ومقابل استمرار الوقفات الاحتجاجية التي تُنظم في رمضان بوتيرة يومية، تواصلت أيضا اعتقالات السلطات الأمنية لعدد من النشطاء في كل من الحسيمة والناظور، منهم مغنيان في فرقة موسيقية تغني للإنسان بالريف.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات ليل الجمعة السبت في بلدة امزورين بإقليم الحسيمة في شمال المغرب، بين محتجين وقوات الأمن، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس". وبدأت المواجهات عند منتصف الليل في حي ناء من البلدة الواقعة عند سفح جبل وذلك بعد ان انتشرت قوات الأمن في وسط المدينة ومنعت المحتجين من التجمع، بحسب ناشطين محليين.
وتحت جنح الظلام قذف عشرات الشبان المقنعين قوات مكافحة الشغب بالحجارة، وردت القوات مستخدمة الغاز المسيل للدموع. وانتهت المواجهات التي لم تعرف حصيلتها، نحو الساعة الثانية صباحا في حين تم نشر خمسين عربة للشرطة في البلدة.
وعرفت ليلة الخميس تدخلات عنيفة من طرف بعض القوات الأمنية ضد محتجين، وأيضا رشقا بالحجارة من متظاهرين واعتداءات على منازل وسيارات أمنيين.
وصدحت حناجر المحتجين الليلة الماضية بشعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي ومحمد جلول، وأيضا ما يسمونه رفع العسكرة بالمنطقة، علاوة على تحقيق مطلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالريف.
ورفع المحتجون بحي سيدي عابد الشعبي وسط الحسيمة شعارات تشدد على ضرورة السلمية في الاحتجاج، منددين بتطويق الأمن حيهم من طرف مختلف تلاوين القوات العمومية.
وبحسب المحتجين في الحسيمة، كما في مناطق مجاورة أخرى، فإن المطلب الرئيسي للمظاهرات الاحتجاجية يتمثل حاليا في إطلاق سراح المعتقلين، قبل مناقشة الملف المطلبي المحدد في 21 نقطة.
وفي خضم التحركات الاحتجاجية، أوقفت السلطات الأمنية طيلة يوم الجمعة وليلة السبت عددا من النشطاء الذين يشاركون في الحراك، منهم المغني الريفي أنس الخطابي، وأيضا عضو فرقة أكراف الموسيقية بدر الدين بولحجل.
كما اعتقلت السلطات الأمنية الناشط بمدينة الناظور، أحمد سلطان، والذي عرف بقيادته لعدد من الوقفات الاحتجاجية في المدينة الريفية، ليصل عدد المعتقلين وفق حقوقيين إلى أكثر من 80 معتقلا.