لم تهدأ وتيرة الاحتجاجات الشعبية في الولايات المتحدة، المنددة بمقتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد اختناقا تحت ركبة شرطي أبيض أوقفه في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا في 25 مايو/أيار الماضي. ولليلة الثامنة على التوالي، خرجت تظاهرات حاشدة، مساء الثلاثاء، في أكثر من 30 مدينة أميركية، متحدية حظر التجول الذي فرض في الكثير من المناطق، لكنها اتسمت بتراجع ملحوظ في مستوى الشغب والعنف الذي رافقها طوال الأسبوع الماضي. هذا التراجع، الذي تضاف إليه موجة الانتقادات العارمة السياسية والشعبية التي طاولت محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب استدعاء القوات المسلحة لقمع التظاهرات، بما في ذلك خروج وزير الدفاع مارك إسبر للتبرؤ من تصرفات الرئيس، من شأنه إغلاق الباب أمام مسعى ترامي لإقحام الجيش ووزارة الدفاع في قضية بحجم محاربة التمييز العنصري المزمن في الولايات المتحدة، كما من شأنه تفريغ خطابه المتواصل لتظهير المحتجين بأنهم "رعاع" من صدقيته، وكذلك إفشال جهوده لتظهير نفسه بأنه "الرئيس الذي بمقدوره فرض الأمن والنظام".
وبدا من تصريحات مسؤولين عسكريين، بما في ذلك تأكيد وزير الدفاع مارك إسبر أمس الأربعاء، المحافظة على بقاء الوزارة خارج النطاق السياسي بصورة كاملة، أن ثمة "خلافاً مستتراً" بين ترامب والقيادة العسكرية حول طريقة معالجة الأزمة، التي يخشى الرئيس من أن تحاصره انتخابياً. كما أن صورته أمام كنيسة القديس يوحنا في واشنطن، وحمله الإنجيل، يوم الإثنين الماضي، لم يلقيا بدورهما قبولاً محلياً، ما اعتبره رجال دين عملية إعلانية "بغيضة".
في هذه الأثناء، لا تزال المواجهات مع المتظاهرين محصورة بقطاع الشرطة، فيما عززّ ترامب حماية العاصمة بمختلف أطياف قوات حفظ النظام الفيدرالية. ويدخل الحرس الوطني كـ"بديل" عن فكرة الجيش. وأعلن البنتاغون أول من أمس، أنه نقل نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة واشنطن. وقال المتحدث باسمه جوناثان راث هوفمان، إن القوات "في حالة تأهب قصوى"، لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية". واحتجت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر، على إرسال عسكريين "إلى الشوارع الأميركية ضد الأميركيين"، على غرار العديد من الحكام الديمقراطيين الذين رفضوا حتى تدخل الحرس الوطني. وقال ترامب أمس لشبكة "فوكس"، إن "واشنطن في وضع جيد بعد استدعاء الحرس"، موجهاً انتقادات إلى المسؤولين في نيويورك، وملوحاً بالتدخل بنفسه. ويمنع قانون استخدام جنود من القوات الفعلية في مهمات لحفظ النظام، إلا في حال حدوث عصيان. وفي حال اضطرابات عامة، يعود إلى كل ولاية أميركية قرار استدعاء شرطيين سابقين من الاحتياط في الحرس الوطني.
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، تجاهل المحتجون ليل الثلاثاء حظر التجول، وواصلوا تظاهراتهم التي اتسمت بتراجع ملحوظ في العنف. وتظاهر عشرات الآلاف في المدن الأميركية، فيما سجلت أعمال عنف متفرقة في واشنطن وبورتلاند (أوريغون). وشهدت نيويورك اشتباكات بين المحتجين والشرطة، وبعض أعمال النهب. وأكد رئيس بلديتها بيل دي بلازيو أن تظاهرات أول من أمس كانت "أكثر هدوءاً بكثير". وفي لوس أنجليس، اعتقل أيضاً متظاهرون، فيما ركع رئيس بلدية المدينة إريك غارسيتي مع شرطيين على ركبة واحدة، تنديداً بعنف الشرطة ضد السود. وخرجت مسيرات وتظاهرات حاشدة في كل من فيلادلفيا وأتلانتا ودنفر وسياتل. وفي واشنطن، شاركت السيناتورة إليزابيث وارن في التظاهرات. وفي هيوستن (تكساس) مسقط رأس فلويد، حيث سيدفن الأسبوع المقبل، تظاهر ما لا يقل عن 60 ألف شخص تكريماً لذكراه. وأعلنت ولاية مينيسوتا أولى الخطوات العملية استجابةً لطلبات المحتجين مع فتح تحقيق حول شرطة مينيابوليس، حيث قتل فلويد.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي لرويترز/إبسوس أن 64 في المائة من الأميركيين يتعاطفون مع الاحتجاجات. وقال 40 في المائة إنهم يرفضون "بشدة" طريقة تعاطي ترامب معها. من جهته، اتهم المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، ترامب بأنه "قام بتحويل البلاد إلى ساحة معركة مزروعة بالأحقاد القديمة والمخاوف الجديدة"، معتبراً أن الرئيس قلق حيال إعادة انتخابه أكثر من قلقه على جمع شمل البلاد.
بدورهم، وجه زعماء للبروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة، أول من أمس، انتقادات لترامب بسبب استعراضه أمام الكنيسة. وقال كبير الأساقفة ويلتون غريغوري، وهو أكبر زعيم ديني كاثوليكي في واشنطن، إن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، "ما كان ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع لإسكات المحتجين أو تفريقهم أو ترويعهم من أجل صورة أمام مكان للعبادة والسلام". كما انتقد رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية الأسقف مايكل كوري ترامب لاستخدامه الكنيسة والإنجيل لغايات حزبية.
دولياً، علّق بابا الفاتيكان فرنسيس، أمس، على مقتل فلويد، مشدداً على أن أي شكل من أشكال العنصرية "غير مقبول". لكنه أضاف أن "علينا الإقرار بأنّ العنف هو تدمير ذاتي". إلى ذلك، استمرت التظاهرات في عدد من عواصم العالم، تضامناً مع محتجي أميركا، وتنديداً بعنف أجهزة الشرطة ضد الأقليات. وبعد تظاهرات في لندن ومونتريال، اندلعت صدامات مساء الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس على هامش تظاهرة محظورة شارك فيها حوالى 20 ألف شخص. وجرت تظاهرات مماثلة في عدد من المدن الفرنسية، بينها ليل ومرسيليا.
اقــرأ أيضاً
في هذه الأثناء، لا تزال المواجهات مع المتظاهرين محصورة بقطاع الشرطة، فيما عززّ ترامب حماية العاصمة بمختلف أطياف قوات حفظ النظام الفيدرالية. ويدخل الحرس الوطني كـ"بديل" عن فكرة الجيش. وأعلن البنتاغون أول من أمس، أنه نقل نحو 1600 من قوات الجيش إلى منطقة واشنطن. وقال المتحدث باسمه جوناثان راث هوفمان، إن القوات "في حالة تأهب قصوى"، لكنها "لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية". واحتجت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر، على إرسال عسكريين "إلى الشوارع الأميركية ضد الأميركيين"، على غرار العديد من الحكام الديمقراطيين الذين رفضوا حتى تدخل الحرس الوطني. وقال ترامب أمس لشبكة "فوكس"، إن "واشنطن في وضع جيد بعد استدعاء الحرس"، موجهاً انتقادات إلى المسؤولين في نيويورك، وملوحاً بالتدخل بنفسه. ويمنع قانون استخدام جنود من القوات الفعلية في مهمات لحفظ النظام، إلا في حال حدوث عصيان. وفي حال اضطرابات عامة، يعود إلى كل ولاية أميركية قرار استدعاء شرطيين سابقين من الاحتياط في الحرس الوطني.
وسعى البنتاغون، المتهم بالسماح لترامب باستخدامه لغايات سياسية، إلى النأي بنفسه عن الرئيس بعد تصريحات وزير الدفاع مارك إسبر الإثنين الماضي، بضرورة أن "تسيطر قوات حفظ النظام على ساحة المعركة". وكان إسبر ورئيس الأركان الأميركي مارك مايلي قد ظهرا إلى جانب ترامب في كنيسة القديس يوحنا، ما أثار استياء الديمقراطيين ومسؤولين عسكريين سابقين. ورأى رئيس الأركان السابق الجنرال مارتن ديمبسي أن "أميركا ليست ساحة معركة ومواطنينا ليسوا العدو". وأكد مسؤول كبير في البنتاغون، لـ"رويترز"، أن وجود مايلي "لم يكن طوعياً". كما عبّر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب آدم سميث عن قلقه من الإدارة "الاستبدادية" لترامب، و"الطريقة التي تؤثر فيها على حكم القيادة العسكرية"، مذكراً بأن "دور الجيش في حفظ النظام على الأراضي محدد بالقانون".
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي لرويترز/إبسوس أن 64 في المائة من الأميركيين يتعاطفون مع الاحتجاجات. وقال 40 في المائة إنهم يرفضون "بشدة" طريقة تعاطي ترامب معها. من جهته، اتهم المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، ترامب بأنه "قام بتحويل البلاد إلى ساحة معركة مزروعة بالأحقاد القديمة والمخاوف الجديدة"، معتبراً أن الرئيس قلق حيال إعادة انتخابه أكثر من قلقه على جمع شمل البلاد.
بدورهم، وجه زعماء للبروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة، أول من أمس، انتقادات لترامب بسبب استعراضه أمام الكنيسة. وقال كبير الأساقفة ويلتون غريغوري، وهو أكبر زعيم ديني كاثوليكي في واشنطن، إن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، "ما كان ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع لإسكات المحتجين أو تفريقهم أو ترويعهم من أجل صورة أمام مكان للعبادة والسلام". كما انتقد رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية الأسقف مايكل كوري ترامب لاستخدامه الكنيسة والإنجيل لغايات حزبية.
دولياً، علّق بابا الفاتيكان فرنسيس، أمس، على مقتل فلويد، مشدداً على أن أي شكل من أشكال العنصرية "غير مقبول". لكنه أضاف أن "علينا الإقرار بأنّ العنف هو تدمير ذاتي". إلى ذلك، استمرت التظاهرات في عدد من عواصم العالم، تضامناً مع محتجي أميركا، وتنديداً بعنف أجهزة الشرطة ضد الأقليات. وبعد تظاهرات في لندن ومونتريال، اندلعت صدامات مساء الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس على هامش تظاهرة محظورة شارك فيها حوالى 20 ألف شخص. وجرت تظاهرات مماثلة في عدد من المدن الفرنسية، بينها ليل ومرسيليا.