إيمان نوايا: الخطأ الفني بصمة الفنان

26 مارس 2016
من لوحاتها (العربي الجديد)
+ الخط -
تنساب الخطوط التشكيلية والألوان، على هيئة كائن يلفظ تجربته وشعوره بصخب. إنه الجسد، المكوّن الأكثر بروزاً في لوحات الفنانة السورية، إيمان نوايا. تطويع الخطوط التجريدية لرسم شكل أقرب ما يكون إلى الجسد، هي التقنيّة التي بدأت إيمان بها، فبعد بحثها في هذا الموضوع قُرابة السنتين، وبعد استغراقها العمل على هذه الأساليب التقنية خلال مشروع التخرج، شعرت الفنانة الشابة، بأن التعبيرعن الجسد الأنثوي ضمن لوحاتها، هو الفكرة الأكثر ملامسة لها.
تخرجت إيمان من كلية الفنون الجميلة، وشاركت بعدة معارض في دمشق، وانتقلت بعدها إلى بيروت. تعتبر الفنانة الشابة انتقالها من دمشق إلى بيروت، مرحلة ثانية، على صعيد العمل والاحتراف والتخصص.
تمكنت إيمان من افتتاح أول معرض فردي لها في بيروت، وتجاوزت فيه الفكرة النمطية التي تلاحق كثيرا من الفنانين السوريين الشباب، حول تحديد أفكارهم بالحرب فقط، وسعي بعضهم للعمل ضمن شروط تمليها عليهم بعض دور العرض في بيروت، إيماناً منها بأن لكل فنان هاجسا وقناعات خاصة به. وأما هاجسها حتى هذه اللحظة، فهو الجسد وما يدور في فلكه، بمعزل عن الضوابط والشروط.
تطوّرت أفكار إيمان، وتجاوزت حالة الجسد كرمزٍ للأنثى فقط، ليكون حضور الجسد بمعزل عن ثنائيّة أنثى/ ذكر، الموجّه الأوحد للخطوط والألوان، فالجسد بمعزل عن جنس صاحبه، كما تخبر الفنانة الشابّة "العربي الجديد"، هو أساس للإلهام، ومبدأ تقوم عليه كافة الأفكار.
وتوضح نوايا لـ "العربي الجديد"، بأن تطور التقنية عملية تراكمية بالنسبة لها. وتتألف من شقين أساسيين، الأول، ترمز له بالفكرة أي العقل. والثاني، باليد، أي التقنية كأداة تعبر فيزيائياً عن الفكرة. غياب التناغم بين اليد والفكرة، يودي بالأعمال للغوص في حالة التكرار والروتين، لذلك، يجب ترويض وتدريب كل منهما على حدة. فكثرة التجارب والانفتاح على مختلف أنواع الأفكار، هما أفضل تمرين للعقل، وأما مضاعفة ساعات العمل، فتحقق مرونة لليد، بعد ذلك يتّحِد العنصران ويندفعان معاً بسلاسة للبدء في تكوين اللوحة.
تتأثر أعمال إيمان بالمدرسة التعبيريّة والتعبيريّة المجرّدة، كونها مدرسة لا تفرض ضوابط على أفكار الفنان، ولا تناقش العمل الفني على أساس الخطأ والصواب، بل تقابل ما تعتبره بعض المدارس التشكيلية عيباً فنياً، على أنه بصمة تميز الفنان القائم بهذا "الخطأ الفني". وتؤكد إيمان لـ "العربي الجديد"، أن تأثرها بالتعبيرية وبفنانيها كموديلياني وإيغون ستشيلي وفرانسيس بيكون، وبولوك ونيومان، لا يعني العدول عن امتلاك أسلوب ونفس فني خاص بها، وتكمل بأن هنالك تجارب خاضها الكثير من التعبيريين إما في وقت واحد أو في أوقات مختلفة، دفعتهم لحلول فنية على صعيد الفكرة والتقنية، لذلك تبدو لوحاتهم متشابهة مع لوحات أخرى، أو متأثرة بها، وهو أمر طبيعي جداً.

اقرأ أيضاً: نحت مختلف

 
المساهمون