"الجبهة الشعبية" يتهم السلطات التونسية بالتراخي في كشف حقيقة اغتيال البراهمي

23 يوليو 2017
السبسي تعهّد سابقاً بالكشف عن المجرمين (أمين الأندلسي/الأناضول)
+ الخط -




وجّه حزب "الجبهة الشعبية" في تونس، اليوم الأحد، أصابع الاتهام بالتراخي والإهمال في كشف حقيقة اغتيال محمد البراهمي، إلى السلطات التونسية، على الرغم من مرور أربع سنوات على اغتياله.

وتتزامن الذكرى الرابعة لمقتل البراهمي مع الذكرى الستين لإعلان النظام الجمهوري في تونس، والذي سيقام له احتفال ضخم في مقر البرلمان التونسي تحت إشراف رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، وبحضور الشخصيات الوطنية والوزراء والسفراء والدبلوماسيين.

وعبرت مباركة البراهمي، زوجة الفقيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن خيبة أملها من أجهزة الدولة "التي عجزت عن كشف حقيقة الاغتيال السياسي والإرهابي يوم 25 يوليو/ تموز 2013 برصاص الغدر أمام مقر سكناه".

وأضافت أن رئيس الجمهورية كان قد تعهّد بكشف حقيقة المسؤولين عن الجريمة والمتورطين فيها منذ أربع سنوات، ولكن إلى حد اليوم ما زال المجهود دون المأمول.

واتهمت البراهمي وزارة الداخلية بالتراخي وعدم النجاعة في تحقيقاتها ومتابعتها ملف القضية، مشيرة إلى أن جزءًا من القضاء التونسي لا يريد الذهاب إلى الجهات الحقيقية التي تقف وراء عملية الاغتيال.

ونظم "الجبهة الشعبية"، مساء أمس السبت، في محافظة صفاقس، اجتماعًا شعبيًا عامًا بمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال محمد البراهمي، أمين حزب "التيار الشعبي"، ألقى خلاله المتحدث الرسمي باسم الجبهة، حمة الهمامي، كلمة وجّه خلالها أصابع الاتهام إلى "الثورة المضادة" و"الإسلام الراديكالي".

وحضر الاجتماع عشرات اليساريين من أبناء "الجبهة الشعبية"، وأعضاء المجلس المركزي للجبهة، في شارع الهادي شاكر أمام قصر البلدية بباب بحر في محافظة صفاقس.

واتهم الهمامي، في كلمته، "الثورة المضادة" باغتيال شكري بلعيد (زعيم حزب الوطنيين الديمقراطيين) ومن بعده محمد البراهمي، معتبراً أن هذه الجريمة بمثابة "الضربة الموجهة للجبهة الشعبية، واستهداف لقياداتها بتوجيه نار الاغتيال الأعمى نحوها، وهي جريمة سياسية اقترفتها أيادي الثورة المضادة، واستهداف لثقافة تونس وحضارتها وإسلامها"، على حد تعبيره.

وأضاف الهمامي أن هؤلاء "حاولوا استهداف أحرار تونس ونساءها وشباب تونس وفتياتها، وأرادوا تشويه التعليم، وتركيع الإعلام، فوجّهوا نيرانهم نحوه ونحو المثقفين والمبدعين، ولكن الشعب التونسي كذّب كل مخططاتهم وأحبطها".

وقال الهمامي: "يجب أن نحمي تونس من الثورة المضادة، لأنها خطيرة ويجب إيقافها لأنها انتقامية"، مشيرًا في سياق آخر إلى أن "هناك مؤامرة إقليمية تحاك ضد تونس للاستيلاء على ثورتها الشعبية، وضد ليبيا لوضع اليد على ثروتها النفطية، ومؤامرة لتكوين لوبي عربي صهيوني لطمس القضية الفلسطينية وتركيعها ومحاصرتها".

وانتقد الهمامي، في هذا الإطار، صمت الحكومات العربية وقيادة تونس، قائلًا: "لأول مرة تمنع الصلاة في الأقصى، منذ احتلال القدس قبل خمسين عامًا، لأن هناك مخططًا كاملًا لتهويد القدس، وسط صمت الحكومة التونسية التي أصدرت اليوم فقط بيانًا، لأنها لا تعرف ماذا تقول إزاء هذه القضية"، على حد تعبيره.

وأضاف أن الحكومات ظنّت أن الاحتجاجات الفلسطينية ستدوم يومين ثم ستتوقف؛ لكنها دامت لأكثر من أسبوع، وسقط شهداء، "لأنهم يجهلون التاريخ ولا يعرفون الشعب الفلسطيني الأبي".

يذكر أن الرئيس السبسي استقبل يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي، في قصر قرطاج، وفدًا عن "مؤسسة الشهيد محمد البراهمي"، يتقدّمه رئيسها، محمد سعد، وأرملة البراهمي.

وأفاد سعد، في تصريح إعلامي، أن اللقاء مثّل مناسبة لإطلاع رئيس الدولة على آخر مستجدات قضية اغتيال البراهمي، إذ جدّد السبسي تأكيده على تسخير الدولة كل إمكاناتها لكشف الحقيقة كاملة في اغتيال بلعيد والبراهمي، بحسب بلاغ لرئاسة الجمهورية.

وعلى الرغم من أن التحقيقات الأمنية كشفت تورط الجماعات التكفيرية والجهادية المنتسبة لتنظيم "أنصار الشريعة" المحظور في واقعة اغتيال البراهمي، وبلعيد من قبله؛ فإن القضاء لم يكشف بعد عن الجهات المسؤولة عن التخطيط.

المساهمون