يحل عيد النوروز مختلفا هذا العام، وبعد ثلاث سنوات من تفاؤل تحقيق السلام، أقيمت، هذا العام، احتفالات محدودة بنكهة الحرب الدائرة بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية، منذ يوليو/ تموز الماضي، وفي ظل تشديدات أمنية عالية.
وعلى عكس السنوات الماضية، لم تسمح الحكومة التركية بتنظيم احتفالات، إلا في 18 نقطة في عموم البلاد، كان من بينها مدينة دياربكر، عاصمة الحركة القومية الكردية في تركيا.
وجرت الاحتفالات في ظل تشديدات أمنية مكثفة، إذ أكد وزير الداخلية التركي إفكان آلا، أنه تم منح إذن تنظيم احتفالات عيد النوروز في 18 ولاية، ولم يتم منح الإذن في عدد من الأماكن الأخرى لاعتبارات أمنية، لها علاقة بأمن المشاركين.
ويقول محمد علي (45 عاما)، والمقيم حاليا في إسطنبول، بعد أن ترك منزله في مدينة "جزيرة بوطان" بسبب الاشتباكات بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية "إنها المرة الأولى منذ حوالي 15 عاما، لا تتاح لي الفرصة للمشاركة باحتفالات عيد النوروز، فقد اضطررت لمغادرة منزلي بعد الاشتباكات، وأنا مقيم في إسطنبول منذ شهرين، ولم تسمح الحكومة بإقامة احتفالات في المدينة".
ويضيف "لم يعد لدي الأمل بحلول السلام في البلاد، لذلك أخطط للبقاء في اسطنبول. نلت كفايتي من هذه الحرب".
من جانبه، يؤكد آزاد (25عاما) وهو مقيم في ولاية دياربكر، أنه لم يسمح لعائلته بالمشاركة في احتفالات النوروز في المدينة، لأنه يخشى من تفجيرات محتملة، خلال الاحتفالات.
وقال "ذهبت للمشاركة في الاحتفالات بمفردي، ولم أسمح لزوجتي وابني بمرافقتي، ورغم أنه يزعجني ألا يحضر ابني البالغ من العمر 11 شهرا، هذه المناسبة، لكن حياته بالنسبة لي أهم من أي شيء آخر"، مشيرا إلى أنه" لا يعتقد بأن السلام قريب على الإطلاق".
وأقرت الأمم المتحدة عيد الـ"نوروز"، كمناسبة دولية على المستوى العالمي، ويقدر عدد المحتفلين به بنحو أربعمائة مليون نسمة، في إيران وتركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وكازاخستان، وبعض دول الاتحاد السوفييتي السابق، وجاليات منتشرة في أغلب بقاع العالم.
اقرأ أيضا:انطلاق احتفالات عيد الـ"نوروز" في العراق