وجدت واحدة من أكبر التجارب السريرية في بريطانيا، أنّ آلاف الرجال المصابين بسرطان البروستات يمكن أن يعيشوا لفترة أطول، بفضل التقدّم الهائل في العلاج الإشعاعي للأورام.
وتبيّن أنّ العلاج الإشعاعي عزّز معدّلات البقاء على قيد الحياة بنسبة 11 في المائة للرجال، الذين انتشر السرطان لديهم إلى العقد الليمفاوية أو العظام.
ومن المتوقّع أن تغيّر هذه النتيجة الرعاية المقدّمة إلى نحو 3000 رجل كل عام في إنكلترا وحدها، كما يمكن أن تفيد أعداداً أكثر بكثير من الرجال حول العالم.
ووجد الباحثون أن علاج البروستات الإشعاعي لدى الرجال في مراحله المتطورة، عزّز معدلات البقاء على قيد الحياة مدة ثلاث سنوات إضافية لدى 81 في المائة منهم، مقارنة بـ 73 في المائة لدى أولئك الذين يتلقون الرعاية العادية.
وفي هذا السياق، قال كريس باركر، كبير الباحثين في الدراسة التي أجريت في مستشفى رويال مارسدن في لندن: "تظهر نتائجنا تأثيراً قوياً على بعض الرجال المصابين بسرطان البروستات المتقدم. هذه النتائج يمكن ويجب أن تغير مستوى الرعاية في جميع أنحاء العالم. حتى الآن، كان يعتقد أن لا فائدة من علاج البروستات نفسه إذا كان السرطان منتشراً بالفعل، لأنه سيكون مثل إغلاق باب الإسطبل بعد هروب الحصان".
وتابع: "إن هذه الدراسة تثبت الاستفادة من العلاج الإشعاعي للبروستاتا لهؤلاء الرجال. وعلى عكس العديد من الأدوية الجديدة للسرطان، يعد العلاج الإشعاعي علاجًا بسيطًا، ورخيصًا نسبيًا ومتاحًا في معظم أنحاء العالم"، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز".
ويقول الخبراء إن استخدام التقنية لن يحتاج إلى الخضوع لموافقة المعهد الوطني للرعاية الصحية والتفوق (نيس)، ولكنه يتطلب موافقة خدمات الصحة الوطنية في إنكلترا.
وشملت الدراسة التي موّلتها مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة نحو ألفي رجل مصاب بسرطان البروستات. وأعطي نصفهم علاجاً اعتيادياً وهو عبارة عن علاج هورموني، بينما تلقى النصف الآخر العلاج الإشعاعي.
ونشرت النتائج أمس الأحد في مجلة The Lancet، وقدمت في مؤتمر ميونيخ للجمعية الأوروبية للأورام الطبية.
وقال نيكولاس جيمس، كبير محققي التجربة في جامعة برمنغهام: "على الرغم من أن أوقات البقاء على قيد الحياة آخذة في التحسن، فإن أي شخص يعاني من سرطان البروستاتا المتقدم لا يشفى من مرضه بالعلاج الهرموني وحده".
ويصاب نحو 47 ألف رجل سنوياً بسرطان البروستاتا في بريطانيا، وأكثر من 11500 منهم يموتون من هذا المرض.
وقال تشارلز سوانتون، كبير الأطباء السريريين في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "هذا اكتشاف هائل يمكن أن يساعد الآلاف من الرجال حول العالم".