تعيش الجالية العربية في فرنسا، والفرنسيون من أصول عربية، ابتزازاً غير مشهود من قبل، بسبب ما يعرف بـ"قضية طارق رمضان"، التي يُفترَض، ونحن نعيش في فرنسا، بلد المؤسسات وتسود فيه دولة القانون، أن يبُتّ فيها القضاء وحده.
ولكنّ القضاء حين يتعلق الأمر بعربي يصبح أمراً غير ذي أهمية، ويمكن للألسن أن تخرج من عقالها. وهكذا خرجت كل الأصوات، يمينية، كصحيفتي لوفيغارو ولوباريزيان، وصهيونية كمجلتي ماريان وكوزور، لانتقاد ما ترى فيه صمتاً مدوّياً من قبل عرب ومسلمي فرنسا. بل ولانتقاد كل صوت فرنسي يتريث قبل أن يُدين، كما هو حال موقع "ميديا بارت"، الإخباري، الذي هوجم من قبل صحيفة "شارلي إيبدو"، متّهمة إياه بخدمة الإسلام السياسي. وكانت الصحيفة قد نشرت قبل أسبوع صورة اعتبرها كثيرون مهينة للإسلام والمسلمين.
وقد وصلت الوقاحة بصحيفة لوفيغارو إلى أن تسحب صفة "الفرنسية" عن كثير من الفرنسيين وتُعيدهم إلى كونهم "شباب الضواحي المغاربيين".
وهو تصرف دفع بموقع "بوندي بلوغ" إلى نشر مقال عنيف وقَّعته فاطْمة طوخاني نقرأ فيه: "اكتشفتُ يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني هذا المقال في صحيفة لوفيغارو يقول بشكل واضح: "طارق رمضان بطل شباب الضواحي المغاربيين". لم أصدّق، كنت أتصور نفسي أهلوس. إذن وصل الأمر بصحيفة وطنية أن تُصدر حكماً عليّ. أن تضعني في خانة وأن تتحدث باسمي، بسبب أصولي وبسبب مسقط رأسي. إذن فنحن في نظر لوفيغارو، مجموعٌ وكتلة. فلْنَنْسَ الفرديات والشخصيات والخصوصيات. فليس لدينا حقٌّ فيها. ولْنَنْسَ، أيضاً، الجنسية. فنحن لم نَعُد فرنسيين في نظر لوفيغارو. نحن مغاربيون...".