ويتضمن الاتفاق المبدئي، إعادة الأسرى الذين تم قمعهم ونقلهم إلى سجون "هشارون" و"هداريم" و"جلبوع"، ونقل ستة منهم إلى معتقل "النقب الصحراوي" إلى حين العمل على إعادتهم مجدداً إلى معتقل "عوفر".
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له، أنّ الأسرى أبلغوا إدارة معتقل عوفر أن إغلاق الأقسام سيستمر يوم الجمعة، ويوم عيد الأضحى المبارك، وذلك لضمان تنفيذ ما اتفق عليه مبدئياً، وإعادة الأوضاع داخل المعتقل إلى ما كانت عليه قبل عملية القمع.
وكانت قوات القمع التابعة لإدارة معتقلات الاحتلال ما تسمى "بالمتسادا" اقتحمت قسمي (20) و(19) وهو القسم الذي يضم الأسرى الأطفال (الأشبال)، وكان ذلك في تاريخ الرابع من أغسطس/ آب الجاري، إذ نفذت عملية قمع وحشية، وتم الاعتداء على الأسرى ورشهم بالغاز، وتقييد الأسرى الأطفال ونقلهم إلى الزنازين، وعزل ونقل أسرى آخرين، وواجه الأسرى عملية القمع بخطوات مبدئية تمثلت بإرجاع وجبات الطعام، وإغلاق الأقسام.
ويوم الأحد، أعلن ستة أسرى جرى قمعهم ونقلهم من المعتقل إضرابهم عن الطعام، وهم: محمد خطبة، وأسامة عودة، ومعتز حامد، وثائر حمايل، ورامي هيفا، وشادي شلالدة، علماً أن عملية القمع التي تمت بحق أسرى "عوفر"، كان الهدف منها استهداف مبادرة أسرى "عوفر" و"النقب الصحراوي" المتمثلة في إعادة بناء جسم تنظيمي موحد لحركة فتح داخل السجون، وليس كما ادعت الإدارة أن عملية القمع جاءت على خلفية محاولة الأسرى إدخال هواتف إلى المعتقل.
من جانب آخر، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، اليوم الأربعاء، "إن الأسير سلطان أحمد محمود خلوف (38 عاماً) من بلدة برقين جنوب غرب مدينة جنين، يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 21 احتجاجاً على اعتقاله الإداري، وإن تراجعاً طرأ على الحالة الصحية للأسير خلوف والقابع حالياً في زنازين معتقل (مجدو)، فهو يشتكي حالياً من آلام حادة في الظهر وأوجاع في الرأس ودوخة مستمرة، علماً بأن الأسير خلوف يعاني قبل اعتقاله من مرض الديسك ومن صعوبة في التنفس وعدم انتظام في الهرمونات، وبحاجة لمتابعة طبية لحالته".
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الأسير خلوف بتاريخ 7 يوليو/تموز الماضي، وجرى تمديد توقيفه، ومن ثم جرى تحويله للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وهو أسير سابق قضى 4 سنوات في سجون الاحتلال.
وتجدر الإشارة إلى أن 6 أسرى يواصلون معركة الأمعاء الخاوية احتجاجاً على اعتقالهم الإداري وهم كل من: حذيفة حلبية (28 عاماً) من بلدة أبو ديس ومضرب عن الطعام منذ (38) يوماً وهو أقدم الأسرى المضربين، وأحمد غنام (42 عاماً) من بلدة دورا قضاء محافظة الخليل مضرب منذ 25 يوماً، والأسير إسماعيل علي (30 عاماً) من بلدة أبو ديس يواصل اضرابه لليوم 15 على التوالي، والأسير وجدي العواودة (20 عاماً) من بلدة دورا قضاء الخليل مضرب منذ 10 أيام، والأسير طارق قعدان (46 عاماً) من بلدة عرابة قضاء جنين ويواصل إضرابه لليوم الثامن، إضافة للأسير سلطان خلوف.
على صعيد آخر، وثّقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها، شهادات حيّة لعدد من الأسرى المرضى القابعين في عدة سجون إسرائيلية، يسردون فيها ما يتعرضون له من انتهاكات طبية متواصلة، إذ تتعمد إدارة سجون الاحتلال استهدافهم من خلال تجاهل أمراضهم وعدم التعامل معها بشكل جدّي والاستهتار بحياتهم.
وكشفت هيئة الأسرى عن أصعب الحالات المرضية القابعة بما يُسمى عيادة معتقل "الرملة"، إحداهما حالة الأسير المقعد ناهض الأقرع (51 عاماً) من سكان قطاع غزة، والذي يرقد بشكل دائم داخل عيادة "الرملة" منذ اعتقاله خلال عام 2007، إذ بترت قدماه داخل السجن بسبب إصابته بالرصاص قبل الاعتقال، وخضع لعدّة عمليات بتر في ساقيه، بسبب الانتشار الشديد للالتهابات فيها، ولم تُقدم له أي رعاية طبية لحالته الصحية المتردية ولا يزال الأسير يعاني من آلام جسيمة مكان البتر لكن العيادة تكتفي بإعطائه المسكنات. يذكر بأن الأسير محكوم بالسجن لـ 3 مؤبدات وهو أب لأربعة أبناء.
ويعاني الأسير رائد بلاونة (44 عاماً) من سكان مدينة طولكرم، من البواسير منذ أكثر من 11 عاماً، كما أنه يعاني من التهابات حادة في المعدة وهو بحاجة إلى إجراء عملية جراحية بأسرع وقت ممكن، لكن إدارة معتقل "ريمون" لا تزال تماطل في تحديد موعد لإجراء عملية له.
أما فيما يتعلق بالأسير أمير مقيد (34 عاماً) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والقابع في معتقل "ريمون"، فهو يعاني من ديسكات وغضاريف بسبب التنكيل به خلال استجوابه، ورغم معاناته تكتفي إدارة المعتقل بإعطائه أدوية مسكنة فقط.
في حين، يمر الأسير طارق عاصي من مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس، بوضع صحي سيئ، فهو يشتكي من كسر في يده أُصيب به بعد الاعتداء عليه خلال عام 2014 أثناء تواجده بمعتقل الجلبوع، وهو بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية ليده بأسرع وقت ممكن، عدا عن ذلك أُصيب الأسير عاصي بورم سرطاني في القولون خلال عام 2010 وقد تم استئصاله، وهو بحاجة لفحوصات دورية للاطمئنان على وضعه الصحي، لكن إدارة "نفحة" ترفض وتماطل بتحويله لإجراء الفحوصات وإجراء العملية ليده.
ورصدت الهيئة حالة كل من الأسيرة نسرين حسن (44 عاماً) من سكان مدينة غزة، والتي تعاني مؤخراً من إفرازات وكتل بالصدر، وهي بانتظار تحويلها لإجراء فحوصات طبية عاجلة لتشخيص حالتها المرضية.
أما عن الأسيرة روان عنبر (23 عاماً) من سكان مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، فهي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وبحاجة إلى متابعة طبية لحالتها.