اتهام الرباعي بالتطبيع مع إسرائيل: تبريرات سبقه إليها فنانون

23 اغسطس 2016
انتشرت الصورة بشكل كبير (تويتر)
+ الخط -
تسبب ظهور الفنان التونسي صابر الرباعي، في صورة مبتسماً مع أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد دخوله الأراضي الفلسطينية لإحياء حفل فني في مدينة "روابي" الفلسطينيّة، الخميس الماضي، بجدل كبير يستمر حتى الآن. 

الصورة نشرها حساب باسم "المنسق"، وهو خاص بيواف موردخاي، رئيس "وحدة تنسيق أعمال الحكومة"، وهي هيئة تابعة لجيش الاحتلال.


وأثارت الصورة جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم الناشطون الفنان صابر الرباعي بالتطبيع مع إسرائيل، في ليلة كان قطاع غزة الفلسطيني تحت قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي.


وبعد الجدل الذي رافق الصورة، قام "منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية" على حسابه بموقع تويتر بحذفها دون إيضاح الأسباب، لكن مراقبين أشاروا إلى أنها أحرجت السلطة التي تدعو الشخصيات بشكل دائم لزيارة الأراضي الفلسطينية ثم يظهرون على شكل مطبّعين مع إسرائيل.


فيما رد المكتب الإعلامي لصابر الرباعي، في بيان رسمي، أمس، مفنّدا تلك الاتهامات، مدعيا أن الصورة التقطت مع منسّق عبور فلسطيني عرّف نفسه باللغة العربيّة باسم "هادي"، علما بأنه كان مسؤولا عن تسهيل عبور الفنان صابر الرباعي والفرقة الموسيقيّة المرافقة له.

وأكد المكتب الإعلامي أن الرباعي وافق على التقاط الصورة عن حسن نية، وبشكل عفوي.


من جانبها، قالت مؤسسة روابي المستضيفة للرباعي، في بيان صدر عنها، "إن ما جرى من قبل الإسرائيليين مع الفنان صابر الرباعي أثناء مروره على جسر معبر الكرامة، إنما هو خديعة إسرائيلية مبيّتة تأتي في إطار المحاولات والحملات الإسرائيلية لاستمرار فرض حالة الحصار الثقافي والفني على فلسطين وشعبها وعزلها عن شعوبنا العربية الشقيقة".



سابقون على طريق التطبيع
وشهدت الفترة الماضية اتهامات لعدد من الفنانين والمبدعين العرب بزيارات وتطبيع مع إسرائيل بأشكال مختلفة. آخرهم الفنان خالد أبو النجا، الذي نفى أن تكون زيارة الفنانين لفلسطين تطبيعاً، داعياً زملاءه في الوسط الفني لزيارة فلسطين وعرض أفلامهم.

وأضاف في مؤتمر صحافي عُقد في رام الله منذ 3 سنوات أثناء مشاركته في فيلم "عيون الحرامية" مع المخرجة الفلسطينية نجوى النجار: "موضوع التطبيع فكر متخلّف وأفكار بالية.. فلسطين جزء من الجسد العربي الواحد".


كما طاول اتهام التطبيع بسبب مسلسل "الطاغية"، الفنانة المصرية بسمة التي شاركت فيه، ما جعل البعض يتهمها بالتطبيع مع إسرائيل، ودفع بنقابة المهن التمثيلية للتحقيق معها للتعرف على حقيقة الأمر، وأثبتت التحقيقات أن المسلسل إنتاج أميركي لا إسرائيلي.


كما اعتبر البعض دعوة الفنان المصري عادل إمام للتعايش بين الأديان الثلاثة في سلام، في مسلسله الأخير "مأمون وشركاه"، دعوة للتطبيع مع إسرائيل.


وأيضا الفنان عمرو واكد، الذي أكد من قبل رفضه التطبيع مع إسرائيل، لكنه أكد عدم رفضه لفكرة عرض أفلام إسرائيلية في مصر، مرجعا السبب في ذلك إلى رغبته في أن يخترق المجتمع المصري إسرائيل، كما يفعلون هم عندما يعرضون الأفلام المصرية هناك.


وتسببت مشاركته في مسلسل "بيت صدام" باتهامه بالتطبيع، لأن البطل الرئيسي للعمل يحمل الجنسية الإسرائيلية. وردا على ذلك، نفى عمرو معرفته بالأمر من البداية، موضحا أنه لو علم بذلك لم يكن ليقبل بالمشاركة في العمل، لكنه عاد وقال في الوقت نفسه إنه لو كان تصرف بهذا الشكل كان سيشعر بالندم، وخاصة أنه تعرف عن قرب على الممثل الإسرائيلي بطل "بيت صدام" ووجده يدعم القضية الفلسطينية ولديه صداقات عديدة في فلسطين.


وسبق هؤلاء الكاتب المسرحي المصري علي سالم، بسبب آرائه في هذا الشأن، وترحيبه بزيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات للكنيست الإسرائيلي، بل ذهب لزيارة إسرائيل عام 1994، وله كتاب يحمل عنوان "رحلة إلى إسرائيل"، ومنحته جامعة "بن غوريون" الدكتوراه الفخرية، وكان آخر تصريح له في هذا الشأن قبل وفاته حين قال "إسرائيل ليست عدوة لمصر ولا تشكل خطرا على أمنها القومي".


وكذلك، المخرج حسام الدين مصطفى، الذي تم شطبه من نقابة السينمائيين، بسبب زيارته لإسرائيل تلبية لدعوة جاءته من مهرجان "حيفا"، وبعد عودته بحوالي 3 سنوات جاء قرار شطبه إثر تصريحه في أحد البرامج بأنه على استعداد للسفر مرة أخرى إلى إسرائيل إذا جاءته الدعوة لينادي بالسلام.


المساهمون