وقال ناشطون، لـ"العربي الجديد"، إنه تمّ تدمير دبابتين، إحداهما مدرعة من طراز "شيلكا"، عبر تفجير عبوة ناسفة في منطقة مزارع ريما، والثانية على محور جبهة دنحا بصواريخ "كونكورس". وأكّد مصدر عسكري في غرفة العمليات المشتركة للقلمون أنّ محور السحل قد تم تأمينه، وتم صدّ هجمات عدة حاولت التقدم من هذا المحور.
وتمكن الجيش الحر من تدمير حافلة تقل عناصر من حزب الله اللبناني، وذلك على طريق أبو الشامات في جبال القلمون. ولفت "المجلس العسكري في دمشق وريفها" إلى تلقّيه تسريبات تشير إلى نقل حزب الله 64 جثة عن طريق معابر جوسية ـ البقيعة نحو لبنان، قُتلوا خلال المعارك في يبرود وحدها، بينهم ابن عم الأمين العام لحزب الله، جهاد نصر الله.
عسكرياً أيضاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة استولوا على حاجز القلعة في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة إدلب إثر اشتباكات الليلة الماضية، كما أشار إلى سيطرة فصائل مقاتلة على حاجز "العمية" في قرية السعن في ريف حماه الشرقي، وإلى أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية.
وفي ريف حماه، تجددت الاشتباكات، اليوم، جنوب مدينة مورك التي سيطرت عليها المعارضة أخيراً، بينما قتل عنصران من النظام إثر انفجار عبوة ناسفة داخل مدينة حماه، وفقا للمرصد ولناشطين.
وتواصل القتال أيضاً في محيط المنطقة الصناعة بحلب، حيث تحاول القوات النظامية التقدم نحو أحياء المدينة الشرقية الخاضعة للمعارضة بهدف محاصرتها.
وتحدث المرصد السوري عن مقتل سبعة من الجنود النظاميين وميليشيا الدفاع الوطني في كمين نصبه لهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بريف السفيرة في حلب. من جهتها، قالت شبكة شام إن الجيش الحر فجّر، اليوم، مبنى بحلب القديمة تتحصن فيه قوات نظامية ما تسبب بخسائر في صفوفها.
براميل متفجرة في حلب ودرعا
ميدانياً أيضاً، سقط قتلى وجرحى، اليوم، في غارات استخدمت فيها البراميل المتفجرة على حي مساكن هنانو، شرق حلب، وفقا لناشطين. وذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي أغار على أحياء السكري والإنذارات والصاخور ومساكن هنانو.
وأشارت لجان التنسيق وناشطون إلى قتلى وجرحى في قصف بالبراميل على بلدتي اليادودة والنعيمة بريف درعا.
وفي ريف درعا تحديداً، استهدفت مدفعية اللواء 52، صباح اليوم الأربعاء، بلدة الغارية الغربية الواقعة على الطريق الدولي بين دمشق ـ عمّان، فضلاً عن تعرُّض بلدة بُصرى الحرير لقصف صاروخي من الفوج 89.
وكان "الجيش الحر" قد تمكن، أمس الثلاثاء، من السيطرة على كتيبة الكيمياء القريبة من بصرى الحرير، حيث قُتل تسعة عناصر من قوات النظام.
ووصلت حصيلة شهداء يوم أمس، الثلاثاء، إلى 84 قتيلاً، معظمهم في درعا ودمشق وريفها، وحوالى 20 منهم في مجزرة المزيريب وحدها.
إدريس يقسم الثوار
إلى ذلك، رفضت مجموعات من المعارضة السورية المسلحة، الاربعاء، إقالة رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم إدريس، معتبرة أنه قرار لا يعبّر عن آراء القوى على الارض.
واتّهم بيان صادر عن "قادة الجبهات والمجالس العسكرية" في سوريا المجلس العسكري الاعلى للجيش الحر بـ"التعنت في اتخاذ القرارات"، ووصف قراراته بـ"الاحادية" التي "لا تتناسب مع ظروف الثورة السورية" والتي "أدت وما تزال تؤدي الى إحداث خلافات بين الاركان وعدد من القوى الثورية العاملة على الارض".
وقال مسؤول سابق في هيئة الاركان، رفض الكشف عن هويته، إن قادة الجبهات والعديد من التشكيلات العسكرية على الارض "يعتبرون إقالة اللواء إدريس انقلاباً".
وحمل المصدر على رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، محملاً إياه مسؤولية قرار المجلس العسكري الاعلى. وقال إن قادة التشكيلات لا يثقون به واتهمه بـ"الفساد المالي"، وبأنه "رشى" بالمال الموقعين على القرار.
وأوضح أن المبلغ الذي تسلّمته هيئة الاركان منذ تأسيسها قبل سنة حتى اليوم لم يتجاوز الثلاثة ملايين دولار، وأكد أن الامور ستذهب الى التصعيد "ما لم يتم وقف هذه المهزلة".
استهداف الفلسطينيين
وأعلنت مصادر فلسطينية وناشطون في مجال الإغاثة مقتل 19 فلسطينياً على الأقل، أمس الثلاثاء، في مناطق مختلفة من سوريا، معظمهم سقطوا إثر قصف نفّذته طائرات تابعة للنظام السوري بالبراميل المتفجرة على بلدة "المزيريب"، قرب مخيم درعا جنوب سوريا.
وبحسب شهود عيان، فإن طائرات النظام السوري ألقت برميلاً متفجراً بالقرب من مدرسة "عين الزيتون"، التابعة لوكالة "أونروا"، ما أدى إلى انهيار مبنى مكوّناً من طابقين على رؤوس سكانه وإلى مصرع 30 شخصاً، بينهم 15 لاجئاً فلسطينياً، وإصابة 50 آخرين.
كما أُعلن في دمشق عن وفاة أربعة فلسطينيين بسبب الجوع والتعذيب في سجون النظام السوري، وقالت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، في بيان صحافي، أن الشاب الفلسطيني محمود موعد توفي أمس جرّاء تعرضه للتعذيب في سجون الأمن السوري التي قضى فيها خمسة أشهر عقب اعتقاله من منطقة المزة في دمشق.
وأشارت إلى أن الطفلة رغد المصري (5 أعوام)، والمسن حامد صالح (85 عاماً)، والشاب محمد زغموت، توفوا جرّاء الجوع الشديد ونقص التغذية بسبب الحصار المفروض على مخيم اليرموك منذ أكثر من ستة أشهر.
جهاديو الاردن
إلى ذلك، كشفت مصادر تسمى "جهادية"، اليوم الأربعاء، أن العديد من المقاتلين الأردنيين في سوريا يرغبون بالعودة إلى بلادهم لأسباب مختلفة.
وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، إن أردنيين يقاتلون في صفوف المعارضة السورية يرغبون بالعودة إلى المملكة الهاشمية، لأسباب بينها العلاج من إصابات لحقت بهم جراء القتال ضد قوات النظام، أو لأسباب أخرى مثل طول فترة غيابهم عن عائلاتهم، حيث مضى على وجود بعضهم في سوريا أكثر من عامين.
وأوضحت المصادر أن عدداً من المقاتلين الأردنيين المصابين خلال المعارك موجودون في قرى سورية حدودية مع بلادهم، إلا أنهم يخشون من العودة إليها خشية القبض عليهم من قوات حرس الحدود الأردني التي تفرض قبضة أمنية مشددة على الحدود.