استضافت طهران، أمس الثلاثاء، الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، والذي يترأس الدورة الحالية لاتحاد المجالس والبرلمانات الإسلامية لمناقشة آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحضر الاجتماع رؤساء برلمانات كل من فلسطين، سورية، قطر، تركية، السودان، ومالي فضلاً عن بعثات ممثلة عن مجالس النواب وبرلمانات كل من لبنان، الجزائر، ماليزيا، وباكستان.
وندد المشاركون في كلماتهم بالعدوان الإسرائيلي على غزة مطالبين بوقف الحرب الشرسة على القطاع، وإيجاد طريقة لإيصال المساعدات إلى هناك. ونقل لاريجاني، في كلمته الافتتاحية "ضرورة اتحاد جهود البرلمانيين في هذه البلدان خلال هذه المرحلة الحساسة، لتقديم دعم حقيقي وملموس للفلسطينيين في غزة والذين يتعرضون لعدوان همجي بأسلحة محرمة دولياً".
وأضاف أن "ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتشريد ممنهج وحصار يمنع عنهم أبسط حقوقهم في الحياة، تتحمل مسؤوليته اسرائيل بالدرجة الأولى ومعها الدول الغربية الداعمة لها". وأشاد كذلك بفصائل المقاومة وجهودها في صد هذه الجرائم وتحديها، مؤكداً دعم إيران لها.
كما طالب لاريجاني، السلطات المصرية بفتح معبر رفح لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والصحية التي ترسل لقطاع غزة من جميع أنحاء العالم، موجها كلامه لرئيس المجلس الفلسطيني كي يحاول بدوره التوصل لحل عملي مع مصر في هذا الشأن.
من جهته قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي شارك في الاجتماع، إن "الوضع الحالي في غزة سيؤدي لكارثة إنسانية"، داعياً الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها لوقف العدوان على القطاع بشكل سريع، وهو ما أكد عليه كذلك رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك.
أما رئيس مجلس الشورى القطري محمد بن مبارك الخليفي، فقد طالب في كلمته بالوقف الفوري لهذا الهجوم والإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
يوم القدس العالمي يوم حداد على شهداء غزة
وقد تم الإعلان خلال قراءة البيان الختامي مع نهاية الاجتماع، يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان لهذا العام يوم حداد على ارواح شهداء غزة في كل البلدان الأعضاء في اتحاد برلمانات الدول الإسلامية.
كما أكدت الدول الأعضاء المشاركة سعيها لحل الأزمة وتعهدها بالتوجه إلى المنظمات الحقوقية العالمية لمطالبتها بتحرك جدي لحل مشكلة الأسرى الفلسطينيين والسعي لوقف إطلاق النار وإنهاء جرائم إسرائيل في غزة، مطالبين برفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح وتقديم التسهيلات اللازمة من قبل السلطات المصرية.
وكان من المفترض أن يشارك في هذا الاجتماع رئيس البرلمان العراقي الجديد سليم الجبوري، وهو خبر تداولته وكالات الأنباء الإيرانية الأسبوع الماضي، بعد توجيه لاريجاني دعوته للجبوري، إلا أنه لم يحضر؛ فهو بكل الأحوال لا يعد شخصية سياسية عراقية "إيرانية الهوى"، وحضوره إلى طهران خلال هذه المرحلة قد يفهم بشكل آخر في معادلات السياسة خلال الأزمة التي يمر بها العراق كما يقول مراقبون.
مواقف تتزامن والاجتماع
وفي مكان أخر بعيداً عن اجتماع السياسيين، خرج عشرات الإيرانيين في تظاهرة رافضة للعدوان الاسرائيلي على غزة، واعتصموا، بعد ظهر يوم الثلاثاء، أمام مقر السفارة المصرية شمالي طهران.
ورددوا شعارات تطالب السلطات المصرية بأداء واجبها الإنساني بقتح معبر رفح أمام المساعدات التي يجب أن تدخل للقطاع، فضلاً عن السماح للمصابين بالمرور عبر أراضيها للعلاج في مستشفيات الخارج.
من جهة ثانية، قال المتحدث باسم لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي لوكالة "الأنباء الرسمية" (إرنا) إن ستة نواب من البرلمان، قرروا أن يمثلوا إيران وذلك بتوجههم إلى قطاع غزة، وسيحاولون الحصول على الإذن للدخول إلى هناك في محاولة لتقديم الدعم المعنوي لسكان القطاع.