لليوم الثالث على التوالي، تستمر التظاهرات في عدة مدن بإقليم كردستان العراق وسط توقعات باتساعها لتشمل أربيل ودهوك بعدما ضربت التظاهرات قلب مدينة السليمانية، أمس الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المتظاهرين بنيران قوات الأمن الكردية، خلال ذلك يلف الغموض موقف رئيس الإقليم المستقيل وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، حيث إنه ما زال معتكفاً في مصيف صلاح الدين شرق أربيل الذي يتخذه مقراً رئيساً له.
وقال مسؤول محلي في السليمانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التظاهرات تجددت في مناطق مختلفة من محافظة السليمانية، منها كفري وبنجوين وطق طق"، مبيناً أنّ "المتظاهرين نددوا بحكومة كردستان، مطالبين بتوزيع رواتبهم المتأخرة".
وأضاف، أنّ "التظاهرات تجري بأجواء أمنية مرتبكة، إذ تنتشر قوات الأمن الكردية بكثافة وتحاول السيطرة على المتظاهرين".
فيما وجَّه السياسي البارز بالإقليم برهم صالح رسالة الى المتظاهرين طالبهم بتجنب عمليات حرق المقرات الحكومية والحزبية واستخدام العنف والالتزام بالسلمية، مطالباً بالوقت نفسه تشكيل حكومة مؤقتة لضمان احتواء الموقف في الإقليم والتمهيد لانتخابات نزيهة.
من جهتها دعت حركة التغيير، ثالث أكبر الأحزاب الكردية بالاقليم، الى تفعيل مذكرة اعتقال مسعود البارزاني واصفة طريقة تعامل الأمن مع المتظاهرين بأنها أساليب بعثية تستخدم في العراق سابقاً وسورية حالياً، داعية الى اعتصام مفتوح لكافة موظفي كردستان لحين تحقيق المطالب.
ودخل الحزب الشيوعي العراقي الكردي على خط التظاهرات في الإقليم بعد نزول العشرات من كوادر الحزب الى الشوارع للمشاركة في التظاهرات، وهو ما أعطاها زخماً قوياً.
وقال عضو الحزب الشيوعي فرهاد كريم لـ"العربي الجديد" إن "مشاركة الحزب تأتي لأنها ثورة جياع ومظلومين" وفقاً لقوله، مبيناً "أنه لا صحة بأن التظاهرات مدعومة من إيران بل هي مدفوعة من الجوع والحرمان وضحك الأحزاب الحاكمة في الإقليم على الشعب بالدين والقومية بينما هم متنعمون بما يتم تهريبه من النفط وخيرات الإقليم، معتبراً أن الدعوات لتدخل بغداد غير صحيحة كون بغداد جزءاً من المشكلة".
في هذه الأثناء ما يزال مصير رئيس الإقليم السابق وزعيم الحزب الديموقراطي غامضاً حيث تؤكد مصادر محلية في أربيل أنه ما زال معتكفاً في مصيف صلاح الدين الذي يحوي على قصره ومنازل عائلة البارزانيين ومعروف بكونه شديد التحصين.
وقال مسؤول كردي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأوضاع السياسية في كردستان على حافة الانهيار، وأنّ البارزاني لم يدل بأي تصريح إزاء ذلك، ملتزماً جانب الصمت".
مضيفاً أن "رئيس الحكومة نجيرفان البارزاني يحاول احتواء الأزمة وتهدئة المتظاهرين عبر وعود سيطلقها خلال الساعات المقبلة من بينها مسألة مرتبات الموظفين".
وتشهد العديد من بلدات محافظة السليمانية لليوم الثالث على التوالي تظاهرات غاضبة احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب وسوء الخدمات.