إيمانويل لوبيزكي: مصور اللقطات الواحدة

18 فبراير 2016
بوستر فيلم Birdman عن (getty)
+ الخط -
في حال فُتِحَ حديثٌ بين مجموعة من محبي السينما "السينيفيلز"، عن أفضل مخرج أو أفضل ممثل أو ممثلة أو كاتب في العالم خلال تلك الفترة، فإن كل واحد منهم سيختار، حتمًا، اسمًا مختلفًا عن الآخر. بينما لو كان السؤال عن أهم مدير تصوير، فإن 90% من الإجابات ستكون لصالح المكسيكي المتألق، إيمانويل لوبيزكي.




لوبيزكي، أو إل تشافو، كما يطلق عليه بين رفاقه السينمائيين والمصورين، أصبح قريباً جداً من الحصول على أوسكار أفضل تصوير سينمائي للمرة الثالثة على التوالي، في إنجاز لم يحدث من قبل في تاريخ السينما.

 بدأ لوبيزكي مسيرته في المسكيك، مصوراً لعدد من الأفلام والمسلسلات، قبل أن ينتقل، نظراً لتميزه، إلى هوليوود، ويصور أعمالاً متوسطة القيمة مثل A Walk in the Clouds، أو Great Expectations. 

ولكن، تألق إل تشافو الحقيقي، بدأ تحديداً منذ 10 سنوات، حين قام بتصوير فيلم Children of Men للمخرج ألفونسو كوران. وفيه حقق إنجازاً كبيراً في تصوير بعض مشاهد اللقطة الواحدة، والتي تمتد أحياناً لخمس وست دقائق دون قطع، وسط أحداث صعبة للغاية. ولكن لوبيزكي قبل التحدي، وقام باختراع أدوات تقنية تساعده على خروج المشاهد بأفضل جودة ممكنة.


تحدّي أو ضربة لوبيزكي التالية كانت مع المخرج، تيرانس ماليك، في فيلمه The Tree of Life عام 2011، وفيه، تحرّك لوبيزكي في نقاط تميُّزٍ مختلفة تماماً، تتعلق في أغلبها بشكل النور وطريقة التصوير وحركة الكاميرا. 

وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، الأعوام الأكثر تألقاً واستثنائية في مسيرة لوبيزكي، كان على موعد مع أكثر من تحد وإنجاز سينمائي حقيقي في فن التصوير، حيث كان أولها هو Graviry عام 2013 ، الذي يحاول فيه المخرج، ألفونسو كوران، محاكاة الفضاء بشكل كامل، وتحقيق معايشة بين المشاهد والفيلم للدرجة التي تجعله يشعر بأنه تائه في الفضاء.

إقرأ أيضاً:غوينيث بالترو تواجه شخصاً يطاردها منذ17عاما

في 2014 كان تحدي Birdman، وكان لوبيزكي، مرة أخرى، هو رجل الفيلم الأول، حيث يتعلق إنجاز الفيلم الأكبر بصناعته كأنه لقطة واحدة بالكامل دون قطع. ولأجل ذلك، فإنه يقوم على لقطات طويلة للغاية وممتدة، لعشر دقائق، وأكثر أحياناً، وذلك بحركة صعبة ومعقدة بين أمكنة وأحياناً أزمنة مختلفة. فاز لوبيزكي بالأوسكار الثاني، وأوصل الفيلم نفسه لأفضل إخراج وفيلم.
أما التحدي الأخير، فكان هذا العام مع فيلم The Revenant، المرشح حالياً لـ12 جائزة أوسكار من ضمنها جائزة متوقعة للوبيزكي. وفيه كان التحدي في جانبين، الأول، اللقطات الطويلة التي صار إل تشيفو أستاذها الأول في العالم، وهي لقطات صعبة مثل لقطة المعركة في الافتتاح، أو هجوم الدب على بطل الفيلم. الثاني، قرار التصوير بالضوء الطبيعي، والاعتماد على الشمس، ونور النهار صباحاً، وعلى النار ليلاً، وذلك من أجل محاكاة زمن الفيلم الذي يدور في عام 1820.

من الصعب جداً أن تجد فناناً مخلصاً ومتطوراً في ما يفعله مثل إيمانويل لوبيزكي، للدرجة التي صار فيها اقتران اسمه بفيلم سبباً كافياً لمشاهدته.


إقرأ أيضاً: ميريل ستريب تشيد بالفيلم الأردني "ذيب"
دلالات
المساهمون