعل طرقاتها بنيران اللهفة وفتنة الاشتهاء ناثرة الأبيض والأخضر وما بينهما من تضاريس وجهكَ وتفاصيل البلاد والعبور وأحلام النهر بالارتواء الكبير وعرق المسافات من الطابق السابع إلى حديقة الأطفال.
لستُ سوى تمرد الرمال في انحناءات العطش والجوع وجشع عيني الشمس وهي تبتلع حياء الفصول، لستُ سوى قلب الصحراء وهو يلتصق بجسد الريح ليعيد للاتجاهات ذاكرة الغناء وحرثه الـ(غيمة)، لستُ سوى انعكاس الأخضر في ذاكرة الماء يشهق (أنا تونس)، لستُ سوى رعشة الأبيض يمر بجسد المنافي والأوطان وما بينهما، تطرق الأبواب فتجيب القصيدة (أنا سورية).
في الخيبات الكبيرة كما في الانتصارات الصغيرة لا يفوتني أن أقول، للصقيع ذاكرة الدفء وللدفء ذاكرة الصقيع ولي منهما رهان القلب أودعه وجع التعثر ومرارة المسافات وجمرة الحدود.
لا يفوتني أن أقول.. نعاس ملح خدعة المخدوعين وعمر الواهمين، وأن أثواب الندوب كشراب النخيل بين سكَر وسكِر وأن صعودي الغيمة السوداء ليس سوى مغسل الحقول من عبث الغبار.
وهم المسافات
يضحك وجهك ويسخر من أخطاء المسافات، يعبأ السقوط الفاخر وبحركة واحدة نصف دائرية يفجر جسد الطريق بالغابات الخضراء، يقلم أظافر البكاء، البكاء الذي تعلق بحبال رهان المتاهات وكأي رهان بين فكي الربح والخسارة، الخسارة والربح يفك أزرار النهر لينساب عائدا، للشهقة المشتعلة بحمى (الذوبان).
الماء قلب النار والنار قلب الماء ولفرط العطش والجوع يطعن الماء النار والنار الماء وبخنجر القبل تسقط أثواب الاشتهاء، تتعرى الرعشة، يئن النداء وكأي حتف مدرك ينثر القلب اختصاراته.
(تونس)