احتمال انضمام "فتح" للانتفاضة يقلق الاحتلال

16 نوفمبر 2015
تمتلك "فتح" السلاح لوجود عناصرها في الأجهزة الأمنية(عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -
تُبدي سلطات الاحتلال قلقاً متزايداً من إمكانية انضمام قطاع واسع من عناصر حركة "فتح" لدائرة العمل المقاوم، التي تفجّرت منذ اندلاع انتفاضة القدس المحتلة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على اعتبار أن مثل هذا التطور يُمكن أن ينقل عمليات المقاومة في الضفة الغربية نقلة نوعية. في موازاة ذلك، يواصل الاحتلال شنّ حملات اعتقال تتركّز في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، على غرار الحملة التي أطلقها ليل السبت - الأحد، والتي أسفرت عن اعتقال 19 فلسطينيا. كما اعتُقل، في العيسوية، شرقي القدس، شخصان.

وفي سياق مخاوف الاحتلال، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، ليل الجمعة، عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إنه "على الرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحرص على تهدئة الأوضاع، فإن هناك مؤشرات على أن الكثير من أعضاء فتح التي يرأسها لا يشاطرونه التوجّه، ويبدون ميلاً للمشاركة في الجهد المقاوم ضد إسرائيل".

وذكرت القناة، نقلاً عن المصادر، أن "نشطاء فتح في مخيمات اللاجئين، في مناطق نابلس وجنين على وجه الخصوص، يرون وجوب مشاركة الحركة في تنفيذ عملياتٍ، رداً على ما يعتبرونه جرائم إسرائيلية تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني".

ووفقاً للمصادر، فإن "أعضاء تنظيم فتح يمتلكون الكثير من الأسلحة، بسبب انتماء معظمهم للأجهزة الأمنية، ولاستثنائهم من عمليات المطاردة والملاحقة الأمنية التي يقوم بها الجيش وجهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك). كما أن انضمامهم لدائرة العمل المقاوم، سيُشكّل تحدياً كبيراً للأمن الإسرائيلي".

اقرأ أيضاً: في نقد الوعي النظري لتملّك الانتفاضة الفلسطينية

وبحسب المصادر العسكرية، فإنه "على الرغم من أن لدى حركة حماس مصلحة كبيرة في تفجير الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، إلا أن قدرة الحركة على التأثير على وتيرة الأحداث تبقى محدودة، بسبب عدم توقف الحملات الأمنية التي تستهدفها من قبل إسرائيل والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية"، على حد قولها.

من جهته، يقول معلق الشؤون العربية في القناة الثانية، إيهود يعاري، إن "انضمام تنظيم فتح لدائرة العمليات في الضفة الغربية، يعني أن عمليات المقاومة الفلسطينية ستتحوّل من نمط عمليات الطعن والدهس، التي تتم في الغالب في المدن ومحيط المستوطنات، إلى نمط الكمائن المسلحة على الشوارع الرئيسية، التي يستخدمها المستوطنون وعناصر الجيش. وهو ما سيفاقم من خطورة التحدي الذي ينتظر إسرائيل".

وفي السياق، يكشف معلق الشؤون السياسية في القناة الثانية، أودي سيغل، أن "قيادة جيش الاحتلال عرضت على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطة لتأمين الشوارع الرئيسية التي يستخدمها المستوطنون في الضفة الغربية بشكل خاص". وفي تقرير بثته القناة ضمن برنامج "استوديو الجمعة"، مساء الجمعة، يلفت سيغل إلى أن "الخطة تتضمّن زرع كاميرات، واستخدام طائرات من دون طيار، وتوظيف شبكات تقنية تعتمد على نظام الطاقة الشمسية في المراقبة والرصد على الشوارع، لتقديم إنذارات سريعة عن محاولات الفلسطينيين تنفيذ عمليات". وبحسب سيغل، فإن "الافتراض السائد لدى المستوى السياسي والقادة الأمنيين في تل أبيب أن الأسوأ لا يزال أمامنا، بكل ما يتعلق بعمليات المقاومة".

من ناحية ثانية، يدعو معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، إلى "ضرورة الاعتراف بأن ما يجري حالياً هو انتفاضة". وفي مقال له نشرته الصحيفة، يوم الجمعة، يشير هارئيل، إلى أنه "يتوجب على الحكومة والجيش الإسرائيلي، التعاطي مع الأحداث الجارية على هذا الأساس، وعدم تضليل الجمهور، من خلال محاولة التقليل من شأن ما تتعرض له إسرائيل ومواطنوها".

وفي سياق متصل، تكشف صحيفة "ميكور ريشون" أن حالة الهلع التي أصابت المستوطنين اليهود، الذين يقطنون القدس الشرقية ومحيطها، قد أفضت إلى انخفاض كبير في عدد المرضى الذين يتوجهون إلى مستشفى "هداسا"، أكبر المستشفيات الإسرائيلية في القدس. وفي تحقيقٍ نشرته الجمعة، نقلت الصحيفة عن أطباء كبار في المستشفى، استهجانهم من خوف اليهود من زيارة المستشفى، على الرغم من أنهم يعيشون في وسط يتواجد فيه الكثير من الفلسطينيين. وعرضت الصحيفة صوراً تظهر فيه أقسام استقبال المرضى، وهي شبه فارغة في الأوقات التي كان يتوجب أن تكون ساعات ذروة.

من جهة أخرى، يرى المفكر الإسرائيلي، آرييه شافيت، أن "أحداث الانتفاضة الحالية، تمثل أكبر تحدٍّ لخطاب اليمين الإسرائيلي ومنطلقاته الأيديولوجية". وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، يُشدّد شافيت على أن "تعاظم العمليات وما رافقها من تدهور مستويات الشعور بالأمن الشخصي للمستوطنين، يذكّر كثيرا من الإسرائيليين بفداحة الثمن الذي يدفعونه من أجل الحفاظ على المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية".

ويلفت شافيت إلى أن "ما فاقم الأمور سوءاً، حقيقة أن الفلسطينيين تمكنوا من تجاوز آليات العمل الناجعة، التي كان يستخدمها جهاز الشاباك في مواجهة حركات المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أن جميع منفذي العمليات لا ينتمون لتنظيمات، ويعملون بمبادرة فردية، مما شكل تحدياً كبيراً للجهاز".

اقرأ أيضاً: أميركيون صهاينة يقتحمون الأقصى أيضاً