عقَد وكيل الأزهر، عباس شومان، وسفير مصر لدى البرازيل، علاء الدين رشدي، اجتماعاً مع وزير التجارة والصناعة البرازيلي، ماركوس جورج، الخميس، لبحث أوجه التعاون المستقبلي في مجال صناعة الحلال، باعتبار البرازيل أكبر مصدر للمنتجات الحلال إلى مصر، فضلاً عن التعريف بدور الأزهر وخبراته في وضع الشروط والضوابط اللازمة، حتى تصل المنتجات البرازيلية إلى دول العالم الإسلامي، وفق مصداقية متبادلة.
وحضر الاجتماع رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل، محمد الزغبي، ورئيس الكتلة العربية بالبرلمان البرازيلي، سيزار حلوم، والذي شهد تأكيد وكيل الأزهر على عمق العلاقات والتعاون المشترك بين مصر والبرازيل خلال السنوات الماضية، منوهاً إلى أن الأزهر مؤسسةٌ فكرية تعليمية تفتح أبوابها لجميع طلاب العلم من المسلمين حول العالم، ويحتل مكانةً كبيرة لدى المسلمين، كونه مرجعيتهم الدينية المستنيرة.
وأشار وكيل الأزهر إلى أهمية توضيح منهجية الإسلام بسماحته، وقبوله بالآخر، والتعاون معه من أجل الإنسانية، ودعم السلام، مشدداً على إيمان الأزهر بأن التنمية لا يمكن أن تتحقق إلا باستقرار المجتمعات، وعموم السلام، واستعداده الكامل لتقديم الضوابط الشاملة في مجال صناعة الحلال، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة البرازيلية.
ولفت كذلك إلى زيارته أحد المجازر البرازيلية، للوقوف على طريقة عملها، وخاصةً مرحلةَ الذبح، على أن يقدم تقريراً شاملاً عما شاهده على أرض الواقع، إلى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، لإعدادِ تصور شامل عن صناعة الحلال التي تهم قطاعاً كبيراً من المسلمين، بهدف تحقيق المصداقية الشاملة، خاصةً بعد دخول كثير من المؤسسات الساعية للربح، من دون أن تكون لديها المصداقية الكافية، أو المعرفة بالضوابط الشرعية نحو تلك الصناعة.
من جهته، قال سفير مصر في البرازيل: إن "الأزهر مؤسسةٌ دينية عالمية يثق فيها جميع المسلمين في العالم، وإشرافُه ووضعه للضوابط الشرعية لصناعة الحلال سيُسهِم في دعمها، وبالتالي سيُسهِم في نهضتها، وإعطائها المصداقيّةَ لدى السوق الإسلامي"، حسب تعبيره.
في المقابل، قال وزير الصناعة والتجارة البرازيلي: "إنه قرأ كثيراً عن الأزهر، وكونه مؤسسة تهتم بالتعليم والفكر، ويعمل على تشجيع العَلاقاتِ الإنسانيّة بين البشر جميعاً.. ولذا يدرك جيّدًا أهميةَ التعاون مع الأزهر، من خلال عقد اتفاقيّة قريبًا لدعم هذا التعاون مع الجانب المصري، خاصّةً بعد ارتفاع نِسَبِ التجارة بين البلدين مؤخّرًا، في إطار ضمان جودة صناعة الحلال".
وعقب رئيس الكتلة النيابية العربية في البرلمان البرازيليّ، سيزار حلوم، بالقول إن "الأزهر مصدرُ ثقةٍ كبيرة لجميع المسلمين، ويُمَثِّل الصورةَ الحقيقية للإسلام"، معتبراً أن "التعاون معه سيكون له أكبر الأثر في دعم العَلاقات المصرية البرازيلية مُستقبَلًا".