اختتام مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية في الدوحة

20 مارس 2017
المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية (العربي الجديد)
+ الخط -

اختُتمت في العاصمة القطرية، اليوم الإثنين، أعمال المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية، والذي نظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وخصصه هذا العام لموضوعي "سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية"، و"الشباب العربي: الهجرة والمستقبل".

وشهدت جلسات المؤتمر، على امتداد ثلاثة أيام، نقاشات أثارتها الأوراق التي قدّمها باحثون من مختلف الأقطار العربية في موضوعي المؤتمر، وشمل برنامج اليوم الثالث والأخير جلستين، خصصت الأولى لمحور "سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية" لاستكمال الجزء الثاني من "سؤال الأخلاق في الفلسفة الإسلامية" الذي خصصت له الجلسة الثالثة من اليوم الأول من المؤتمر.

وقدم الباحث رجاء بهلول، ورقة بعنوان "القانون الأخلاقي والأمر الإلهي: قراءة جديدة في الخلاف بين المعتزلة والأشاعرة"، تناول فيها الخلاف حول مسائل الأخلاق والواجب والشرع الإلهي، وأوضح أنّ الخوض في تفاصيل هذا الخلاف يرينا، على نحوٍ لا يترك مجالًا للشك، أنّ نقاشات هؤلاء الأسلاف ليست أمرًا منقطع الصلة عمّا يتمّ تداوله في الوقت الحاضر وفي سياق الفكر العالمي؛ من آراء حول العلاقة بين الأخلاق والقانون، وعن مدى لزوم احتكام القانون إلى معايير الأخلاق.

وأوضح الباحث شفيق أكريكر، أنّ فصل الأخلاق عن الدين لا يحظى في السياق العربي بما يحظى به فصل السياسة عن الدين من راهنية واهتمام، رغم أنّ "الفصليْن" يصدران معًا عن مبدأ واحد هو الاستقلالية.

وناقشت آخر جلسات محور "سؤال الأخلاق" بالتفصيل "سؤال الأخلاق في الواقع العربي الراهن: أسئلة السياسة والفكر وأخلاق المجتمع الشبكي". وتناول خلالها الباحث نديم منصوري، الأبعاد الأخلاقية في المجتمع الإلكتروني في المجال العربي.
وخلص منصور إلى أنّ مجتمع الفضاء الإلكتروني مجتمع تسلّطي لا حيادي، انطلاقًا من النظريات التي أكّد معظمها أنّه يُعدُّ مجتمعًا استهلاكيًا، وأنّه تسبب بانهيار منظومة القيم، وصولًا إلى مساعي المبرمجين والمسيطرين لصياغة مجتمع موحّد خاضع لتوجيهات عالمية، من دون إغفال الدور السلبي للمستخدمين في المساعدة على تحقيق هذه الأهداف.




وفي محور "الشباب العربي: الهجرة والمستقبل"، تناولت جلستا اليوم الأخير من المؤتمر "الأبعاد الاقتصادية لهجرة الشباب" في ورقة بعنوان "أنماط التنمية الاقتصادية والهجرة في البلدان العربية: دراسة قياسية". ويرى الباحث إبراهيم محمد علي، أن عدم اكتمال التنمية الاقتصادية في العديد من الاقتصادات العربية أدى إلى استمرار هجرة الشباب العربي إلى العالم الرأسمالي المتقدم، وأن ذلك خلّف هياكل إنتاجية غير متنوعة وغير مرنة، حالت دون استيعاب الزيادة المستمرة في قوة العمل في الكثير من البلدان العربية، فلجأ الكثير من الشباب إلى الهجرة بحثًا في الأساس عن فرص عمل عجزت سياسات التنمية الاقتصادية الفاشلة عن توفيرها في أوطانهم.

وحاول الباحث مروان أبي سمرا، فك لغز "انخفاض معدل البطالة في المغرب" على الرغم من التزايد في القوى العاملة ومحدودية فرص العمل، متسائلا إن كانت الهجرة هي المفسر لهذا اللغز؟ وقال إن "معدل البطالة ليس مؤشرًا ملائمًا لتقييم أداء سوق العمل واختلالاتها، والضغوط الدافعة إلى الهجرة، وأنّ النمو الاقتصادي ليس بالضرورة مؤشرًا على التنمية؛ فالمغرب يقدّم مثالًا على نموٍ ضحل في فرص العمل اللائقة".

يعلن مساء اليوم في الدوحة، أسماء الفائزين بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية في دورتها السادسة (2016/2017)، وهي جائزة أنشأها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2011، بهدف تشجيع الباحثين العرب على البحث العلمي الخلاّق والمبدع في قضايا وإشكاليات الاستقلال والديمقراطية والتنمية الإنسانية.





المساهمون