احتجاج نسائيّ في "الشورى" السعوديّ

24 يونيو 2014
مجلس الشورى السعودي (GETTY)
+ الخط -

 

"حين تجد نفسك في وسط مسرحية هزلية، كاتبها فشل في حبكها بذكاء، ومخرجها كان خياله الفني ضحلاً، يكون من الأفضل لك أن تحشم نفسك عنها"، بهذه التغريدة الساخطة ترجمت عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتورة لطيفة الشعلان على حسابها في "تويتر" سبب انسحابها أمس وزميلتها الدكتورة لبنى الأنصاري من جلسة مجلس الشورى.

وانسحبت الشعلان والأنصاري من الجلسة احتجاجاً على رفض رئيس الجلسة قبول عريضة رفعها 30 عضواً من أعضاء المجلس طالبوا فيها بإخضاع توصية للنقاش قبل طرحها للتصويت.

وكانت لجنة الشؤون الاقتصادية في المجلس اعتمدت توصية تطالب بحذف نص فقرة "الاهتمام بالاتفاقيات والمؤتمرات الدولية التي تعنى بشؤون المرأة" من نص وثيقة خطة التنمية العاشرة، دون عرضها للنقاش، مما دفع 30 عضواً إلى رفع عريضة لرئيس الجلسة الدكتور محمد الجفري، شرحوا خلالها وجهة نظرهم في خطورة هذا الحذف على موقف المملكة الدولي، مطالبين بأن يتم إخضاع الموضوع للنقاش قبل التصويت.

غير أن الجفري رفض قبول العريضة، وهو ما عدّه بعض الأعضاء الذين رفعوا العريضة "تعسفاً في الإجراء أدى إلى تمرير هذه التوصية دون إخضاعها للنقاش".

وذهبت محاولات العضوتين الأنصاري والشعلان، وأعضاء آخرين أدراج الرياح، وتقدمت الشعلان والأنصاري بطلب "نقطة نظام"، لثني رئيس الجلسة عن قراره بعرض خطة التنمية العاشرة والتصويت عليها "جملة واحدة"، وهو ما حدا بهما إلى الانسحاب من الجلسة احتجاجاً، لأن رفض الرئيس الأخذ بالعريضة يعد خرقاً لقواعد العمل ومصادرة لحق الأعضاء، بحسب التعبيرات التي تم تداولها من قبل أعضاء في أعقاب الجلسة.

وكانت عضوة المجلس الدكتورة نورة العدوان، تقدمت بطلب حذف فقرة "الاهتمام بالاتفاقيات الدولية والمؤتمرات التي تعنى بشؤون المرأة"، لأنها برأيها تحتمل أوجهاً كثيرة، مبدية مخاوفها من أن يكون ذلك مدخلاً لرفع التحفظات التي أبدتها المملكة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في العام 2000، بسبب عدم تقييدها بعبارة "بما يتفق مع الشريعة الإسلامية".

وأضافت أن الفقرة لا تحقق مصلحة وطنية، بسبب أن السعودية تتعرض لضغوط كبيرة من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان بهدف رفع التحفظات التي وضعتها المملكة على الاتفاقية.

وأشاد مغرّدون بموقف الشعلان والأنصاري، واصفين إياه بالموقف الشجاع وبداية الطريق نحو الأفضل.

المساهمون