احتضار "أوبك" أو ترهلها

28 يناير 2015
السعودية أكثر الدول نفوذا في "أوبك" (أرشيف/Getty)
+ الخط -
ثمة اختلال حاصل، في سوق النفط، بين العرض والطلب، وفي غياب التوازن بينهما، تنفتح الطريق بين 60 و70 دولاراً للبرميل عقب ارتفاعه من مستوياته الحالية إلى أعلى من هذا الرقم، ثم هبوطه بعد ذلك، وإن كان محللون، لا يرون أن هذا السعر أمراً سهلاً وسيقع في القريب العاجل!
في هذه الغضون، وصلت منظمة (أوبك) الى حال الضعف غير المسبوق أو الاحتضار، ليواسيها متعاملون سعوديون في السوق النفطية قائلين، إنها لم تمت بعد. فقد تجاوز إنتاج الأقطار الـ 12 المنضوية في هذه المنظمة، السقف الذي توافقت عليه، ليصل في نوفمبر الى نحو 30.56 مليون برميل يوميّاً.
ولما تبرمت الدول الأفقر، المنتجة والأعضاء في المنظمة، خصوصاً فنزويلا وإيران والجزائر؛ كان جواب وزير البترول السعودي، علي النعيمي، إن على المنظمة أن تترك السوق تصحح نفسها بنفسها. وبالفعل، اتبعت أوبك سياسة الانتظار على صعيد الدفاع عن الأسعار.
عندئذٍ، قال محللون لمؤشرات السوق البترولية، إن أسعار خام برنت يمكن أن تنزلق الى 60 دولاراً للبرميل، وهو سعر من شأنه تخفيض معدلات الإنتاج الأميركي من النفط الصخري الخفيف، ذي التكلفة للاستخراج العالية. لكن أثر الانفلات في إنتاج بعض أقطار أوبك لا سيما السعودية، كان باهظاً على اقتصادات دول أخرى أعضاء في المنظمة، التي نشأت أصلاً على قاعدة التضامن لتأمين مصالح الدول المنتجة. فقد اضطربت اقتصادات المتضررين من أعضاء أوبك.
وفي ديسمبر الماضي، انخفض سعر البرميل، بحساب سلة خام أوبك إلى ما بين 60 الى 62 دولاراً للبرميل، ثم هبط الى 43.55 دولاراً في منتصف الشهر الجاري!
خبراء الطاقة يقولون، إن أوبك وعدداً من الأقطار المنتجة يتسببون في تضييق آفاق إنتاج الطاقة أمام الأجيال اللاحقة والمستقبل. وقال السويدي ميخائيل هووك: "رغم التقدم التقني الذي زاد من إنتاجية آبار النفط وحقولها؛ إلا أن معدلات نضوبها، مرشحة لزيادة أكبر مع استمرار الوقت". واتهم خبير شؤون الطاقة الدولي جويسي دارغي، منظمة أوبك بتقليص قدرة الثروة العالمية البترولية على الاستجابة مستقبلاً للطلب العالمي على الطاقة بنسبة قد تتعدى الـ 25%. فحجم الإنتاج الحالي يزيد الضعف عن المحدد والمتفق عليه وفق دراسات علمية واستشرافية!
وكان الأمير الوليد بن طلال، مباشراً في تعليقه، من موقعه غير الرسمي. فقد صرح أن أوبك لم تعد هي نفسها التي عرفناها قبل سنوات، "فكأنما هناك لعبة بينها وبين الدول المنتجة غير الأعضاء فيها، قوامها من يبدأ أولاً بتخفيض الإنتاج، لكنني لا أعتقد أن السعودية وبعض الدول ستفعل ذلك في طرفة عين"!
المساهمون