يبدو اتفاق سوتشي حول شمال غربي سورية مهدداً اليوم أكثر من أي وقت مضى، مع تلاقي مصالح أطراف متعددة لإجهاضه، فالنظام السوري كان قد أعلن منذ اليوم الأول أنه يريد استعادة إدلب بالحرب أو السلم، وهو الأمر الذي يلقى دعماً من إيران، وغض طرف على الأقل من روسيا، التي كانت قد وقّعت على اتفاق سوتشي مع تركيا في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، وتعهدت الدولتان بأن تكونا ضامنتين له. على الجهة المقابلة، تبرز "هيئة تحرير الشام"، التي تحتفظ بانتشار مهم وكبير في إدلب ومحيطها، والتي تبدو مصلحتها اليوم بعدم استمرار هذا الاتفاق، وهي التي لم تعلن صراحة موافقتها عليه منذ الإعلان عنه.
وبعد أقل من 24 ساعة على هجوم قوات النظام وحلفائها ليل الخميس-الجمعة على موقع لـ"جيش العزة" في ريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 عنصراً من عناصره، شنّت "هيئة تحرير الشام" عملية عسكرية ضد قوات النظام، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم جنود روس بحسب الهيئة، وهو تطور إذا ثبتت صحته، قد يشكّل ذريعة لموسكو لتتدخل بشكل مباشر في العمليات العسكرية.
وذكرت وكالة "إباء" المقربة من الهيئة، أن "عملية نوعية" نفذتها قوات "العصائب الحمراء" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، استهدفت غرفة عمليات عسكرية في عمق النظام بقرية الترابيع، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 عنصراً وإصابة العشرات. كما قُتل عنصران من قوات النظام، برصاص قناصة "هيئة تحرير الشام"، في قرية معان شمال مدينة حماة، تزامناً مع قصف للنظام على المنطقة. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن القتلى وبينهم ثلاثة ضباط، يتبعون لـ"الفرقة الرابعة" ومليشيا "الفيلق الخامس" الذي تشرف عليه روسيا.
وفي إعلان لاحق، ذكرت "هيئة تحرير الشام"، أن 7 جنود روس قُتلوا خلال الهجوم. ونقلت وكالة "إباء" عن القيادي في الهيئة عمر المحمود قوله، إن "الإغارة استهدفت غرفة عمليات العدو في عمق مناطقه بقرية الترابيع في ريف حماة، وأسفرت عن مقتل ما يقارب 18 جندياً من جنود النظام النصيري بينهم 4 ضباط، إضافة لهلاك 7 جنود من الاحتلال الروسي". وأوضح أن الهجوم نفذته "قوات العصائب الحمراء" التابعة للهيئة واستهدف غرفة عمليات ذات تحصين في محور الزلاقيات بريف حماة، معلناً أن هذا الهجوم جاء "رداً على المجزرة التي ارتكبتها المليشيات الإيرانية صباح الجمعة وقتل على إثرها 20 مرابطاً من مقاتلي جيش العزة". وأضاف أن لديهم الكثير من "الأهداف المرصودة والجاهزة التي ستباغت المليشيات في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة".
من جهتها، قالت وسائل إعلام النظام إن "عناصر من الجيش أحبطوا بالوسائط النارية المناسبة محاولة تسلل مجموعة إرهابية من قرية حصرايا باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في قرية تل ملح بريف محردة الشمالي وأوقعت بين أفرادها قتلى ومصابين". وأضافت أن "عناصر من الجيش خاضوا اشتباكات عنيفة مع مجموعة تابعة لما يسمى "جيش العزة" هاجمت النقاط العسكرية المتمركزة على محور حاجزي زلين والزلاقيات بريف حماة الشمالي، انتهت بإفشال الهجوم بعد مقتل العديد من أفراد المجموعات".
ولم تعلّق روسيا على تصريحات الهيئة، واكتفت وزارة الدفاع الروسية بالإعلان عن مقتل ستة عناصر من قوات النظام، وجرح خمسة آخرين جراء قصف على محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وتأتي هذه التطورات على الرغم من السريان المفترض لاتفاق سوتشي، والذي نصّ على إنشاء منطقة عازلة بين مناطق النظام والمعارضة، وسحب السلاح الثقيل، بينما تقع النقطة العسكرية التابعة لـ"جيش العزة" التي تعرضت للهجوم، ضمن المنطقة العازلة، الأمر الذي يشكّل أكبر خرق للاتفاق، فضلاً عن تواصل عمليات القصف من جانب قوات النظام بشكل شبه يومي لمناطق المعارضة في محافظات إدلب وحماة وحلب واللاذقية.
ورأى المحلل العسكري العميد أحمد رحال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم الذي وقع الجمعة ضد "جيش العزة" في ريف حماة الشمالي تم تحت أنظار الروس، إذ انطلق المهاجمون، وهم بحسب رحال من مقاتلي "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني مدعومين من قوات النظام، من بلدة حلفايا التي فيها وجود روسي قوي، إضافة إلى أن طيران الاستطلاع الروسي قدّم مساعدة واستخدم مناظير ليلية متطورة، مشيراً إلى أن هجوم "تحرير الشام" استهدف غرفة العمليات التي خططت للهجوم على "جيش العزة"، مضيفاً "إذا صح مقتل جنود روس في هذا الهجوم، فهذا يعني أن الروس لا يغضون الطرف عن خروقات قوات النظام وشركائها وحسب، بل هم الذين يخططون لهذه العمليات".
اقــرأ أيضاً
وكانت مصادر محلية ذكرت أن طائرة "أنتونوف" روسية قامت بمسح المواقع الجغرافية الخاضعة لفصيل "جيش العزة" بشكل دقيق قبل يوم واحد من عملية التسلل التي استهدفت مواقعه ليل الخميس-الجمعة. كما زودت روسيا، بحسب المصادر، مجموعة الاقتحام بالمعلومات وطريقة التسلل إلى مواقع "جيش العزة". واستخدمت القوات المهاجمة القناصات الليلية في الاشتباكات، قبل أن يتمكن الفصيل من استعادة النقاط وقتل 4 عناصر من القوة المتسللة. وإثر الحادثة وصل وفد عسكري تركي إلى المنطقة وبحث مع قيادة "جيش العزة" تسيير دوريات تركية في مناطق التماس مع قوات النظام.
ورأى رحال أنه على الرغم من الدعم القوي لاتفاق إدلب محلياً وإقليمياً ودولياً، لكن هناك قوى تعمل على إحباطه مستفيدة من عدم وجود آليات للمراقبة والمحاسبة بالنسبة لمن يخرق الاتفاق في ظل إعلام روسي يتهم المعارضة بكل الخروقات. وأوضح أن القوى التي لا توافق على الاتفاق والتي تسعى إلى تخريبه، هي أولاً النظام وإيران و"حزب الله"، وهم يرون أن أي اتفاق لوقف القتال هو خطوة أولى في إنهاء وجود نظام الأسد لأن الاستقرار يعني البدء بالحل السياسي، وهو حل مهما يكن، لن يُبقي على النظام، بحسب تعبيره. وأضاف أن القوى المعارضة للاتفاق في الطرف الآخر هي "هيئة تحرير الشام" ومن معها، باعتبار أن الاتفاق قد يفضي في النهاية إلى إنهاء وجودها. وشدد على أن الضامن التركي مطالب اليوم بموقف حاسم، مع التشديد على وجود آلية رقابة ومحاسبة، وإلا فإن الاتفاق مهدد بالانهيار.
وفي أجواء التصعيد القائم، دعا قائد "حركة أحرار الشام الإسلامية"، جابر علي باشا، للاستعداد للمعركة في محافظة إدلب، بعد الهجوم على نقاط "جيش العزة" في ريف حماة. وقال عبر حسابه في "تلغرام" أمس السبت، إن "النظام صرح قولاً ودلت تصرفاته فعلاً على أنه غير جاد بالالتزام بالاتفاق الأخير، وأنه يعد الاتفاق مؤقتاً وسيسعى لإفشاله". يُذكر أن "أحرار الشام" انضمت إلى ائتلاف "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تعتبر الجسم العسكري الأكبر في الشمال إلى جانب "هيئة تحرير الشام".
كما دعا "المجلس السوري الإسلامي" القريب من المعارضة، الفصائل إلى "أخذ الحيطة والحذر، لا سيما وهم يعلمون أن النظام مجرم غادر ليس له عهد ولا ذمة، وظهر فجوره في كل اتفاق أبرم مع المجاهدين فيما سمي بمناطق خفض التصعيد". ودعاها إلى "رص الصفوف والاستعداد الدائم والرد على عدوان النظام بما يردعه عن تكرار تجاوزاته". وطالب المجلس الجهات الضامنة بـ"تحمل مسؤولياتها في إدانة النظام المعتدي... ومحاسبته ومنعه من تكرار الغدر والخيانة". ومنذ توقيع الاتفاق بين روسيا وتركيا حول إدلب، تكررت تصريحات مسؤولي النظام بأن الاتفاق مؤقت وسيتبعه عمل عسكري للدخول إلى المحافظة.
وبعد أقل من 24 ساعة على هجوم قوات النظام وحلفائها ليل الخميس-الجمعة على موقع لـ"جيش العزة" في ريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 عنصراً من عناصره، شنّت "هيئة تحرير الشام" عملية عسكرية ضد قوات النظام، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم جنود روس بحسب الهيئة، وهو تطور إذا ثبتت صحته، قد يشكّل ذريعة لموسكو لتتدخل بشكل مباشر في العمليات العسكرية.
وفي إعلان لاحق، ذكرت "هيئة تحرير الشام"، أن 7 جنود روس قُتلوا خلال الهجوم. ونقلت وكالة "إباء" عن القيادي في الهيئة عمر المحمود قوله، إن "الإغارة استهدفت غرفة عمليات العدو في عمق مناطقه بقرية الترابيع في ريف حماة، وأسفرت عن مقتل ما يقارب 18 جندياً من جنود النظام النصيري بينهم 4 ضباط، إضافة لهلاك 7 جنود من الاحتلال الروسي". وأوضح أن الهجوم نفذته "قوات العصائب الحمراء" التابعة للهيئة واستهدف غرفة عمليات ذات تحصين في محور الزلاقيات بريف حماة، معلناً أن هذا الهجوم جاء "رداً على المجزرة التي ارتكبتها المليشيات الإيرانية صباح الجمعة وقتل على إثرها 20 مرابطاً من مقاتلي جيش العزة". وأضاف أن لديهم الكثير من "الأهداف المرصودة والجاهزة التي ستباغت المليشيات في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة".
من جهتها، قالت وسائل إعلام النظام إن "عناصر من الجيش أحبطوا بالوسائط النارية المناسبة محاولة تسلل مجموعة إرهابية من قرية حصرايا باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في قرية تل ملح بريف محردة الشمالي وأوقعت بين أفرادها قتلى ومصابين". وأضافت أن "عناصر من الجيش خاضوا اشتباكات عنيفة مع مجموعة تابعة لما يسمى "جيش العزة" هاجمت النقاط العسكرية المتمركزة على محور حاجزي زلين والزلاقيات بريف حماة الشمالي، انتهت بإفشال الهجوم بعد مقتل العديد من أفراد المجموعات".
ولم تعلّق روسيا على تصريحات الهيئة، واكتفت وزارة الدفاع الروسية بالإعلان عن مقتل ستة عناصر من قوات النظام، وجرح خمسة آخرين جراء قصف على محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وتأتي هذه التطورات على الرغم من السريان المفترض لاتفاق سوتشي، والذي نصّ على إنشاء منطقة عازلة بين مناطق النظام والمعارضة، وسحب السلاح الثقيل، بينما تقع النقطة العسكرية التابعة لـ"جيش العزة" التي تعرضت للهجوم، ضمن المنطقة العازلة، الأمر الذي يشكّل أكبر خرق للاتفاق، فضلاً عن تواصل عمليات القصف من جانب قوات النظام بشكل شبه يومي لمناطق المعارضة في محافظات إدلب وحماة وحلب واللاذقية.
ورأى المحلل العسكري العميد أحمد رحال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم الذي وقع الجمعة ضد "جيش العزة" في ريف حماة الشمالي تم تحت أنظار الروس، إذ انطلق المهاجمون، وهم بحسب رحال من مقاتلي "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني مدعومين من قوات النظام، من بلدة حلفايا التي فيها وجود روسي قوي، إضافة إلى أن طيران الاستطلاع الروسي قدّم مساعدة واستخدم مناظير ليلية متطورة، مشيراً إلى أن هجوم "تحرير الشام" استهدف غرفة العمليات التي خططت للهجوم على "جيش العزة"، مضيفاً "إذا صح مقتل جنود روس في هذا الهجوم، فهذا يعني أن الروس لا يغضون الطرف عن خروقات قوات النظام وشركائها وحسب، بل هم الذين يخططون لهذه العمليات".
وكانت مصادر محلية ذكرت أن طائرة "أنتونوف" روسية قامت بمسح المواقع الجغرافية الخاضعة لفصيل "جيش العزة" بشكل دقيق قبل يوم واحد من عملية التسلل التي استهدفت مواقعه ليل الخميس-الجمعة. كما زودت روسيا، بحسب المصادر، مجموعة الاقتحام بالمعلومات وطريقة التسلل إلى مواقع "جيش العزة". واستخدمت القوات المهاجمة القناصات الليلية في الاشتباكات، قبل أن يتمكن الفصيل من استعادة النقاط وقتل 4 عناصر من القوة المتسللة. وإثر الحادثة وصل وفد عسكري تركي إلى المنطقة وبحث مع قيادة "جيش العزة" تسيير دوريات تركية في مناطق التماس مع قوات النظام.
ورأى رحال أنه على الرغم من الدعم القوي لاتفاق إدلب محلياً وإقليمياً ودولياً، لكن هناك قوى تعمل على إحباطه مستفيدة من عدم وجود آليات للمراقبة والمحاسبة بالنسبة لمن يخرق الاتفاق في ظل إعلام روسي يتهم المعارضة بكل الخروقات. وأوضح أن القوى التي لا توافق على الاتفاق والتي تسعى إلى تخريبه، هي أولاً النظام وإيران و"حزب الله"، وهم يرون أن أي اتفاق لوقف القتال هو خطوة أولى في إنهاء وجود نظام الأسد لأن الاستقرار يعني البدء بالحل السياسي، وهو حل مهما يكن، لن يُبقي على النظام، بحسب تعبيره. وأضاف أن القوى المعارضة للاتفاق في الطرف الآخر هي "هيئة تحرير الشام" ومن معها، باعتبار أن الاتفاق قد يفضي في النهاية إلى إنهاء وجودها. وشدد على أن الضامن التركي مطالب اليوم بموقف حاسم، مع التشديد على وجود آلية رقابة ومحاسبة، وإلا فإن الاتفاق مهدد بالانهيار.
كما دعا "المجلس السوري الإسلامي" القريب من المعارضة، الفصائل إلى "أخذ الحيطة والحذر، لا سيما وهم يعلمون أن النظام مجرم غادر ليس له عهد ولا ذمة، وظهر فجوره في كل اتفاق أبرم مع المجاهدين فيما سمي بمناطق خفض التصعيد". ودعاها إلى "رص الصفوف والاستعداد الدائم والرد على عدوان النظام بما يردعه عن تكرار تجاوزاته". وطالب المجلس الجهات الضامنة بـ"تحمل مسؤولياتها في إدانة النظام المعتدي... ومحاسبته ومنعه من تكرار الغدر والخيانة". ومنذ توقيع الاتفاق بين روسيا وتركيا حول إدلب، تكررت تصريحات مسؤولي النظام بأن الاتفاق مؤقت وسيتبعه عمل عسكري للدخول إلى المحافظة.