احتفالية رمضان في بلدية باريس تغضب جمهوريي فرنسا

08 يوليو 2015
مسلمون يصلّون صلاة التراويح في باريس (الأناضول)
+ الخط -
كما كل عام تحرص بلدية باريس على اختيار منتصف شهر رمضان لإحياء احتفالية يشارك فيها مسؤولون فرنسيون وعدد من الوجوه الإسلامية في فرنسا. لكن هذا العام جاءت الليلة الرمضانية لتفجّر غضب شريحة كبيرة من الفرنسيين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار في ظل جو متوتر يعيشه مسلمو هذه البلاد منذ أحداث "شارلي إيبدو" وارتداداتها على الحياة الاجتماعية. 

إذن، حاولت بلدية باريس بشخص رئيستها آن هيدالغو، التي تنتمي إلى الحزب الاشتراكي، حزب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن تمتصّ هذا الجو المشحون ودعت الى "ليلة رمضانية" يتخللها إفطار وكلمات دينية وسياسية. وبحضور 450 مدعواً يتقدمهم عميد مساجد باريس دليل بو بكر ورئيسة البلدية، بدأ الاحتفال في تمام الساعة الثامنة مع بث أنغام أفريقية تمزج العربية والفرنسية لفرقة Binonbin المغربية، واستتبع بكلمتين لكل من هيدالغو وبو بكر، ليحين موعد الإفطار عند العاشرة إلا 5 دقائق. 

سيل من الانتقادات والسهام توجّهت إلى هيدالغو وحزبها الاشتراكي، باعتبار أنّ تلك مناسبة تشكّل مساساً بإحدى أبرز قيم الجمهورية: العلمانية. وفي السياق نفسه، أفردت "لوفيغارو" اليمينية الهوى صفحتها الأولى للتعبير عن استيائها ممّا حصل مُعنونةً "ليلة رمضان في بلدية باريس، علمانية بمعايير متغيّرة، فيما البعض منزعج من زينة الميلاد". 

في بيان ناري، شنّت مادلين دي جيسي، المتحدثة باسم حزب الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، هجوماً على بلدية باريس ورأت أن اليسار يحطّم قيمة أخلاقية يناضل من أجلها الجمهوريون في هذه البلاد.

واعتبرت دي جيسي أنّ "هذه الحركة تدخل ضمن حسابات الحزب الاشتراكي الانتخابية لكسب أصوات مسلمي باريس، لكن تلك الخدع الغبية لم تعد تنطلي على أحد". وأضافت: "هل يمكن لأحدكم أن يشرح لنا لماذا سارت موجة من الغضب مع نصب حضانات المهد وزينة الميلاد في الشوارع واعتُبرت، في ديسمبر/ كانون الأول الفائت، مساساً بالعلمانية، ولم نشاهد الأمر نفسه اليوم؟ هل يمكنم أن تشرحوا لنا لماذا لا يتم إحياء "ليلة الغفران" أو "ليلة الصوم الكبير" ويسمح بإحياء ليلة رمضان؟".

على أنّ أصواتاً يمينية لم تفوّت الفرصة لترمي بكل ما لديها من عقد إسلاموفوبية وعنصرية فاقعة، كحال سيرج أيوب، مؤسس حركة يمينية متطرفة، "شباب وطنيون ثائرون"، منبثقة عن "الصوت الثالث" اليمينية والمسؤولة عن قتل الشاب كليرمان ميريك (عضو التيار المعادي للفاشية) سنة 2013، الذي غرّد على حسابه على "تويتر": "بعد إدانة البلديات التي نصبت حضانات وأسرة المهد في الميلاد، اليسار يحيي ليلة رمضان في بلدية باريس".

أما خافيير سيلتيلوس، كاتب مقال يومي في موقع "ميديا برس انفو" اليميني المتطرف، فقد رأى في ما حصل انتقاماً من اليسار المؤدلج "انتي ـ مسيحياً" من كل ما يمت للكنيسة بصلة، وقال: "هذا اليسار العلماني هويةً والانتي مسيحي في الخفاء، يتغذى جيداً من أسلمة فرنسا".
المساهمون