انتقد سياسيون ونشطاء توزيع أموال على شبان في حافلات النقل الوطنية لتعبئة مؤتمر حزب تحيا تونس، بحضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد، مساء أمس الأربعاء، متهمين الحزب باستعمال المال السياسي علاوة على استغلال إمكانيات الدولة ووسائلها.
واستنكر سياسيون توزيع مبالغ مالية على شبان في حافلات مخصصة لنقل أنصار حزب تحيا تونس بمناسبة اختتام أعمال مؤتمره التأسيسي الأول الذي انعقد في القاعة المغطاة بالملعب الأولمبي برادس، بعدما راهنت قيادة الحزب على تعبئة القلعة الشاسعة بالكامل، بعد أن انتقدت ضعف الحضور الأحد الماضي، وبعد نشر منافسيه صورا للكراسي الشاغرة.
وقال أمين عام حركة الشعب المعارض زهير المغزاوي في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن حزب تحيا تونس "بني على التحايل والانتهازية، فمنذ بدايته استغل إمكانيات الدولة والحكومة من خلال الضغط والابتزاز والإيهام والالتفاف على المواطنين مستعملا مؤسسات الدولة لتكوين حزبه".
وأضاف المغزاوي أن "الشاهد ومجموعته يعيدون بإخراج رديء سيناريوهات وممارسات النظام السابق وحزب التجمع المقبور من خلال محاولة المتاجرة بالوضع الهش والصعب لبعض من فئات الشعب ومحاولة شراء ذمم الناس ببعض المال ولكن الشعب واع ويسخر من هؤلاء، وأكبر دليل تداول فيديو ساخر من توزيع الأموال على الشباب".
وبين أن "تونس بعد الثورة ليست كقبلها، فهناك مجتمع مدني فطن وإعلام يراقب وقضاء مستقل وهيئات تتابع، ولن نسمح بتكريس ثقافة شراء الذمم والأصوات وتدفق المال السياسي الفاسد ممن يدعون محاربة الفساد".
ورد أمين عام الحزب سليم العزابي على محتوى الفيديو الذّي أظهر مؤتمري الجهات في الحافلات وهم بصدد توزيع مبلغ مالي قدره 10 دنانير لكلّ فرد، قائلا "في السياسة لا نأخذ بما يرد في مواقع التواصل وخاصة الفيسبوك".
وأضاف العزابي في تصريح لإذاعة شمس، اليوم الخميس، أنه لم يرَ مثل هذه الممارسات، وأنها ليست من أساليب حزبه، مشيرا إلى أن "هناك مواطنين يأتون من كلّ الجهات ومن الطبيعي توفير الغداء لهم، وحتى قاعة المؤتمر تضمنت الضروريات اللازمة"، مؤكدا أنه "إذا حصل بالفعل فإن الحزب يندد بمثل هذه التصرفات".
ويرى مراقبون أن حزب تحيا تونس "راهن على التعبئة الجماهيرية بهدف استعراض عضلاته سياسيا في أول ظهور شعبي لرئيس الحكومة على منصته وبين أنصاره، وخصوصا أن أعين المنافسين والمعارضين تتابع بحذر كبير ما يدور في كواليس الحزب الجديد.
ونشرت قيادات في حزب تحيا تونس صورا تظهر حجم التعبئة الجماهيرية في تحد لمن راهن على انقسام الحزب وفشله بحسب تدويناتهم على صفحات التواصل الاجتماعي.
من جانب آخر، وصف القيادي بحزب الحراك وعضو مجلس الشعب عماد الدايمي، ما حصل بـ"الفضيحة الجديدة لحزب الدولة (يقصد حزب تحيا تونس)، الذي يعيد إنتاج سلوكيات دولة الحزب" (يقصد التجمع المنحل).
وقال الدايمي إن كريم الدواس، المدير العام للشركة الوطنية للنقل بين المدن، المحال على القطب القضائي الاقتصادي والمالي كمتهم رئيسي في أغبى عملية تحايل في تاريخ تونس (يقصد صفقة اقتناء حافلات).. يلغي عشر رحلات لخطوط الشركة ويحول عشر حافلات لنقل أنصار "حزب التحيل، حزب يوسف الشاهد، إلى قصر الرياضة برادس لحضور مؤتمر الحزب الفاشل"، على حد قوله.
ونشر الدايمي على صفحته الرسمية صورا للحافلات قائلا لقد "تم تخصيصها اليوم لحزب التحيل على حساب المواطنين"، مردفاً "سأنشر بعد قليل فيديو يصور حالة الاحتقان الشديد في محطة باب عليوة بسبب إلغاء رحلات وانتظار الركاب إلى وجهات متعددة وأساسا الحامة والقصرين لساعات قبل إعلامهم بإلغاء الرحلة نهائيا وتمكينهم من استرداد ثمن التذاكر..".
وأضاف الدايمي "حزب التحيل يبدأ حكمه بالتحيل والتلاعب بالمرفق العمومي من أجل مصلحته الحزبية.. وأما كريم الدواس، فهو مستعد لكل شيء من أجل النجاة بجلده من السجن ومن أجل توفير غطاء سياسي.."، على حد تعبيره.