اتساع رقعة التظاهرات العراقية... ورئيس الوزراء: نحن بحالة دفاع

27 نوفمبر 2019
المتظاهرون يتجهون للعصيان المدني (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -
وسع المتظاهرون العراقيون في مدن جنوب ووسط البلاد والعاصمة بغداد رقعة احتجاجاتهم، وذلك بعد دخول ساحات جديدة للاعتصامات مع اتساع عمليات قطع الطرق التي تركزت في ذي قار والبصرة وكربلاء والنجف أكثر من غيرها من مدن الجنوب. في المقابل جدد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تأكيده أنه بحالة دفاع عن النفس رغم ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات.

وشارك أعضاء نقابة المعلمين واتحاد العمال، اليوم الأربعاء، بالتظاهرات إلى جانب طلاب الجامعات والمدارس. وشهدت الزبير وأبو الخصيب والعشار والتنومة وأم قصر وفلكة البحرية تظاهرات واسعة وسط البصرة، تزامنت مع عمليات قطع طرق رئيسة بواسطة توابيت فارغة، وضعت عليها صور ضحايا التظاهرات.

وفي النجف، قطع متظاهرون طريق الكوفة الرئيس الرابط مع الحيرة، كما تم قطع طرق رئيسة بالمحافظة مع توافد آلاف المتظاهرين على ساحة الصدرين بالمدينة، بينما تشهد كربلاء منذ ظهر اليوم، تظاهرات واسعة تم خلالها إغلاق عدد من الطرق الرئيسة ومبنى حكومي واحد ومكتب لنائب في البرلمان.


وتصدرت المثنى، وعاصمتها السماوة، وذي قار المشهد، حيث سجلت إصابة العشرات من المتظاهرين بقنابل الغاز والرصاص الحي بمواجهات مع الأمن العراقي.

وأكد مسؤول في وزارة الصحة، لـ"العربي الجديد"، وفاة متظاهر يدعي سجاد عبد النبي، مواليد عام 2001، في البصرة متأثراً بجراح أصيب بها أول أمس، بينما أكد تسجيل دخول نحو 70 متظاهراً إلى المستشفيات في ذي قار والمثنى بفعل المواجهات مع قوات الأمن أيضاً.

وفي محافظة كربلاء، وخلال تشييع أحد قتلى التظاهرات الذي سقط برصاص الأمن، أمس الثلاثاء، تجمع المئات من المتظاهرين وسط المدينة ورددوا شعارات مناوئة للحكومة، ودعوا إلى إقالتها ومحاسبة عناصر الأمن الذين قتلوا المتظاهرين، بينما تجمع مئات من عناصر الأمن حول ساحة التظاهر، وحاولوا تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز والقنابل الدخانية.

وفي بغداد، غصت ساحة التحرير بالمتظاهرين، كما تركزت في مناطق أخرى تجمعات كبيرة، أبرزها الخلاني والطيران والوثبة وجسر الجمهورية والسنك.

وقال أحد الناشطين في بغداد محمد الرفيعي، لـ"العربي الجديد": "نسعى لأن يكون التظاهر سلمياً، لكن الدولة والأحزاب ترسل عناصرها لضرب الأمن ليتم الرد علينا".

وأضاف "تم تخويننا واتهامنا بأننا نتلقى الأموال من إسرائيل والإمارات والسعودية، لأننا أطلقنا حملة للمساعدة في توفير طعام وأغطية للمتظاهرين".

وكان النائب في البرلمان، عن تحالف "الفتح"، وهو الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، محمد البلدواي، قد قال في بيان له، أمس الثلاثاء، إن "أموالاً طائلة دخلت العراق عبر تحويلات مالية من الإمارات والولايات المتحدة لدعم المندسين في التظاهرات".

وأضاف أنّ "الولايات المتحدة وعدد من دول الخليج على رأسها الإمارات تدعم مندسين بالتظاهرات"، وأن "أموالاً كبيرة دخلت العراق عبر تحويلات مالية من الإمارات وأميركا لدعم المندسين بين المتظاهرين"، وفقاً لزعمه.


عصيان مدني

إلى ذلك، أغلقت المدارس في مدن محافظتي ذي قار والمثنى بينما استمر الإضراب في البصرة والعمارة والديوانية والكوت والحلة ومدن ومحافظات جنوبية أخرى بشكل شبه متعثر خاصة بالجامعات.

من جهته، أكد الناشط المدني في البصرة ماهر الحياني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المحافظة تتجه نحو إعلان العصيان المدني"، موضحاً أن "القمع الحكومي المستمر للمتظاهرين، وإسقاط القتلى والجرحى بصفوفهم يومياً، وعدم الاستماع لمطالبنا، يدفعنا لاتخاذ خطوات تصعيدية".

وأضاف "تلقينا وعوداً من شيوخ ووجهاء المحافظة بدعمنا لتنفيذ العصيان المدني، كورقة ضغط جديدة نواجه بها القمع الأمني"، مؤكداً أن "الحكومة خسرت كل فرصها بعدما استمرت بالقمع بلا هوادة، وأراقت الدم العراقي".

يذكر أن عدد ضحايا التظاهرات ارتفع إلى أكثر من 350 إضافة إلى نحو 19 ألف مصاب.


تصعيد في وسائل القمع

في المقابل، لوّح رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بتصعيد جديد في وسائل قمع التظاهرات، قائلاً إن "الناس تريد العودة إلى مصالحها، والدولة لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه الأمور".

وأكد عبد المهدي، في حديثه أمام أعضاء مجلس الوزراء، أن "الدولة حتى الآن في حالة دفاع وما يجري في العراق فتنة كبيرة"، مقراً بوقوع أخطاء في ملف حقوق الإنسان لكن "هناك اعتداء وقع على النظام وواجبنا حمايته".

وأضاف أن "الدولة لا يمكن أن تقف مكتوفة أمام ما يحدث من حالات اعتداء وإلا سينهار النظام. الدولة حتى الآن في حالة دفاع وما يجري في العراق فتنة كبيرة، والدولة تواجه ضغطاً شديداً وواجبنا هو حماية النظام العام والمواطنين على حد سواء، ومصممون على أن يفرض القانون نفسه وأن يأخذ مجراه ضد التظاهر غير السلمي"، كاشفاً عن إطلاق سراح 2500 متظاهر معتقل حتى الآن.