ضمن برنامج الأدب المقارن في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، أُقيمت أمس الأربعاء، ندوة حوارية بعنوان "خارطة سفر الاختفاء: عن الذاكرة والكتابة الإبداعية"، أدارها الباحث والناقد إسماعيل ناشف، واستضافت الكاتبة الفلسطينية ابتسام عازم التي تحدّثت عن روايتها الأخيرة "سفر الاختفاء" (منشورات الجمل، 2014) الصادرة ترجمتها الإنكليزية مؤخراً.
اختارت عازم مقاطع من الرواية تُصوّر المخطّطات "الإسرائيلية" وسعيها إلى إتمام التطهير العرقي الذي عجزت عنه في وقت سابق، وغيرها من والهواجس التي تُؤرّقها بصورة شخصية قبل أن تجد طريقها إلى النص الروائي بوصفها خلفيات فكرية وثقافية واجتماعية.
وأشارت الكاتبة إلى ما أسمته مسؤولية العمل الفني بشكل عام، ومقدرته على كتابة تاريخ مغاير يتميّز بدرجة عالية من الوعي ورفض الهزيمة، إضافة إلى تمسّكه واستمراريته في مواجهة محاولات طمس الذاكرة وإلغاء التاريخ.
وتناولت، أيضاً، الطريقة التي صاغت بها تلك الهواجس، والعقبات في عملها الروائي الذي يحتوي على أكثر من ثمانية وأربعين فصلاً، من خلال العودة إلى التفاصيل اليومية التي يحتشد بها الواقع الفلسطيني، بطريقة تعكس العلاقة بين النص الأدبي والواقع المأساوي الذي تعيشه أغلب المجتمعات العربية، وفلسطين خصوصاً.
تتحرّك الرواية على محور الذاكرة وكيفية انتقالها من الجدّة إلى حفيدها "علاء" بشكل يصوّر الاستعمار كصراع وجودي، ويكتشف القارئ في النهاية أن الاختفاء الذي تتحدّث عنه الكاتبة كان رمزياً ومتخيلاً وفانتازياً، لكنه يعكس العلاقة بين النص الأدبي والواقع الاجتماعي والسياسي.
وابتسام عازم التي تعمل أيضاً مراسلة لموقع وصحيفة "العربي الجديد" في نيويورك، كاتبة فلسطينية من مواليد بلدة طيبة المثلث شمالي مدينة يافا المحتلّة. حصلت على درجة الماجستير في الأدب الألماني والإنكليزي والدراسات الإسلامية من "جامعة فرايبورغ" الألمانية، ونشرت العديد من المقالات والقصص القصيرة.
وإلى جانب "سفر الاختفاء" التي صدرت ترجمتها الإنكليزية مؤخراً بتوقيع الشاعر والروائي العراقي سنان أنطون عن "منشورات جامعة سيراكيوز" في الولايات المتحدة، أصدرت رواية "سارق النوم غريب حيفاوي" عام 2011، وتُحضّر حالياً لنشر روايتها الثالثة.