اتّهامات لقوى عراقيّة باستغلال شعار "الإصلاح" لتحقيق مكاسب سياسيّة

10 فبراير 2017
يطالب "التيار الصدري" بتغيير مفوضية الانتخابات (ميهميت خطيب أوغلو/الأناضول)
+ الخط -
تحت شعار "الإصلاح"، انخرطت بعض الجهات السياسية في تسخير الشارع العراقي واستخدامه ورقة ضغط على الحكومة العراقية والبرلمان، الأمر الذي أثار انتقادات سياسية وشعبية اعتبرت ذلك "خلطًا للأوراق" من قبل جهات هي جزء من تلك الحكومة والبرلمان، وأنّ ما يقع عليهما يقع عليه، مطالبة بإبعاد الشارع عن تلك المناكفات السياسية.

ويهدّد زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، في كل أزمة سياسية، بالشارع العراقي، واستخدامه لتحقيق "الإصلاحات" ضدّ الحكومة، في وقت يعدّ فيه الصدر جزءًا من العملية السياسية التي ينتقدها ويحرّض عليها، الأمر الذي وضعه في دائرة الاتهام السياسي بأنّه يحاول تعويض خسارته في الحكومة تحت مسمى الشارع العراقي.

وقال النائب عن "التحالف الوطني"، جبّار العبادي، في تصريح صحافي، إنّ "دعوات الإصلاح بدأت قبل عام مضى، والجهات السياسية تطالب رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بالإصلاح، في وقت يواجه فيه العبادي مشكلة اعتراضات الكتل السياسية وتمسّكها بحصصها في الوزارات، الأمر الذي يغلق طريق الإصلاح أمام العبادي، الذي لا يستطيع وحده إحداث التغيير من دون دعمه من قبل الجهات والكتل السياسية الأخرى".

وانتقد "تحريك الصدر للشارع العراقي، وحمل شعارات الإصلاح ضدّ الحكومة ومؤسساتها، في وقت هو (الصدر) شريك سياسي مهم وجزء من العملية السياسية"، مضيفًا أنّ "الصدر كان جزءًا من اختيار مفوضية الانتخابات الحالية، كما أنّه جزء من البرلمان وله عدد من النواب، فبالتالي لا يمكن حمل شعارات الإصلاح واستخدام الشارع في عملية سياسية هو جزء منها".




ومن المقرر أن تخرج يوم غد، السبت، تظاهرات شعبية واسعة في بغداد وعدد من مدن البلاد، دعا إليها كل من "التيار الصدري" وقادة "التيار المدني" وكوادر "الحزب الشيوعي العراقي"، مطالبين بتغيير مفوضية الانتخابات التي يتهمونها بالفساد والانحياز لصالح أحزاب معينة دون غيرها، والتلاعب بنتائج الانتخابات.

من جهته، أكد النائب عن "التيار الصدري" محمد هوري، أنّ "الصدر هو زعيم عراقي له تأثير كبير على الشارع العراقي ويحوز على ثقته الكبيرة".

وقال هوري، في تصريح متلفز، إنّ "الإصلاح في الحكومة والبرلمان وصل إلى طريق مسدود"، مبينًا أنّ "التظاهر هو حق دستوري للشعب، وأنّ التصويت الذي تمّ على الوزراء هو ترسيخ للمحاصصة والحزبية".

وأشار إلى أنّ "البرلمان غير مهدّد من هذه التظاهرات، وقد فشل في استكمال الإصلاحات، وأنّ المتظاهرين يسعون للضغط على البرلمان من أجل إصلاح المنظومة النيابية".


بينما حذّرت مفوضية الانتخابات من "محاولات جرّها لتكون جزءًا من الصراع السياسي في البلاد". وتساءل رئيس مجلس المفوضين، سربست رسول، في بيان صحافي، عن توقيت "اللجوء إلى الشارع العراقي واستنفار الجماهير بصورة تظهر المفوضية وكأنّها السبب في مشاكل البلد".

وأشار إلى أنّ "الدستور والقانون هو الذي رسم طريق المفوضية، فكيف تتم الدعوة لحلّها؟"، داعيًا إلى "اللجوء للاستجوابات في حال وجود خلل في عمل المفوضية".

بدوره، اعتبر الخبير السياسي، محمد الكرخي، لجوء الصدر إلى الشارع العراقي بأنه "محاولة منه لكسب الشارع قبل الانتخابات، وهو يأتي في إطار التحشيد الانتخابي".

وقال الكرخي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الصدر لا يمثل الشارع العراقي، وهو يحاول اليوم أن يسخّره ويظهر بصورة القائد المنتفض على الفساد والمطالب بالإصلاح، بوقت يعد الصدر جزءًا من المؤسسة السياسية للبلد، كما أن له مناصب في كل مؤسسات الدولة، ومنها مفوضية الانتخابات، والتي يملك أربعة مدراء عامين فيها".

وأشار إلى أنّ "الشارع العراقي يئس من كل الجهات السياسية، فهو كالغريق الذي يتمسك بقشة، الأمر الذي يسهّل تسخيره ضد الحكومة والمطالبة بالتغيير"، مؤكدًا أنّ "هذا التغيير لن يحدث في ظل وجود هذه المغالطات السياسية، ومحاولات التزعم وتحقيق المكاسب السياسية على حساب الشارع العراقي المغلوب على أمره".

يشار إلى أنّ زعيم "التيار الصدري" أطلق مشروعًا سياسيًّا لإجراء الانتخابات، في وقت لجأ فيه إلى الشارع العراقي ونظّم تظاهرات لتغيير مفوضية الانتخابات، ويسعى لاستمرار تلك التظاهرات باسم الشعب.