اتهام مدير حملة ترامب بالتآمر: بداية النهاية

30 أكتوبر 2017
البيت الأبيض: لا دليل على التواطؤ مع روسيا(فرانس برس)
+ الخط -
رغم نفي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أي علاقة بين حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2016 وبين الاتهامات التي وجهت إلى روبرت مانفورت، المدير السابق للحملة، وشريكه ريك غايتس، فالأرجح أن التحقيقات في عمليات تبييض الأموال، التي قام بها مانفورت على مدى عقد من الزمن، وممارسة أعمال اللوبي في واشنطن لصالح حكومة أوكرانية موالية لموسكو، ستمهد حتماً لاتهامات لاحقة، قد يصدرها المحقق الخاص بالتدخل الروسي، روبرت مولر، تتعلق بشكل مباشر بالاختراق الروسي لحملة ترامب.

ونقلت محطة "سي إن إن" عن مصادر في مكتب التحقيقات الفدرالي أن المستشار السابق للسياسة الخارجية في حملة ترامب، جورج بابادوبولس، اعترف أنه كذب خلال استجوابه من قبل "إف بي آي" حول اجتماعات عقدها مع شخصيات روسية، ما ينبئ بفصل طويل من المحاكمات لن تكون في صالح البيت الأبيض والحزب الجمهوري، لأنها ستكون في صلب معركة انتخابات الكونغرس العام المقبل.

ومن بين 12 تهمة وجهتها محكمة فدرالية في واشنطن لمانفورت وغايتس، في أول مذكرات الاعتقال التي تصدرها لجنة التحقيقات بالتدخل الروسي، تهمة التآمر على الولايات المتحدة، إضافة إلى تهم تبييض الأموال والتحايل على القوانين، والعمل لصالح حكومات أجنبية في واشنطن دون إبلاغ السلطات القانونية المعنية.

ورغم أن بعض الاتهامات الموجهة إلى مانفورت حول عمله مع رئيس الحكومة الأوكرانية السابق الموالي للكرملين تعود إلى ما قبل إشرافه على إدارة الحملة الانتخابية لترامب، إلا أن الاتهامات بقيامه بأعمال اللوبي في واشنطن لصالح حكومات أجنبية تغطي أيضاً عام 2016 عندما كان مديراً لحملة ترامب.


وتحقق لجنة مولر في عدة اجتماعات مع الروس شارك فيها مانفورت مع مسؤولين آخرين في الحملة، كمستشار الأمن القومي السابق للرئيس، الجنرال مايكل لفين، ونجل ترامب، وصهره جاريد كوشنير.

وحسب لائحة الاتهام، فقد عمل مانفورت وغايتس بشكل سري لصالح الحكومة الأوكرانية، وعملا على تبييض الأموال التي حصلوا عليها، وتبلغ نحو 75 مليون دولار، من خلال حسابات بنكية خارج الولايات المتحدة.

ونفى البيت الأبيض الأنباء التي تم تداولها عن نية ترامب إقالة المحقق الخاص، وأن اجتماعات سيعقدها مع وزير العدل، جف سيشون، ونائبه روب روزنستاين، لبحث الطريقة الأمثل لسير التحقيقات.


كما ذكرت متحدثة باسم البيت الأبيض أن لائحة الاتهام التي صدرت اليوم الاثنين ضد اثنين من العاملين السابقين في حملة ترامب الانتخابية لا علاقة لها به أو بحملته، ولم تظهر أي دليل على التواطؤ بين الحملة وروسيا.

وقالت المتحدثة سارة ساندرز، في إفادة صحفية: "إعلان اليوم لا علاقة له بالرئيس ولا علاقة له بحملة الرئيس أو نشاطها... نقول من اليوم الأول إنه لا دليل على تواطؤ بين روسيا وترامب، ولا شيء في لائحة الاتهام اليوم يغير ذلك على الإطلاق".

وتجاهل ترامب، في اليومين الماضيين، التعليق على إصدار لجنة التحقيق في التدخل الروسي أول لائحة اتهام ضد أفراد في حملته الانتخابية، ورد بهجوم مضاد استهدف منافسته السابقة هيلاري كلينتون، مسلطا الصوء على دورها في صفقة بيع اليورانيوم الأميركي لروسيا عام 2010، التي وصفها ترامب بأنها "فضيحة ووتر غيرت العصر الحديث".

وفي سلسلة تغريدات أمس، حث ترامب الغالبية الجمهورية في الكونغرس على التحرك و"فعل شي ما" لمعاقبة كلينتون، التي يقول الرئيس الأميركي إنها استغلت منصهما في وزارة الخارجية لتمرير صفقة اليورانيوم لصالح الروس مقابل حصول مؤسسة كلينتون الخيرية على تبرعات بملايين الدولارات من رجال أعمال روس قريبين من الكرملين.

وقد أعيد تحريك ملف صفقة بيع اليورانيوم إلى روسيا من خلال تشكيل لجنة جديدة في مجلس النواب لإعادة التحقيق بالقضية، بعد الكشف عن تحقيقات كان قد أجراها "إف بي آي" وتسترت عليها إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، ولم يتم إعلام الكونغرس بها ولا بالنتائج التي توصلت إليها.

وحينها كان المحقق الخاص بالتدخل الروسي على رأس مكتب التحقيقات الفدرالي، ما يعني أن التستر على تحقيق الوكالة في ظل إدارته، وأنه قد يكون شخصيا هدفا للتحقيق، ما يتطلب تنحيه أو تنحيته عن لجنة التحقيق في التدخل الروسي.