بعد يومين من زيارة وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) إليها، أعربت الصين عن رفضها للخطوات الأحادية الجانب من قبل الانقلابيين بتشكيل ما سُمي "حكومة الإنقاذ الوطني"، في الوقت الذي شهدت فيه المعارك الميدانية في محافظة تعز جنوبي البلاد، تصعيداً ابتداءً من الليلة الماضية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ، في بيان نقلته وكالة أنباء شينخوا الصينية، أن بلاده لا تؤيد التحركات أحادية الجانب من قبل أي طرف، بما من شأنه أن يزيد من تعقيدات الوضع ويضع العقبات أمام الحل عبر الوسائل السياسية.
ودعت الصين الأطراف المعنية في اليمن إلى استئناف المفاوضات للوصول إلى حل مقبول لدى جميع الأطراف، يقوم على المرجعيات التي تتمسك بها الحكومة الشرعية وهي المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن.
وجاء الموقف الصيني بعد يومين من زيارة وفد الحوثيين المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام إلى بكين، للمرة الأولى منذ تصاعد الصراع في اليمن، مارس/آذار2015.
ويعتبر اليمن سوقاً تجارياً مهماً للمنتجات الصينية، خصوصاً في مناطق الكثافة السكانية التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو على الأرجح ما دعا بكين لدعوة وفد الجماعة لزيارتها. غير أن مجيء الموقف الصيني ضد حكومة صنعاء بعد هذه الزيارة، أمر يعكس فشل الحوثيين في تحويل علاقاتهم الدولية إلى مواقف تدعم خطواتهم الانقلابية، خصوصاً أن الموقف الصيني جاء بحدة، لم تظهرها المواقف الدولية الأخرى كالولايات المتحدة.
ميدانياً، تصاعدت حدة المواجهات المسلحة في مدينة تعز، منذ الليلة الماضية، وأفادت مصادر في "المقاومة الشعبية" أن الحوثيين وحلفاءهم الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، شنوا قصفاً عنيفاً على مواقع متفرقة في المدينة، وحاولوا استعادة السيطرة على موقع "الدفاع الجوي" الذي فقدوه الأسابيع الأخيرة.
ووفقاً للمصادر، تمكنت قوات الشرعية من التصدي للهجمات وسط أنباء عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين، وخصوصاً من الانقلابيين.
وفي منطقة كرش الواقعة بين محافظتي لحج وتعز، تجددت المواجهات العنيفة الليلة الماضية، إذ شن الحوثيون وحلفاؤهم قصفاً مدفعياً على مواقع متفرقة في منطقة كرش، بالتزامن مع اشتباكات في منطقتي "الأدراع" و"ياصهيب". ولم ترد على الفور تفاصيل حول آثار المواجهات.