خلصت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي كمبريدج وليستر، إلى أنه أصبح من الممكن تحديد الأشخاص الذين تزيد لديهم منذ الولادة، احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية، وذلك من خلال اختبار جيني، يُجرى مرة واحدة فقط.
وقال الباحثون إن الاختبار الجديد، الذي يُطلق عليه "مقياس الخطورة الجينية"، تبلغ تكلفته نحو 40 جنيهًا إسترلينيًا (52.35 دولارا). وتعد أمراض القلب والشرايين السبب الرئيسي للوفاة في شتى أنحاء العالم، وعلى سبيل المثال، يموت في بريطانيا أكثر من 66 ألف شخص سنويا جراء الإصابة بهذه الأمراض.
ومن شأن هذا الاختبار توضيح السبب في أن الأشخاص الذين تغيب لديهم العوامل التقليدية للإصابة بالنوبات القلبية، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول، يظلون عُرضة للإصابة. ويقوم الاختبار على أساس الكشف عن وجود تكرار في الجينات الخطرة، وليس عن جين موروث منفرد.
وفحص الباحثون خلال الدراسة، عينات دم، لكنهم قالوا إن الاختبار الجيني يمكن أن يتم باستخدام عينة بمسحة بسيطة من الفم. وتوصل العلماء إلى اختبار "مقياس الخطورة الجينية" من خلال تحليل بيانات وراثية من 500 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 سنة، وحصلوا عليها من البنك البيولوجي البريطاني، بينهم 22 ألف شخص مصابون بأمراض القلب والشرايين.
وقال مايكل إينوي، رئيس الفريق البحثي المعد للدراسة والأستاذ بمعهد "بيكر" للقلب والسكري وجامعة كمبريدج: "إنه بينما ترجع نصف حالات الإصابة بأمراض القلب إلى عوامل جينية ووراثية، يرجع النصف الآخر إلى أسباب تتعلق بأسلوب الحياة والبيئة". مضيفًا "لم نكن نلتفت إلى المكون الجيني أثناء فحص احتمال الإصابة، وكانت العوامل الوراثية في الجانب المظلم تمامًا فلم نكن نراها".
وأشارت الدراسة إلى أن المشاركين في الاختبار الذين سجلوا درجات عند أعلى 20 في المئة من مؤشر الفحص، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، بأربع مرات مقارنة بمن سجلوا درجات عند أدنى 20 في المئة.
وقال نايلش ساماني، أحد مُعدّي الدراسة والأستاذ بجامعة ليستر: "إن فحص احتمال إصابة الأشخاص بأمراض القلب والشرايين وهم في الأربعينيات من العمر يكون غير دقيق"، موضحًا أن الحالة تبدأ قبل عشرات السنوات من ظهور الأعراض، وبالتالي هناك حاجة لتحديد المهددين بالإصابة في مرحلة مبكرة، وهو ما يوفره اختبار "مقياس الخطورة الجينية".
(قنا)